رجوي تطالب بقطع اذرع حكام طهران في العراق وسوريا

ي الذكرى 36 لاندلاع الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه دعت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إلى إيران بلا تعذيب وإعدام وولاية الفقيه وغير نووية .. وشددت على أن نظام طهران هو المصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة.
 
قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إن الخطوة الأهم لمواجهة التطرف الديني هي قطع أذرعه في العراق وسوريا .. وحذرت من أن إشراك هذا النظام في التحالف ضد داعش هو خطر كبير ودعت الإيرانيين إلى الثورة لتحرير انفسهم من القمع والأرهاب. 
 
واضافت رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال كلمة لها مساء اليوم السبت في المؤتمر الدولي عن “التطرف الإسلامي، الجذور، الحلول، ودور النظام الإيراني”  في باريس أنه رغم همجية ووحشية قمع قل نظيره في عالم اليوم، لم يستسلم الشعب الإيراني أبدًا أمام نظام الملالي .. مؤكدة ان ستراتيجية هذا النظام في المشروع النووي وتصدير الإرهاب والتطرف الديني هي استراتيجية فاشلة حيث إن الاستياء الشعبي والمقاومة المنظمة دفعا النظام إلى مأزق خانق. 
 
واشارت إلى أن اكبر هزيمة منى بها نظام طهران فشله في هجماته المستمرة للقضاء على المقاومة الإيرانية ومؤامرته ضد قيادة هذه المقاومة . 
 
ولاية الفقيه منبع الإرهاب
 
وشددت على أن نظام ولاية الفقيه في ايران هو المنبع والمصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة وان الخطوة الضرورية الاولى والأهم لمواجهة التطرف تحت غطاء الإسلام هي قطع أذرع النظام الإيراني خاصة في العراق وسوريا. 
 
وحذرت من أن إشراك هذا النظام بأي شكل كان في التحالف ضد داعش هو أخطر مائة مرة من أي نوع من انواع التطرف الإسلامي بواجهة الشيعة أو السنة لأنه يؤدى إلى توسيع الكارثة الراهنة وتعميقها. 
 
واضافت أن مواقف المسايرة والمساومة التي تتبناها الدول الغربية في المفاوضات النووية مع  نظام الملالي تشجّهم على التمادي في السعي وراء الحصول على القنبلة الذرية، ولذلك يجب إرغام نظام  طهران على التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن وايقاف تخصيب اليورانيوم والقبول بزيارات مفاجئة من قبل المفتشين لجميع المواقع والمراكز المشكوك فيها. 
 
كما طالبت بإحالة ملف ستة وثلاثين عامًا من جرائم النظام خاصة في مخيم اشرف شمال شرق بغداد لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والمجزرة العامة للسجناء السياسيين عام 1988 من مجلس الأمن الدولي إلى محكمة الجنايات الدولية وعلى المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات شاملة على هذا النظام وطرد موظفيه وعملائه والإرهابيين التابعين له. وان يعترف بالمجلس الوطني للمقاومة باعتباره البديل الديمقراطي الوحيد للنظام والحكومة المنبثقة من هذا البديل للمرحلة الانتقالية للسلطة إلى الشعب الإيراني. 
 
واكدت ضرورة مبادرة الإدارة الإميركية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي بتنفيذ التزاماتهم وواجباته  القانونية لإلغاء حصار مخيم الحرية ليبرتي بضواحي بغداد خاصة إلغاء الحصار الطبي واعتبار المخيم مخيما للاجيئن يخضع لرعاية الأمم المتحدة.. وشددت على اهمية تأمين الولايات المتحدة حماية المخيم وتضمنها أو تعيد جانبًا من أسلحة مجاهدي خلق التي تم جمعها عام 2003 إليهم ، لحمايتهم والدفاع عن انفسهم في حال تعرضهم لهجمات قوات القدس الايرانية والميليشيات العراقية التابعة لها. 
 
الخميني أسس دكتاتورية دينية
 
واشارت رجوي الى انه قبل ستة وثلاثين عاما، كرّس خميني نظام حكم متطرف وتأسيس دكتاتورية دينية حيث إن هذه السلطة لم يكبّل الشعب الإيراني فقط، بل أغرقت الشرق الاوسط في مستنقع من الدماء واستهدفت جميع البلدان الغربية وأثبتت مأساة يومي السابع والتاسع من الشهر الماضي في باريس مرة أخرى بان التطرف الإسلامي هو حرب ضد البشرية بأسرها. 
 
وقالت إنها كارثة دائمة ومستمرة ترتبط حياتها بتدمير الانجازات البشرية وإبادة النسل ورغم انها مغطاة بقناع الإسلام لكنها في عداء واضح مع أسس الإسلام و تعاليم القرآن الحقيقية. كما وانه  يعتبر أكبر عدو للمسلمين. ومنذ غزو المغول قبل ثمانية قرون حتى الآن لم يرق عدو دماء المسلمين بالقدر الذي اراقه التطرف الإسلامي منهم. 
 
 واشارت إلى أن هذه العداوة لا تمت بالشيعة بصلة ولا بالسنة ولا باية نهلة من المناهل العقائدية والمذهبية الأخرى. بل ان أهم الميزة التي تتميز بها هي تبعيتها لاستبداد ولاية الفقيه في إيران. وقالت إنه لو كانت الدول الغربية بدلاً عن التخاذل أمام الإرهاب القادم من هذا النظام أو الرشاوى الاقتصادية التي قدّمتها لهذا النظام انتهجت سياسة صارمة في التعامل معه فكان بالامكان احتواء التطرف الإسلامي والاجهاض عليه.
 
واوضح انه طيلة أكثر من ثلاثة عقود، كان التوجه الرئيسي للدول الغربية يتمثل في المسايرة وتقديم المشجّعات للدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران فيما قامت الدول الغربية بتقييد أكبر حركة وأكثر منظمة تأثيرًا في العالم الإسلامي اي حركة مجاهدي خلق التي نهضت للتصدي لهذا النظام المتطرف، وذلك من خلال إدراجها في لوائح الإرهاب واختلاق ملفات كيديّة لها، فضلاً عن قصف معسكراتها في المناطق الحدودية بين إيران والعراق، وتجريدها عن السلاح وفرض حصار جائر عليها. 
 
من جهة أخرى، قامت هذه الدول بتسليم العراق على طبق من ذهب لقوة القدس الإرهابية والتزمت الصمت على جرائم الملالي في سوريا في الوقت الذي كان بامكانها ان تقف بوجه هذا النظام بسياسة صارمة. 
 
القنبلة النووية
 
واضافت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن مشروع تصنيع القنبلة النووية قد تحول إلى اكبر تحدٍ للسياسة الداخلية والدولية للنظام. وقالت انه اذا تخلّى عن تصنيع السلاح النووي، فيضع بذلك قطار النظام برمته على سكة مختلفة تقوده إلى انهيار الدكتاتورية الدينية وإثارة الانتقاضة الشعبية العارمة. وامّا اذا أصرّ على الاستمرار بتصنيع القنبلة فانه سيؤدى إلى عملية جراحية ستُجرى في قمة النظام وسيدخله في المواجهة مع الشعب الإيراني والمجتمع الدولي.
 
واوضحت ان العنصر الأساس في مأزق النظام، ليس الخوف من الولايات المتحدة ولا من الغرب، بل خوفه من الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. وقالت إنه المأزق نفسه يواجهه النظام  حيال تدخلاته في العراق وسوريا أيضًا. 
 
واكدت ان تصدير التطرف الديني والإرهاب إلى خارج الحدود يعتبر حاجة حيوية لنظام طهران واشارت الى قول امين المجلس الأعلى لأمن النظام “نحن نضحي بدمائنا في العراق وسوريا كي لا نضطر لمثل هذه التضحيات في طهران”.. وأشار قائد قوات الحرس بقوله: “إننا اليوم ندافع عن حدودنا كيلومترات بعيدة عنها”.
 
وشددت على أن الإرهاب وارتكاب الجرائم بحق البشرية في العراق وسوريا، يأتي كلها من أجل الدفاع عن نظام ولاية الفقيه الذي بات كيانه معرّضاً للخطر فان النظام وشركاءه يحاولون اظهار تدخلاتهم الإجرامية بأنها معالم قوة لهم، لكن علينا أن نقع في الخطأ في هذا الموضوع حيث نعرف أن القوات النازية ارتكبت معظم مجازرها خلال المرحلة النهائية من الحرب وفي الوقت الذي كانت تعيش مرحلة الانحسار والهزيمة. 
 
وقالت إنه لن يكون العراق ولا سوريا ساحة انتصار للملالي، بل أنهم يغرقون في مستنقع هاتين الحربين يوما بعد يوم وتتفاقم المضاعفات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها وتؤدي إلى زيادة نزاعاتهم الداخلية. وأوضحت أنه إذا استطاع الملالي الانسحاب من هاتين الحربين، فان ذلك سيشكل ضربة قوية هي الأخرى على هيكلية ولاية الفقيه المتهالكة فان طريق السقوط سوف يعبد للنظام في كلتا الحالتين. 
 
 بطش النظام
 
وأكدت رجوي أن الاستياء والبطش الجماهيريين في إيران يزداد ساعة بعد ساعة من الجرائم التي يقترفها النظام ومنها حملة الإعدامات بمعدل كل ثمان ساعات إعدام واحد، وآلاف من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ومن حملة الاعتقالات بمعدل سبعين شخصا في كل ساعة، من التعذيب الذي يمارس ضد السجناء وترك المرضى منهم يموتون ببطيء، من التصرف اللا انساني لقضاء النظام الذي شكل تسعة عشر مليون ملف لابناء الشعب الإيراني، من حملة التنكيل والكبت بحق الموسيقي والسينما ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الإعمال الإجرامية ضد ملبس النساء مثل رش الحوامض….وهذه الجرائم هذه جعلت علاقة الشعب الإيراني بالنظام الحاكم علاقة شعب في بلد محتل بقوات الاحتلال.  
 
 وقالت إن أكبر أزمة يواجهها النظام هي التأثير الحاسم لحركة المقاومة حيث يشكل العنصر الثابت لزعزعة نظام ولاية الفقيه من خلال الدفاع عن الإسلام الديمقراطي والمساهمة بشكل حاسم في إفشال التطرف الإسلامي فكريا وثقافيا، ورفعت راية ضرورة اسقاط هذا النظام. 
 
وخاطبت رجوي الايرانيين قائلة انه “رغم القمع بلاهوادة، والفقر والبطالة والآلام والمعاناة التي فرضها هذا النظام عليكم، رغم سياسة تأجيج الحروب وتصدير الإرهاب ورغم المساومات السياسة، فان الكلام الأخير وفصل الخطاب ينطقونه انتم وابنائكم في جيش التحرير وليس غيركم”..
 
وأضافت “ان الدكتاتوريين يروجون اليأس وخيبة الأمل حيال المقاومة من أجل التصدي لانتفاضة الشعب. اذن يجب بالمقابل ان تقوموا بنشر ثقافة الأمل بالحرية والثورة والتغيير فاعلموا بان هذا النظام مهما ارتكب الجرائم ومهما طال عمره فلا مفر له من الإسقاط المحتم فأنتم القادرين علي مناصرة المقاومة المنظمة من أجل إسقاط الفاشية الدينية وتحرير إيران”. وواصلت مخاطبة الايرانيين بالقول “اناشدكم إلى تحرير إيران، فانتفضوا من أجل إجراء انتخابات حرة، من أجل إقامة جمهورية تعددية تبنى على أساس فصل الدين عن الدولة، من أجل اقامة مجتمع مبني على المساواة بين المرأة والرجل إيران بلا تعذيب وإعدام و خالية عن أحكام شريعة الملالي وإيران غير نووية”. 
 
متحدثون دوليون يثيرون ممارسات طهران التخريبية اقليميا ودوليًا 
 
وتحدث في المؤتمر الذي افتتحه الخو فيدال كوادراس نائب رئيس السابق في البرلمان الاوروبي رئيس اللجنة الدوليه للبحث عن العداله عدد من الشخصيات الدولية بينها : رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، ومرشح الرئاسي (2008)، مايكل موكيزي، وزير العدل الاميركي (2009-2007)، آلن درشويتز حقوق ومحامي ملفات الجنائية الابرز، وباتريك كندي عضو الكونغرس الاميركي (2011-1995)، ونيكول فونتن رئيس البرلمان الاوربي السابق، واللورد آلكس كارلايل، رئيس مشترك للجنة البرلمانية البريطانية لايران الحرة والمراقف الحكومي المستقل السابق بشأن الارهاب في بريطانيا، والنواب دومينيك لوفور، وروبرت روشفور، والمحافظ ايو بونه، رئيس الاسبق لجهاز مخابرات الفرنسية، وجان بير برار، النائب السابق في الجمعية الوطنية الفرنسية، وكارمن كويينتانيلا، رئيسة لجنة المرأة في البرلمان الاسباني .. اضافة الى نائبة رئيس لجنة المرأة في المجلس الاوربي، وخوزه ماريا جيكيو، متحدث باسم حزب الشعب في اللجنة الخارجية لمجلس الشيوخ الاسباني، والسناتور لوئيجي كومبانيا، وكارلو جيچولي النائب السابق (ايطاليا)، بير جالاند، رئيس فدرالية الاوربية للانسانيين، ورئيس المنظمة الدولية ضد التعذيب (بلجيكا).
 
وشدد المتحدثون في كلماتهم على ان صمت الغرب وخاصة الولايات المتحدة ازاء تدخلات نظام طهران المتطرفة والارهابيه في المنطقهة و”احتلاله العدواني” للعراق وسوريا واليمن ولبنان وكذلك سياسة الاسترضاء التي يمارسها المجتمع الدولي في المفاوضات النووية والتي عرضت امن المنطقه والعالم للخطر وقربت الفاشية الدينية الحاكمة في ايران من امتلاك القنبلة النوويه.. وأكدوا ان الحسم في مواجهة هذا النظام الذي يعاني شللا واوضاعا هشة بسبب تزايد الأزمات الاقتصاديه والاجتماعية وتفاقم الصراع على السلطة بشكل لم يسبق له مثيل هو ضرورة ملحة ومؤثرة اكثر من أي وقت مضى.
 
كما تحدث في المؤتمر عدد من ممثلي الجمعيات والتشكيلات الايرانيه نيابة عن المشاركين الايرانيين في هذا المؤتمر الذي انعقد ايضا احياء للذكرى السادسة والثلاثون للثورة الايرانية عام 1979 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *