السفير الألمانى: مصر تعيش لحظة فخر ولا يوجد فى ألمانيا رمز يجسد تاريخنا مثل قناة السويس

قال هانس يورج هابر، السفير الألمانى بالقاهرة، إن مصر تعيش لحظة فخر بافتتاح قناة السويس الجديدة باعتباره مدعاة لعقد الآمال الكبيرة لما يمكن أن تقدمه البلاد فى المستقبل، معربا عن تهنئته لمصر على هذا المشروع وأمنيته بتحقيق التوفيق.
وأضاف فى مؤتمر صحفى عقد فى السفارة الألمانية صباح اليوم أن كل من يقرأ تاريخ مصر يقدر ما ترمز إليه قناة السويس ويستطيع أن يستعيد التداعيات التاريخية المرتبطة بها، مؤكدا أنه “لا يوجد فى ألمانيا رمز يمكن أن يجسد التاريخ الألمانى مثلما تفعل قناة السويس”.
ألمانيا شريك فعلى فى مشروع قناة السويس 
وقال السفير الألمانى، إن بلاده تعد ثالث أكبر قوة اقتصادية فى العالم ومن ثم تعتبر شريكا ليس من الناحية القانونية ولكن الواقعية فى مشروع قناة السويس، مشيرا إلى أنه حتى وإن كان عدد السفن التى تمر من القناة والتى ترفع العلم الألمانى قليل نسبيا إلا أن باقى السفن التى تمر من الجنوب للشمال أو العكس تحمل بضائع سواء مصدرة أو مستوردة من ألمانيا وإليها.
الجانب الألمانى مهتم بالتسهيلات اللوجيستية التى سوف تتيحها منطقة قناة السويس
وأوضح فى المؤتمر الصحفى أن الجانب الألمانى مهتم بالتسهيلات اللوجيستية التى سوف تتيحها منطقة قناة السويس، قائلا إنه لا يقصد التقليل من فرحة المصريين عندما يشير إلى أن العمل لن ينته بيوم الخميس القادم، وسوف يتواصل العمل والجهود فى المشاريع المرتبطة بها، داعيا إلى وجود تخطيط جيد لهذه المشاريع واستمرار العمل بكل نشاط وحماس، وأكد أن القطاع الاقتصادى الألمانى لا يهتم فقط بمشاريع قناة السويس ولكن بمجمل الاقتصاد المصرى الذى يعد من الاقتصاديات الصاعدة التى تتيح الكثير من فرص الاستثمار.
زيجمار جابرييل يرأس وفد ألمانيا فى قناة السويس 
وأشار إلى أنه سيتوجه يوم الخميس القادم مع وفد كبير برئاسة نائب المستشارة ميركل ووزير الاقتصاد زيجمار جابرييل لمدينة الإسماعيلية للمشاركة فى احتفالات افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، لافتا إلى مشاركته فى مؤتمر شرم الشيخ مما يدل على أن الجانب الألمانى مهتم بدعم الاقتصاد المصرى. 
المشروع مرتبط بنمو التجارة العالمية 
أما عن بعض التقارير التى تشكك فى جدوى مشروع قناة السويس وفاعلية تأثيره على الاقتصاد المصرى، قال السفير الألمانى إن المشروع مرتبط بتطور نمو التجارة العالمية وعدد السفن التى ستعبر من القناة لكن القيمة الحقيقية المرتبطة بالمشروع هى ما يستطيع أن يقدمه من مشاريع لوجيستية تعود بنفع وتتيح الفرص أمام الشركات المصرية والأجنبية ولا يشترط بالنمو الاقتصادى أن يعود بنفع على الجميع لكن أن يجد المواطنون فرص عمل أكثر بما ينعكس على المواطن العادى. لذا أدعو لاستمرار العمل بالتخطيط فى المنطقة اللوجيسيتة ومن ثم سينعكس هذا إيجابيا. 
السفير الألمانى يغادر منصبه بعد عام واحد 
وقال السفير الألمانى هانس يورج هابر، إن هذا آخر مؤتمر صحفى له قبل رحيله نهاية الشهر الجارى، معربا عن حزنه للمغادرة لأن الوقت الذى قضاه هنا كان من أجمل الأوقات واستمتع بالتواصل مع المصريين من أجل تطوير أواصر الصداقة بين البلدين، والوصول بمستوى علاقات متميزة فى كافة المجالات، لافتا إلى أنه يغادر بعد عام واحد لأنه سيتولى رئاسة بعثة للاتحاد الأوروبى وينتقل إلى مجال له إيقاع آخر من العمل، وأوضح أن فى السلك الدبلوماسى الألمانى أقل مدة تكون سنتين على الأقل لكن ظروف انتقاله للسلك الدبلوماسى الأوروبى كان سبب إنهاء مهام عمله.
رغبتين اراد أن يتحققا 
وقال إنه كانت لديه رغبتين كان يود أن تتحققا أثناء وجوده فى مصر، وهما إجراء الانتخابات البرلمانية واجتماعه، وحل نقطة الخلاف البسيط، المتعلقة بمؤسسة كونراد أيدنهاور، لافتا إلى أنه عمل مع زملائه بجهد شديد لحل هذه المشكلة قبل زيارة السيسى لألمانيا ولم نجد حلا، كما عمل المصريون بجدية للتوصل لحل ولم يتم الوصول له “وبالنسبة لى يعتبر مهمة لم تكتمل وسيتولى خلفى فى المنصب متابعة هذا الأمر.” 
وأشار السفير الألمانى إلى أن مسألة كونراد ايدنهاور سياسية فى المقام الأول وليست اقتصادية ليكون لها تأثير على الاستثمار، قائلا إنها مؤسسة تابعة للحزب الذى ترأسه المستشارة الألمانية، وهى لن ترضى إذا عرفت أن مؤسسة تابعة لحزبها ارتكبت مخالفات قانونية، موضحا أن هناك شقا قانونيا وسياسيا والحل مرتبط بالإرادة السياسية، على حد قوله. 
تعاون ضد الإرهاب 
وبسؤاله عن موقف الإدارة الأمريكية من جماعة الإخوان المسلمين واعتراف المسئولين الضمنى بأن أعضاء منها ارتكبوا أعمال إرهابية وما إذا كانت ألمانيا غيرت موقفها منهم، قال هابر إن الجانب الألمانى لا يعلم بدقة ما الذى كان يقصده الوزير الأمريكى أمس، “لكن بغض النظر نقول إن موقفنا الصريح أننا ضد الإرهاب من أى طرف كان ونحن نتعاون مع كافة شركائنا ضد الإرهاب، ونبادل المعلومات ومستعدون لمكافحة الإرهاب ضد أى طرف، هناك منظمات بالفعل أعلنت عن نفسها فى مصر مثل أنصار بيت المقدس وداعش وأبناء مصر لكن الإخوان مازالوا فى منطقة ضبابية وظهر هذا جليا بعد اغتيال النائب العام، إذ كتبوا على صفحاتهم أشياء ليس لها دلالات واضحة لكنهم يقولون أنهم ليسوا مسئولين عن هذه الأفعال، ويجب أن نعرف من يقوم بهذا بالضبط”. 
الاختلافات بين الجانب المصرى والألمانى 
وبسؤاله عن الاختلافات فى وجهات النظر بين الجانبين المصرى والألمانى قال إنها تنصب على ثلاثة موضوعات؛ الأول ضمان حقوق الإنسان والثانى إتاحة الفرصة للمجتمع المدنى ليتطور والثالث كيفية التعامل مع قانون التظاهر.
وأوضح أن وجهة النظر الألمانية ترى أن مقومات أى مجتمع مستقر ترتكن على مبدأ حقوق الإنسان وإتاحة المجال للشباب للتعبير عن انتقاده واحتجاجه وأن يتاح للمجتمع المدنى فرصة المساهمة بقوة فى الشأن السياسى الداخلى.
المانيا تدعم استقرار مصر
وقال إن ألمانيا لديها قناعات أخرى تختلف عن الجانب المصرى حيث ترى أن كفالة وضمان حقوق الإنسان والتظاهر من سمات الاستقرار داخل المجتمعات، ونحن مع استقرار مصر لكى تستقر المنطقة “وفى لقائنا مع شركائنا لمصريين يقولون أن مصر مستقرة لكننا نرى غير ذلك ونتمنى أن نستمر فى الحوار حتى نرى غير ذلك”. 
علاقات منذ 50 عاما 
وأكد أن العلاقات بين البلدين فى مجالات الثقافة والتعليم والتربية والعلوم تمتد لأكثر من 50 عاما من التبادل المكثف وهناك الكثير من المصريين الذين درسوا فى ألمانيا ويعرفوننا جيدا ويضطلعون بمهمة تصحيح سوء الفهم الذى قد يحدث من وقت لآخر بين البلدين. كما أن العلاقات الاقتصادية متميزة حتى أن الحكومة المصرية بها وزراء يتحدثون الألمانية بطلاقة.
وأعرب عن سعادته أنه فى الفترة التى قضاها عاد الحوار على المستوى الاعتيادى بين البلدين بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لألمانيا ومضامين الحوار السياسى بين الجانبين تتركز على الاستقرار السياسى فى المنطقة التى تكتوى بنار العنف والإرهاب والذى تسلل بعضه لمصر عبر الحدود، وتمت مناقشة وجهات النظر بهدوء وبمبدأ الشراكة مع السيسى أثناء تواجده فى برلين. 
الحوار جزء من السياسة الألمانية تجاه مصر
وأكد أن المناقشة والحوار مستمر بين الجانبين وهو جزء من السياسية الألمانية تجاه مصر، قائلا نحتاج أن ندعم مصر فى كافة المجالات خاصة التأهيل والتدريب، ومن ناحية أن نعبر عن رأينا فى بعض الأمور التى لا تدعم الاستقرار، مشيرا إلى أن هذا الأمر ممكن بين الأصدقاء و”بالنسبة لنا مصر هى أهم بلد فى المنطقة وبدون الاستقرار فى مصر لن يكون هناك أمل فى الاستقرار فى المنطقة برمتها، ونريد أن تكون علاقتنا بها أن تكون إيجابية وقوية وهذا لا يعنى أن يكون هناك حوار صريح بين الجانبين.”
سيمنز 
فيما يتعلق بالقطاع الاقتصادى، واستثمار شركة مثل سيمنز فى مجال الكهرباء فى مصر، قال المستشار الاقتصادى فى السفارة الألمانية أن هناك حوار استراتيجى بين مصر وألمانيا فى مجال الطاقة وهناك مشاريع جريئة لكن يساهم فيها القطاع الخاص الألمانى، موضخا أن الاتفاق بين سيمنس والحكومة المصرية كان على انتاج إجمالى كهرباء 14.4 جيجاوات من محطات جزء منها يعمل بالغاز وجزء بالدورة المركبة وقيمة الصفقة 8 مليارات يورو، لافتا إلى أنه بعد 2013، طلبت الحكومة المصرية تكثيف التعاون فى هذا المجال. 
وأوضح أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب سيفتتح أول محطة فى السويس بعد ثلاثة أسابيع. 
الاستثمار فى مصر
وفيما يتعلق بمجال الاستثمار، قال السفير الألمانى إن هناك الكثير الذى يتعين أن نفعله فى هذا المضمار، إذا تحدثت عن حجم التبادل يتجاوز 4.4 مليار يورو والذى حافظ على حجمه رغم ما حدث خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أنه يجب أن يتناسب حجم الاستثمارات فى مصر مع هذا الكم من التبادل التجارى بين البلدين.
وقال إن هناك نقطتين حينما نتحدث فيهما لا يتفهم الجانب المصرى وجهة النظر، أولها أن الاستثمارات لا تتم بمجرد اتفاق بين الحكومات، فيمكن أن ندعم ونوفر الشروط التى تدعمها لكنها ليست اتفاقات بين الحكومات ولكن قرارات فردية يتخذها المستثمر عندما يشعر أن استثماراته سوف تأتى ثمارها. 
عصب الاقتصاد الألمانى تشكل من شركات صغيرة ومتوسطة
وقال إنه لا يتعين التركيز فقط على الشركات الكبرى والعملاقة، فرغم أن سيمنز من الشركات التى تسهم إسهاما مهما فى التأمين احتياجات الكهرباء لمصر، وصحيح أن الاتفاق الذى أبرمته سيمنز مع الحكومة المصرية من أكبر الاتفاقات على مدار عملها فى مصر منذ 100 سنة، لكن كما ذكرت عصب الاقتصاد الألمانى تشكل من شركات صغيرة ومتوسطة ليس لها فروع أو مكاتب تمثيل فى مصر مثل سيمنز لكنها تتعامل مع مصر وتقوم بتنفيذ كثير من المشاريع وهى بحاجة لقوانين فعالة وإدارة فعالة لتتيح لها شروط العمل الجيد داخل مصر
ألمانيا تتابع تطور التشريعات المصرية بدقة
وأوضح أن ألمانيا تتابع تطور التشريعات المصرية بدقة، مثلا قانون الاستثمار ونحللها لنعرف ما تقدمه هذه القوانين بالنسبة للمستثمر ودائما أعيننا على المستثمر الذى يأتى فى درجة تالية لمستثمر ضخم مثل شركة سيمنز. 
التعاون العسكرى 
أما فيما يتعلق بالتعاون العسكرى بين البلدين، قال السفير إن هناك تعاونا قائما بالفعل بين الجانبين وفى إطاره يذهب ضباط مصريون للمشاركة فى فرق تدريبية منها مثلا ما تتيحه اكاديمية القادة فى هامبرج وهى أعلى اكاديمية فى ألمانيا، وصحيح أن هذا التعاون ليس على مستوى مثيله بين مصر أمريكا لكن لدينا اهتمام لأن يأتى ضباط مصريون للتعرف على طريقة عملنا، لافتا إلى أن هذا البرنامج يمكن أن يتطور.
كما أن هناك نية لتحسين التعاون ليس فقط فى المجال العسكرى لكن أيضا الشرطى حيث نقدم مساعدات فنية وتدريبية. 
السياحة فى مصر 
وعن السياحة فى مصر، قال السفير الألمانى إن الترويج للسياحة فى مصر شأن يخص الحكومة المصرية، والشركات السياحية التى تروج لنفسها ومشاريعها، مشيرا إلى أن ما تقوم به وزارة الخارجية هو إصدار نشرات إرشادات سفر ندقق فيها بشدة إذا ما كان هناك ما يهدد مخاطر السياح، ونوازن بين مصالح الاقتصاد المصرى وأمان السائح، وأمن السائح الألمانى مقدم على أى شىء آخر ونحاول أن نوازن بين المصلحتين. 
وقد فعلنا الكثير فيما يتعلق بمراعاة المصالح الاقتصادية المصرية لأننا نعرف أن آلاف الأسر تعيش على هذا القطاع.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *