الجزائر والمغرب يتبادلان “الودّ” في عزّ السباق نحو التّسلح

 
بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى العاهل المغربي محمد السادس برسالة تهنئة بمناسبة  إحياء المغرب ذكرى ثورة الملك والشعب المصادفة ليوم 20 آب/أغسطس من كل عام.
وأكد بوتفليقة، في خطابه للملك محمد السادس، “الحرص على تعزيز علاقات الأخوة والتضامن القائمة بين الشعبين الشقيقين”، رغم التوتر الدبلوماسي الذي يطبع العلاقات بين الجزائر والمغرب منذ عقود، بسبب قضية الصحراء الغربية التي تدعمها الجزائر وتعتبرها الرباط مسألة داخلية تخص المغاربة، وأيضا بسبب السباق حول التسلح وفقًا لتقارير إعلامية واستخباراتية في البلدين.
وقال الرئيس الجزائري، “إن هذه المناسبة الخالدة، التي تعتبر محطة بارزة في تاريخ بلدكم الشقيق، وخطوة حاسمة في مسيرة تحرره واستقلاله، تدعونا لاستحضار معاني النضال والصمود، التي طالما تميز بها الشعب المغربي الشقيق، كما تدعونا لنتذكر كفاح شعبينا في سبيل استرجاع السيادة والكرامة الوطنية”.
تاريخ من التوتر
ومعلوم أن العلاقات السياسية بين البلدين، لم تخلُ من التوتر الذي بلغه أشده في فترة بوتفليقة المتربع على عرش الحكم في الجزائر منذ أبريل/ نيسان 1999 وعهد محمد السادس، الذي خلف والده  الملك الحسن الثاني الذي توفي في 23 يوليو/تموز 1999.
وزادت العلاقات الدبلوماسية توترا منذ بداية العام الجاري، حيث لا يتردد كبار المسؤولين والوزراء من الطرفين في كيل التهم الخطيرة لبعضهم بعضًا، حيث سبق لرئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال، أن اتهم “الجيران” بالتدخل لإشعال الفوضى وإيقاظ الفتنة في منطقة غرداية ( جنوب البلاد)، التي شهدت أحداث عنف طائفية بين قبائل العرب والأمازيغ.
وفي أكثر من مناسبة، لم يتحرج رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، و لا وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، في اتهام الجزائر بتهديد الوحدة الترابية والسيادة المغربية، بسبب دعمها لقضية الشعب الصحراوي.
وتُغذي وسائل إعلام جزائرية ومغربية منذ أسابيع ، حربا باردةً بين الجارين حيث تكيل كل واحدة تهمًا خطيرة للأخرى، التي لا تتردد في “قصف” الجهة المقابلة بأعنف العبارات التي لا تستعمل إلا في قاموس الحرب والنزاع المسلح.
“ود”.. لا يخفي الخلاف
و في العادة، لا يُعتدُّ برسائل “الود” التي يحرص بوتفليقة ومحمد السادس على تبادلها في كل المناسبات الدينية والأعياد الوطنية، حيث يبقى الخلاف الحاد يميز العلاقات الثنائية، كما أن ذلك لا يحجب بتاتا الأزمة القائمة منذ عقود و التي يترجمها على الأرض غلق الحدود البرية منذ الهجوم الإرهابي على فندق بمدينة مراكش المغربية عام 1994، والتي وجهت فيه الرباط أصابع الاتهام إلى المخابرات الجزائرية، ما أثار حفيظة الحكومة التي قابلت قرار فرض التأشيرة المغربية على رعاياها، بغلق الحدود التي ما تزال كذلك.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *