مصدر بالمقاومة العراقية يكشف في تقرير خاص الدور الايراني في تشكيل الحشد الشعبي واستخدام المالكي لتقديم الدعم السياسي له

شف مصدر بالمقاومة العراقية في تقرير خاص تلقينا نسخة منه الدور الايراني في تشكيل الحشد الشعبي واكد المصدر ان تشكيل الحشد الشعبي في العراق تم منذ فترة ضمن منهج فيلق القدس للحرس الثوري الايراني. ولعب كبار المسؤولين في فيلق القدس دورا بارزا في تشكيل الحشد الشعبي في العراق أخذ تشكيله أبعادا أوسع بعد غزو داعش للارضي العراقية. الحشد الشعبي في الوقت الحاضر هو يعمل بمثابة الحرس الثوري الايراني لنظام ولاية الفقيه في كل من سوريا ولبنان والعراق. ويتكون جميع عناصر الحشد الشعبي إما من المليشيات التابعَة لفيلق القدس او من العناصرالتي جندتهم المليشيات مؤخرا.
ومن الناحية العسكرية استخدم النظام الايراني القادة القدامى في فيلق القدس من أمثال هادي العامري وابومهدي المهندس اللذين لديهما خلفية عمل مع فيلق القدس أكثر من ثلاثة عقود ليتم تشكيل الحشد الشعبي بشكل تدريجي. كما ينوي قاسم سليماني وقبل تشكيل الجيش العراقي في تركيبته الجديدة ان يشكل الحشد الشعبي في جميع المحافظات السنية الست كقوة عسكرية كاملة للسيطرة على الموقف.
 
زيارة المالكي إلى طهران والدعم السياسي للحشد الشعبي
كان النظام الايراني يبحث عن شخص في السلطة العراقية حتي يدعم ويمثل الحشد الشعبي من منطلق سياسي في الحكومة العراقية. وبعد زيارة المالكي إلى طهران في تشرين الثاني2014 طرح المعنيون الأمنيون في نظام الملالي على المالكي فكرة أن يكون الأخير أي المالكي المرتكز الأساسي لجميع الشؤون السياسية للحشد ورحب المالكي الذي كان منعزلا في الساحة السياسية العراقية قبل زيارته لطهران بهذه الفكرة بكل ترحيب. وأشترط النظام الايراني إعلان هذه الفكرة وادخالها حيز التنفيذ إلى ظروف يتفوق موقف الحشد الشعبي بخصوص الأداء وابرازه في المجتمع العراقي.
وبعد عودته من طهران صار المالكي أكثر نشطا في الساحة السياسية حيث قام بجولة للمحافظات وأعلن في جميع مواقفه مساندته ودعمه لفكرة الحشد الشعبي وأداءه. وفي تشرين الثاني 2014 استقبل المالكي نخبة من الحشد الشعبي وحسب توصية من قاسم سليماني زاد من نشاطاته في التواصل مع الحشد الشعبي وزار احدى قواعد الحشد الشعبي في كانون الثاني 2015 ثم توجه إلى البصرة وزار الجرحى للحشد الشعبي المنقولين من صلاح الدين وديالي إلى مستشفيات البصرة.
بعد لقاء المالكي قادة الحشد الشعبي والمليشيات في أواخركانون الثاني 2015أصدرالمالكي بيانا ذكر فيه بان مشروع الحشد الشعبي هو مشروع وطني معلنا أن الحشد الشعبي هو السند الرئيسي للمؤسسات العسكرية والأمنية العراقية فإنه بحاجة إلى الاسناد والدعم.
 
المالكي القائد العام للحشد الشعبي
طرح النظام الايراني هذه الفكرة اي تقديم المالكي القائد العام للحشد الشعبي للعراقيين على زعماء الإئتلاف الشيعي والعناصر التابعة له في الحكومة العراقية خلال لقائات مع مسؤولين اثناء زياراتهم لايران بمن فيهم جرت مباحثات بين السلطات الأمنية الايرانية ووزيرالداخلية العراقي محمد الغبان خلال زيارته الأخيرة لايران لتثبيت المالكي بصفته القائد العام للحشد الشعبي. وكان يطلب النظام الايراني من محمد الغبان نظرا إلى ان تركيبة وزارة الداخلية وتواجد عناصر بدر فيها فلهذا هي المؤسسة الامنية الوحيدة التي تستطيع ان تساند المالكي لتمرير سياسة المواكبة مع الحشد الشعبي. كما دعم الغبان خطة النظام الايراني لجعل المالكي في منصب القائد العام للحشد الشعبي. غير أن التيارالصدري رفض الأجندة الايرانية بقوة بجعل المالكي على رأس الحشد الشعبي وأكد أنه لا يمكن عودة الديكتاتورية الى العراق بشكل آخر.
وتهدف سياسة النظام الايراني لاستخدام الحشد الشعبي الى تحويله إلى قوة عسكرية مقتدرة في العراق لاستخدامه كأداة بيد النظام الايراني للوقوف بوجه مطالبات اهل السنة وكذلك السياسات الأمريكية في العراق واعادة هيمنته المفقودة في العراق باستخدام هذه القوة.
 
تداعيات فداحة الخسائر البشرية في الحشد الشعبي والمليشيات في المحافظات الجنوبية
رغم ان عددا كبيرا من المتطوعين من المحافظات الجنوبية العراقية توافدوا إلى مناطق الاشتباك حيث يقطنها السنة في محافظتي ديالى وصلاح الدين وحاربوا بجانب المليشيات الا أنه وبمرور الزمن وتصعيد حجم الخسائر البشرية لدى عناصرالحشد الشعبي والمليشيات تقلصت وتيرة انضمام المتطوعين إلى مناطق الاشتباك. وسجلت حالات عديدة من هروب المتطوعين وترك الجبهات من قبلهم. وتركت مشاهدة تشييع جنائز المليشيات في المدن الجنوبية ممن قتلوا في محافظتي صلاح الدين وديالي ردود سلبية على اذهان الناس خاصة على نفس المليشيات. فغالبية المستشفيات في كل من البصرة والناصرية والكاظمية وبغداد كانت مليئة من جرحى المليشيات. وبعد تصعيد الاشتباكات في محافظة ديالى زاد حجم الخسائر لدى عناصر الحشد الشعبي والمليشيات.
ويقول مسؤول حكومي في محافظة البصرة: ان مشاهدة مواكب مكونة من 30- 40 نعش في البصرة لها تأثيراتها السلبية الكبيرة على معنويات المواطنين بحيث يمنعون بارسال أبنائهم كمتطوعين إلى ساحات الحرب.
وأدى مصرع بعض قادة المليشيات من أمثال واثق البطاط وابوزهراء العلياوي وصبحي الحسني وعلي اللامي وعباس حسن جبر(ابوحمزه) أدى إلى احباط معنويات عناصر الحشد الشعبي. كما قال احد قادة المليشيات التابعة للعصائب: تشجعت المليشيات وعناصر الحشد الشعبي عند مشاهدة قوات الحرس الثوري الايراني في مختلف مناطق الاشتباك غير أنه بعد مقتل حميد تقوي من قادة فيلق القدس في العراق ومحمد علي الله دادي في القنيطرة بسوريا احبطت معنوياتهم بشدة.
لا يقتصر احباط المعنويات الناجم عن تصعيد الخسائر على المليشيات وعناصرالحشد الشعبي، بل تأثر المجتمع العراقي تاثيرا سلبيا من هذه الخسائر. ويرى البعض هذا الحد من الخسائر أنه حصيلة حرب طائفية الذي أججها النظام الايراني. غطت الجدران والمرافق العامة والاسواق في معظم المدن الجنوبية وكذلك بغداد والكاظمية صور وبوسترات كثيرة من القتلى وأمام أنظار الناس يوميا. هذه المشاهد تعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الايرانية العراقية التي أثارها الخميني.
 
مجزرة أهالي ديالى
قامت المليشيات والحشد الشعبي بعد تحرير مناطق مختلفة من محافظة ديالى بقتل المواطنين في المناطق التى كانوا متواجدين في قراهم ومنازلهم خلال الاشتباكات. وجرت مجازر مختلفة من قبل المليشيات في مناطق مختلفة بديالى كان ابشعها مجزرة المواطنين الأبرياء في قرية بروانه. وخلالها قامت المليشيات بمساعدة عناصر جميل الشمري قائد شرطة ديالى في قرية شروين بجمع قرابة130شخصا من منازلهم وفيما كان أيديهم مكبلة ومعصوبي الأعين فتم نقلهم إلى منطقة مفتوحة داخل القرية ثم فصلهم في مجموعات 4-3 اشخاص وتم اطلاق رصاصة الرحمة عليهم خلف الخربة. واستغرفت المجزرة عدة ساعات. وخلال أعدام المواطنين دخل قسم آخر من المليشيات والحشد الشعبي بيوت الأهالي لسرقة ونهب اموال المواطنين. وحملت المليشيات بسيارات دبل قمارة جميع ممتلكات المواطنين منها الفرش والثلاجة والطباخة والتلفزيون ونقلها من مناطق الاشتباك. وفي الوقت نفسه قامت مفارز الهندسة من المليشيات بنسف البيوت بزرع متفجرات حتى لايتمكن المكون السني بعد انهاء الاشتباكات السكن في بيوتهم. ويبلغ عدد البيوت التي تم تفجيرها 1600 بيت اضافة إلى12جامعا تم تدميرها خلال التفجيرات.
 
تبرير المجازر والمخططات المستقبلية لمليشيات الحشد الشعبي
بعد تصاعد الاحتجاجات لدى المواطنين والاعلام بخصوص قتل الناس العزل قامت المليشيات بتبرير هذه المجازر. وكان أحد قادة بدر قد وجه عناصره بتصريح «اذا تم متابعة هذا الموضوع من قبل المؤسسات المدافعة عن حقوق الانسان والجهات الخارجية فتقولون ان القتلى هم كانوا مسلحين مهاجمين متخندقين في منازل المواطنين فتم قتلهم خلال الاشتباكات مع المليشيات»
 وينوي فيلق القدس باستخدام نفس الاسلوب الذي مارسه بحق الأهالي الابرياء في محافظة ان يشن هجوما مماثلا على محافظة الانبار خاصة جنوب الفلوجة لخلق أجواء الرعب والخوف بين المكون السني. كما في الوقت الحاضر يدرس قادة فيلق القدس بمساعدة ابومهدي المهندس وغيره من قادة العصائب والكتائب خططا مختلفة لهذا الهجوم. وينوي قادة المليشيات التابعة لفيلق القدس بعد تسليم المناطق المحررة لمحافظة ديالى إلى الشرطة والجيش ان يرسلوا مليشيات الحشد الشعبي إلى سائرالمحافظات ذات المكون السني من أمثال صلاح الدين والانبار ليطبقوا نفس النموذج للقتل الطائفي في ديالى في تلك المحافظات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *