تقرير عن ندوة : « ما هي رسالة مظاهرة الإيرانيين في باريس ضد زيارة روحاني لفرنسا؟»

 
تحت عنوان عقدت ندوة على الإنترنت في الأول من شباط 2016 بمشاركة السيد هلال العبيدي الكتاب والمحلل السياسي العراقي والدكتور سنابرق زاهدي من المقاومة الإيرانية . وبعد مراجعة جانب من اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية بمظاهرة 28 يناير الماضي بباريس، أكد السيد هلال العبيدي في مداخلته : كانت هذه المظاهرة هي صرخة ألم وتعبيرعن رفض قطاعات كبيرة من الشارع الفرنسي والشارع العربي ومن الجالية العربيه ايضا المتواجدين في فرنسا ومن المقاومة الايرانية هي صرخة ضد تواجد مجرم وقاتل وديكتاتور يمثل نظام ارهابي دموي لم يأتي تاريخ بمثله وهو نظام الملالي في ايران وكانت هذة الصرخة هي نتيجة طبيعية لسياسات هذا النظام. المتظاهرون لم يعطوا بشئ جديد انهم قالوا ما عاشوا وما رأوا وماسمعوآ في الوثائق والادلة لو اخذنا علي السبيل المثال كمية الاعدامات التي تجري في ايران و نقيسها بالقياس العالمي .. الجانب الفرنسي فسرها علي اساس أنها زيارة اقتصادية بالدرجة الاولي ولكن هذه الزيارة الاقتصادية ايضا تحمل دلائل ورسائل سياسية ومن ضمنها أن نظام الملالي يريد تلميع صورته للغرب، يريد تحسين علاقاته مع الغرب وهذا تحسين وتلميع الصورة يأتي علي حساب الشعب الايراني المضطهد. نحن نريد علاقات قوية مع ايران حره مع ايران ديمقراطية مع ايران ممثله بجميع طبقات الشعب. لو اخذنا مثلا ايضا هامش البطاله والعطالة داخل ايران سنجده هامش كبير هناك كثير من المهمشين، والمصالح الإيرانية خصوصا بعد رفع الحصار كلها تصب في صالح النظام ولاتصب في صالح الشعب وهذا ما يثير قلق الشعوب الحرة التي تدافع عن حريتها وتدافع عن الشعب الايراني كشعب مضطهد واقع تحت تأثير سلطة مخابراتية سلطة بوليسية سلطة قمعية سميها ما شئت. و ايضا سنأتي من خلال هذه الندوة  بعد قليل ايضا سنأتي علي الحرية المذعومة التي يتدشق بها نظام الملالي من خلال الانتخابات وهناك اكثر من ملاحظة وهناك اكثر من الرأي حول هذه الحرية  ولكن المظاهرات كانت بجماهير صادحه وبالاف يعبرون أن رأيهم ويعبرون أن مشاركتهم ويعبرون عن رغبتهم في الحرية للشعب الايراني المضطهد. وكان فخرا لنا أن كثير من وسائل الاعلام و المحطات العربية والمحطات الاجنبية ايضا تناولت هذه الرسالة والكثير من المتحدثين من البرلمان الأوروبي شاهدت قسما منهم ومن البرلمان الفرنسي، الكثير كانوا رافظين لزيارة روحاني لما تحمله من الدلالات الإقتصادية وهنا اكرر كما قلت في المظاهرات أنا مع بعض وسائل الاعلام، أننا مع الاسف يأتي هذا تلميع وهذه علاقات من خلال بوابة فرنسا.      
ثم تطرق د. زاهدي في حديثه إلى سبع نقاط: الأولى بشأن كمية ونوعية المظاهرة، حيث أن معظم الصحف ذكرت أن آلافاً من الإيرانيين شاركوا في هذه المظاهرة و معهم العرب والفرنسيين للتنديد بزيارة روحاني. وحضر جمع كبير من الشخصيات السياسية الفرنسية ومن إعضاء البرلمان الفرنسي وكذلك من الشخصيات العربية والاوروبية. فكانت الشخصيات الواقفة على المنصة سيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الأسبق والأستاذ ميشل كيلو الشخصية البارزة في المعارضة السورية  و من الفرنسيين السيد جيلبر ميتران نجل الرئيس الراحل فرانسوا ميتران والسيدة راما ياد وزيرة حقوق الإنسان سابقاً في فرنسا، ومجموعة من الشخصيات المنتخبة والنواب وزراء سابقين، وكذلك  السيد جوليو ترتزي وزير الخارجية الإيطالية السابق  ونواب من البرلمان الأوربي كالسيد جوزه بوفه.
2- هي أن المقاومة الإيرانية منذ بداية عهدها دأبت بكشف النقاب عن طبيعة النظام الإيراني وممارساته في مختلف المجالات من القمع والإرهاب وتصدير التطرف والنشاطات النووية وغيرها. على سبيل المثال المقاومة الإيرانية وضعت العالم في صورة عمليات القمع والإعدامات ضد المعارضين. كما أن المقاومة هي التي كشفت عن مخططات نظام الملالي للتدخل في الدول الأخرى وتصدير الارهاب إليها. كما انها قرعت جرس الإنذار بشأن المشاريع النووية السرية  لصناعة الأسلحة النووية لنظام الملالي في آب  من العام 2002.
3- هي الثمن الذي دفعتها المقاومة الإيرانية للكشف عن محاولات النظام لخداع العالم بوجود تيار معتدل في هذا النظام وعدم إمكانية ولادة حمامة الاعتدال والاصلاح من أفعى ولاية الفقيه. هناك أمثلة عديدة  في هذا المجال آخرها كانت بعد وصول خاتمي إلى الرئاسة حيث أدرجت إدارة كلينتون منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب وفرضت على المقاومة الإيرانية نضالاً سياسيا وقضائياً باهظ الثمن لـ15 عاماً حتى نجحت في إجبار الخارجية الأميركية بشطب المجاهدين من قائمة الإرهاب. وما حصل في فرنسا عام 2003 والهجوم على مكاتب المقاومة الإيرانية وجعل المسؤولين في حركة المقاومة تحت الملاحقة القانونية كان مثالاً آخر من الثمن الذي دفعته المقاومة الإيرانية لإثبات عدم إمكانية خروج تيار معتدل من صلب نظام ولاية الفقيه.
هذه التجارب ماثلة للعيان، ولذا عند ما يتحدث البعض عن الإصلاح والتعديل في حكومة الملا روحاني فلا يمكن أخذهما مأخذ جدّ إلا إذا كانت هناك ثوابت تشير إلى ذلك. لكن جميع المؤشرات تقول عكس ذلك حيث أن خلفية روحاني وأدائه في الحكومة خير دليل على أن روحاني من صلب نظام ولاية الفقيه. ويكفي في هذا المجال أن نشير إلى مواقفه في رحلته إلى أوروبا بشأن سوريا والسعودية حيث صرّح في حديثه  للصحافة بأنه يجب تأييد بشار الأسد أمام الإرهاب، كما قال على السعودية أن تعتذر من نظام ولاية الفقيه.
4 – هي اهتمام الصحافة الغربية منها والعربية بالمظاهرة المناهضة للنظام الإيراني حيث حضرت عشرات من القنوات التلفزيونية والإذاعات والصحف لتغطية هذا الحدث. وقد بثّت أحداث المظاهرة ثماني قنوات تلفزيونية عربية على الهواء وبشكل مباشر أي الجزيرة، والعربية، واورينت، واسكاي نيوز، والغد العربي، والرافدين في العراق والمستقبل في لبنان وأون  تي في المصرية.
5- هي أن فرنسا  تعيش تحت حالة الطوارئ، فلم تكن من المفاجأة عدم إعطاء رخصة للمظاهرات في هذه المرحلة بالذات، إلا إذا كانت السلطات الفرنسية مقتنعة تماماً بأن الحالة الأمنية مضمونة، وأن الجهة المنظّمة للمظاهرة تعمل بمسؤولية كاملة، وباستطاعتها الإشراف على سير العملية ومراقبة الوضع بشكل خال من أي خطورة أمنية.
6- على الصعيد السياسي  هناك أمثلة وتجارب تقول لايمكن أن توافق فرنسا مع مظاهرة من هذا النوع إلا أذا كان هناك قرار سياسي. ففي العام 2005 وفي حالة معتادة ودون وجود حالة طوارئ أعطت السلطات الفرنسية ترخيص مظاهرة للمقاومة الإيرانية في شهر شباط لمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية لكن بعد ذلك سحبت فرنسا رخصتها واضطر أنصار المقاومة نقل المظاهرة من باريس إلى برلين.
السابعة والأخيرة سياسياً هي أن المظاهرة انطلقت في وقت كان روحاني في قصر الإليزة وفي لقاء مع الرئيس فرانسوا هولاند. ومن الملفت جداً أن هولاند في المؤتمر الصحفي المشترك مع روحاني أشار إلى موضوع حقوق الإنسان الذي يعتبر الخط الأحمر لنظام الملالي، حيث قال هولاند في معرض رده على السوآل حول قضية حقوق الإنسان بقوله: «… لقد ذكّرت بتمسك فرنسا بحقوق الإنسان والحريات، وهذا ينطبق على جميع البلدان وجميع مناطق العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *