زيارة وزير الخارجية الهولندي إلى إيران في خضم موجة الإعدامات ليست إلا استهتارا لحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية

 
المقاومة الإيرانية تدين بقوة زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الهولندي «بيرت كوئنداس» إلى ايران تحت حكم الفاشية الدينية الحاكمة في إيران داعية نواب البرلمان ومدافعي حقوق الإنسان في هذا البلد إلى ايقاف هذه الزيارة التي لم تكن من شأنها إلا تشجيع النظام على التمادي في الإعدام وأعمال القتل ضد مصالح الشعب الإيراني وإرادتهم لتحقيق الديمقراطية. ان مسؤولين في نظام ولاية الفقيه من المقرر ان يقوم وزير الخارجية الهولندي بلقائهم يحملون في سجلهم المشين إعدام 120 ألف سجين سياسي ويسميهم الشعب الإيراني بعرابي داعش ووصل عدد الإعدامات خلال فترة عامين من ولاية رئيس النظام روحاني إلى 2000 شخص. مسؤولو النظام وبمن فيهم القتلة الحقيقيون لـ «السيدة مطهرة (زهرا) بهرامي» المواطنة الهولندية من أصل إيرانية والتي تم إعتقالها في انتفاضة عام 2009 ثم تم إعدامها في 29 كانون الأول/ يناير 2011.
ان هذه الزيارة التي تتم في خضم موجة الإعدامات ليست الا استهتارا لحقوق الإنسان والقيم المديقمراطية. ويستغل مسؤولو الفاشية الدينية الحاكمة في إيران هذه الزيارة وزيارات مماثلة للتستر على طينتهم العائدة إلى عصور الظلام وان هذه الزيارات لم تعط لحد الآن أية نتيجة إلا مواصلة وتصعيد القمع ولاسيما زيادة عقوبة الإعدام الوحشية داخل إيران وتصدير الإرهاب والتطرف إلى المنطقة وإثارة الحروب فيها.
وتأتي زيارة «بيرت كوئنداس» في وقت أكد فيه خامنئي الولي الفقيه لنظام الملالي في 16 أيلول/ سبتمبر على مواصلة سياسات النظام ومبادئه الستراتيجية. وأعرب خامنئي دعمه الكامل لقوات الحرس مصرحا على ضرورة مواصلة القمع الشامل في داخل البلد وإثارة الحروب والإرهاب وتدخلات قوات الحرس العدوانية في مختلف دول العالم لضمان بقاء النظام في السلطة. هذا وأكد ايضا رئيس النظام روحاني خلال لقائه بقادة قوات الحرس قبل ذلك بيوم واحد على مواصلة تدخلات النظام العدوانية في المنطقة وإثارته للحروب قائلا: «لايجوز ان نكون متفرجين على مايجري في البلدان الإسلامية».   
كما تأتي هذه الزيارة في حين ينتظر آلاف من السجناء في طابور الإعدام ويتعرض السجناء السياسيون باستمرار للأذى والمضايقة وممارسة التعذيب. وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين يوم 14 أيلول/ سبتمبر قائلا: «زيادة اللجوء إلى عقوبة الإعدام ومخاوف بشأن حق الحصول على محاكمة عادلة والاحتجاز المستمر للصحافيين والمدونين والمدافعين عن حقوق الإنسان مازالت مدعاة رئيسية للقلق في إيران». كما قد أعربت العفو الدولية في بيان أصدرته في 23 تموز/ عن قلقها تجاه إعدام 700 شخص في النصف الأول من العام الميلادي الجاري وأضافت: «انها ترسم صورة شريرة لآلية الدولة التي تنفذ عمليات قتل على نطاق واسع بفضل أحكام قضائية».
إن زيارة إيران في ظل حكم الملالي وغض العيون عن الجرائم التي يرتكبها النظام وتقديم التنازلات له أمر مدان بشدة ومرفوض اطلاقا لدى الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية تحت أية ذريعة كانت. أي تعاطي مع إيران يجب ان يشترط بتحسين واقع حقوق الإنسان في إيران وايقاف عقوبة الإعدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *