بعد الهجوم الواسع للقوات التركية ضد حزب العمال الكردستاني الملا ياسين رؤوف ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة في حوار خاص لبوابة العرب اليوم

العمليات التركية ضد أكراد سوريا جاءت لمنع قيام كيان كردي في الشمال السوري وعدم انعاش النزعة الانفصالية لاكراد تركيا .
قوات البشمركة استعادت ما بين 25و30% من الاراضي التي استولى عليها داعش وقلق تركيا من دعم الاكراد يعيق اطار عملي اقليمي مشترك ضد التنظيم .
فرص نجاح القيادي في اصلاحاته كبيرة بفعل تأييد قوي ومراجع شيعية وكثير من قيادات السنة .
شهدت المرحلة الماضية تصعيدا خطيرا من جانب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني يأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه قوات البشمركة بهجوم واسع النطاق ضد تنظيم داعش لاسترداد الاراضي التي قام بالاستيلاء عليها خلال الشهور الماضية وفي ظل تلك لاجواء المتوترة أدلى الملا ياسين رؤوف ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في مصر بحوار تناول فيه وجهة نظره من التطورات الراهنة :-
ما هي رؤيتكم للاسباب الحقيقية للتصعيد التركي ضد حزب العمال الكردستاني في هذا التوقيت ؟
اعتقد ان تجديد قضية الصراع التركي ضد حزب العمال الكردستاني واضطهاد الاتراك بعد ان حدثت انفراجه نسبية في تلك القضية مرتبط بتقلد اردوغان للسلطة في بداية التسعينات فرغم الامال التي علقت على اردوغان لايجاد حل لتلك القضية إلا ان النظام التركي عاد مرة اخرى الى سياسة الاستبداد والاضطهاد ضد الاكراد حيث ربطت تركيا ما بين نشاط الدولة الاسلامية وحزب العمال الكردستاني وهو ما ادى بها الى الانضمام للتحالف المحارب لتنظيم الدولة الاسلامية المعروف بداعش كما شن حملة اعتقالاات لاشخاص اشتبه في نيتهم الانضمام للتنظيم المتطرف بالاضافة الى نشطاء يساريين كما سمح للقوات الامريكية باستعمال قاعدة انجرليك العسكرية للانطلاق في ضرباتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا إلا ان تركيا بدأت تشعر بأن اكراد سوريا بدأو يحققون انجازات متواصلة سمحت لهم بالسيطرة على قطع جغرافية متصلة تزيد مقومات وامكانيات قيام دولة كردية وهو ما يعني ضمنيا في حالة تحقيقه انعاش المطالب الانفصالية لاكراد تركيا ومن هذا المنطلق بدأت عملية التصعيد ضد حزب العمال الكردستاني لمنع قيام كيان كردي في الشمال السوري .
وكيف تقيم موقف الحكومة المركزية في العراق تجاه هذا التصعيد ؟
الحكومة المركزية ابدت استيائها من التصعيد التركي واعتبرت ان ما حدث مسئلة داخلية واعلنت انها لا تقبل التعدي على الاراضي العراقية .
وما هي فرص نجاح الحملة التي يشنها الان البشمركة ضد تنظيم داعش لاستعادة المناطق التي احتلها التنظيم في اقليم كردستان ؟
لقد استعادت قوات البشمركة حوالى من 25الى30% من الاراضي التي خسرتها لحساب داعش ونجم عن هذه المكاسب الاقليمية اضعاف وصول تنظيم داعش لموارد النفط والغاز وتجفيف بعض عائداته إلا ان نجاح قوات البشمركة ليست كاملة بسبب عدة عوامل منها انه يجب على الولايات المتحدة وقوات التحالف كسب ثقة العرب السنة لاضعاف داعش كما ان دعم قوات التحالف للبشمركة الاكراد في سوريا يقلق تركيا والتي تعد الحليف الاقليمي الرئيسي للولايات المتحدة وهو ما ادى الى اعاقة اطار عمل اقليمي مشترك ورغم ذلك فلقد نجحنا في استعادة منطقة سنحان وبعض المناطق الكردية الاخرى التي احتلها داعش ونحن نرى اننا نمثل الان اخطر انواع المقاومة ضد تنظيم داعش ونشكل الجبهة الامامية للقتال ضد هذا التنظيم الذي جاء الى المنطقة العربية بشكل عام والعراق بشكل خاص .
وهل ترى ان تنظيم داعش صناعة امريكية لاستخدامه لتحقيق اجندتها الخاصة في المنطقة ؟
لا اعتقد هذا فالولايات المتحدة ليست مستفيدة من وجود هذا التنظيم في المنطقة العربية وأرى ان هذا التنظيم صناعة محلية فافراد داعش يظنون بأنهم ميلمون يقيمون القصاص العادل إلا انني ارى ان تركيا وقطر هما المفعلان الرئيسيان لهذا التنظيم إلا ان تركيا شعرت في الفترة الاخيرة بخطورته على امنها ولذلك بدأت تشن حملات ضده .
يرى البعض ان قيام اقليم كردستان يبيع النفط بشكل مستقل هو تكريس عملي لتقسيم العراق فكيف ترى هذا؟ وما تعقيبكم على تصريحات رئيس الاركان الامريكي بأنه لا مفر من تقسيم العراق ؟
أرى ان ذلك شائعات لتقسيم العراق فنحن بالفعل نبيع النفط بشكل مستقل لاننا نملك الابار الخاصة بنا داخل المنطقة المشتركة بيننا وبين العراق ونحن نضطر الى بيع هذا البترول لان الحكومة العراقية لا تقوم بدعمنا ماديا ولذا فلا يوجد خيار لدينا سوى بيع النفط ورغم ذلك فنحن نرى اننا جزء من العراق ولا نريد تقسيمها ولكننا نريد شراكة عراقية – كردية في توحيد الجبهة والاهداف وأرى ان التقسيم الفعلي يأتي من خلال السنة والشيعة وليس من خلال الاكراد ونحن نطالب بوحدة العراق وأود ان اشير هنا ألى ان اوضاع الاكراد في العراق افضل من وضع الاكراد في سوريا فنحن نمتلك حكومتنا والبرلمان الخاص بنا على العكس من اكراد سوريا والذين يقعون في اطار كانتونات غير قابلة لغرض لغرض الاستقلال والذي ترفضه ايضا تركيا لحماية حدودها .
إلى اين وصلت المفاوضات بين حزب العمال والاتحاد الوطني الكردستاني حول رئاسة الاقليم؟ وهل تتوقعون انتخابات رئاسية مبكرة في حالة عدم الوصول الى تفاهم ؟
المشكلة الاساسية ان حزب العمال الكردستاني متمسك برئاسة مسعود البرزاني كرئيس للاقليم رغم ان ولايته انتهت ولكن الاحزاب والتيارات الاخرى وغالبية الشعب الكردي يؤيدون اختيار رئيس جديد وتحديد صلاحياته وهناك مفاوضات بين الكتل السياسية وفي حالة عدم الوصول الى حل فاننا بالتاكيد سوف نتوجه الى انتخابات مبكرة .
ما هي رؤيتكم للاصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ؟
هذه الاصلاحات ضرورية وارى انها مسألة هامة جدا بالنسبة للعراق بشرط ان تتوافق تلك الاصلاحات مع القانون والدستور العراقي ونحن لا نريد لأي شخص ان يتجاوز الدستور العراقي .
وهل تتوقعون ان ينجح العبادي في تطبيق تلك الاصلاحات في ظل وجود ضغوط داخلية وخارجية تمارس عليه ؟
ارى بأنه قادر على تحقيق النجاح المتوقع من هذه الاصلاحات على الرغم من وجود ضغوط شعبية كبيرة خاصة ان هناك مساندة من القوى والمراجع الشيعية وكثير من قيادات السنة لتلك الاصلاحات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *