كلمة فرزاد مددزاده في مؤتمر حقوق الإنسان تحرير إيران سيأتي يوما ما

  
تحياتي الحارة إلى القمر المنير الأخت مريم و الأسد الرابض دوما الأخ مسعود وتحياتي إلى الأشرفيين الأبطال في مخيم ليبرتي. تحية إلى  مواطنينا الأعزاء واليكم انتم أنصار المقاومة،
تحية إلى السجناء المناضلين والمجاهدين وتحياتي إلى شهداء درب الحرية وتحية لـ (اكبر ومهدية) وهما فخر أبدي لي.
انا فرزاد مددزاده جئت من إيران مؤخرا وعمري 30 عاما وقضيت 5 سنوات في سجون نظام الملالي.
تعرفت على المقاومة و مجاهدي خلق عن طريق صحيفة أسيا ثم برامج قناة المقاومة الإيرانية «سيماي آزادي» قبل 12 عاما. وتغير مسار حياتي أساسا بعد تعرفي على مجاهدي خلق حيث أصبحت آلام ومعاناة المواطنين آلامي وأصبح النضال بوجه هذا النظام المجرم لوضع حد لهذه الآلام غايتي.
اعتقلت عام 2008 بتهمة محاربة الله وتم اصدار الحكم علي بالسجن لمدة 5 اعوام قضيته في سجني ايفين وكوهردشت. فور اعتقالي تم نقلي إلى عنبر رقم 209 المخوف مباشرة وقضيت أكثر من 6 شهور في زنزانة إنفرادية مرتين.
زنزانة إنفرادية عبارة عن مكان لم يتم السماع شيئا فيها الا جرس الموت ويستخدم النظام عنها لتحطيم ارادة السجناء وبالتحديد في تلك الظروف يأتي محترفو التعذيب ويطلب منك المشاركة في المقابلة التلفازية وإطلاق أكاذيب ضد قضيتك. أكبر درس ما تعلمته في الزنزانة الإنفرادية هو مواصلة القتال في كل لحظة ويجب ان تقاتل كل لحظات وهذا هو سر لانتصار السجين.
بعد ان قضيت فترة الحجز الانفرادي الرهيب انهم اخرجوني من عنبر رقم 209 وتم نفي في البدء إلى العنبر العام في سجن ايفين ثم سجن كوهردشت. وكنت في سجني ايفين وكوهردشت مع أبطال من أمثال علي صارمي وفرزاد كمانكر وفرهاد وكيلي وجعفر كاظمي ومحمد علي حاج آقايي ومنصور رادبور ومحسن دكمه جي وشاهروخ زماني وكل هؤلاء الشهداء حاضرون في بالي في كل لحظة.
ان الشهيد جعفر كاظمي عندما سمع خبر الحكم الصادر عليه بالإعدام قال ان شجرة الحرية تحتاج إلى دماء فمن الأفضل ان يكون ذلك دمي. كما كان فرهاد وكيلي من أبناء الشعب الكردي يخاطب لي دائما ويقول: يا فرزاد دع ان يعدمونني حتى يكون أبناء هذا التراب وخاصة أطفالي الصغار في المستقبل سعداء ولا يرون السجن والتعذيب والإعدام على الإطلاق. وانا وجدت الإنسانية والحب في الشهيد البطل علي صارمي حيث كان يقول انا أتحدى النظام بقلمي حتى يعرف العالم ما عانه الشعب الإيراني من ظلم وتعسف. عندما كنت في سجن كوهردشت قلت للسيد على صارمي في يوم من الأيام بانك خارج السجن كنت دائما تحمل معك صورة الأخت مريم و الأخ مسعود، فيجب ان أوضح هنا بين القوسين انه كان دائما يحمل معه صورتين عن الأخت مريم والأخ مسعود في حقيبته وكان يظهر الصورتين لأي شخص كان يلتقي به، وعندما سألته في السجن حاليا ماذا تفعل دون الصورتين؟ انه أعطاني كراسة وعندما فتحتها وجدت صورة الأخت مريم والأخ مسعود فيها وانه كان قد حصل عليها من داخل صحف النظام وقال لي بابتسامته الدائمة : يا إبني، انا لا اذهب إلى مكان ما دون صور قيادتي .
نعم. كان ذنبهم بانهم لديهم قلب كبير وهم كانوا يحبون. ويوم ما سنجد مجددا حماماتنا وانسانا حنونا. فهو اليوم الذي سيكون أقل أنشودة هو قبلة وكل إنسان يعتبر للآخر شقيقا له وانا بانتظار هكذا يوم حتى لو لن أكون نفسي حيا.
أيها المواطنون الأعزاء وأنصار المقاومة،
اليوم هو اليوم العالمي لمناهضة الإعدام. دعوني ان أشرح لكم عن مراهقين مظلومين تم إعتقالهم في أعمار تتراوح بين 13 و 14 عاما بتهم مختلفة ثم ومن خلال موت بطيء كانوا ينتظرون حتى يصلون إلى العمر القانوني للإعدام بحيث يعتبر تاريخ ولادتهم أروع يوم في حياتهم لان أي يوم الولادة يقربهم إلى الموت وهل تفهمون ماذا يفعل النظام بحقهم خلال هذه السنوات للإنتظار؟ يجعلونهم مدمنين. نعم لا تستغربوا، ما يمكن من الحصول عليه بسهولة في سجون النظام هو المخدرات لان عناصر النظام هم الذين يدخلون المخدرات إلى السجون لكي يجعلوا الشباب خاصة السجناء السياسيين مدمنين بينما يتم اعتقال أفراد خارج السجن ويتم إعدامهم من أجل حيازة 30 كم من المخدرات وذلك تحت يافطة مكافحة المخدرات.
يوم اطلاق سراحي من سجن كوهردشت وأثناء الوداع الأخير مع زملائي في السجن تعهدت بنفسي ان أوصل أصوات مظلوميتهم وكذلك مظلومية الشعب الإيراني. لذلك أوصلت نفسي إلى معسكرات المقاومة من أجل الحرية بسرعة. رسالة الشعب الإيراني المنكوب بنظام الملالي ورسالة السجناء السياسيين إلى المجتمع الدولي هي ان إدانة النظام بالأقوال ليست كافية. أحيلوا الملالي إلى المحاكم الدولية بسبب الجرائم التي يرتكبونها خاصة مجزرة 30 ألف سجين سياسي والإعدامات المتواصلة اليومية. وأود ان أقول ان الشعب الإيراني جازم في عزمه باسقاط هذا النظام وانهم يعتبرون المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الشامخة البديل الوحيد للنظام.
ان لحظاتي سواء عندما كنت في السجن وكذلك الآن بينكم انا على يقين وأعتقد انه سيأتي تحرير إيران يوما ما ونحن سنجلب عنقاء الخلاص والقمر المنير للشعب الإيراني إلى إيران الحرة وسنغني برفقة شعبنا العزيز انشودة النصر بينما سيكون الشهداء بجانبنا. على أمل الوصول الى هذا اليوم.
وفي الختام أريد ان أقدم هدية متواضعة إلى الأخت مريم قمر إيران المنير نيابة عن السجناء تم تصنيعها في السجن وهي عبارة عن قطعة حجرية منحوتة عليها كلمة الحرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *