قمة دول التعاون الخليجى وعدم الاستفاده من دروس التاريخ

فى الوقت الذى اتجهت فيه انظار المنطقه العربيه الى قمة دول مجلس التعاون الخليجى والقرارات التى يمكن ان يتخذها القاده الخليجيين لدعم استقرار المنطقه ومواجهة التحديات والمخاطر التى تهدد المنطقه العربيه من دول الجوار العراقى فاجئ القاده الخليجيون الراى العام العربى بحضور رئيسه وزراء بريطانيا القمه الخليجيه والتى تحدثت عن دور المملكه القادم فى حماية الامن الخليجى من التهديدات الايرانيه واستعداد المملكه المتحده لابرام صفقات تسليح مع دول الخليج لحماية امنها ويبدوا ان الامه العربيه بصفه عامه ودول الخليج بصفه خاصه لم تتعلم من دروس التاريخ وان الاعتماد على الاجنبى لحمايتها لن يحل مشاكلها
بل سيزيد من تفاقمها وسبق ان وثق الشريف حسين اثناء الثوره العربيه الكبرى بوعود دول الحلفاء وعلى راسها بريطانيا بالثورة على الامبراطوريه العثمانيه التى كانت تحكم المنطقه العربيه فى ذلك الوقت مقابل منح الدول العربيه استقلالها وبعد نهاية الحرب نكث دول الحلفاء بوعودها وعقدت اتفاقية سايكس بيكو حيث قسمت انجلترا وفرنسا فيما بينها المنطقه العربيه بين استعمار انجليزى واستعمار فرنسى وتكرر هذا المشهد اثناء الحرب العالميه الثانيه تحت وعود زائفه بمنح الاستقلال ورغم ذلك لم يستفد الوطن العربى من تلك الدروس واستعانت دول الخليج بالولايات المتحده ودول التحالف الغربى لضرب العراق بعد احتلال صدام للكويت فما كان من تلك الدول ان دمرت قوة العراق واحتلتها وقسمتها واثارت الفتنه المذهبيه بين السنه والشيعه وقبل ان تغادر القوات الامريكيه الطرق سلمتها لايران لتصبح فزاعه جديده لابتزاز العالم العربى ومع وصول ادارة امريكيه جديده برئاسة ترامب اظهرت الولايات المتحده وجهها الحقيقى ومارست سياسة الابتزاز ضد السعوديه بدعوى مشاركة مواطنيها فى 11 سبتمبر وهددت بتجميد اموالها فى البنوك الامريكيه واكدت ادارة ترامب ان الولايات المتحده لن تحمى السعوديه ودول الخليج الا اذا دفعت الثمن وكما تكرر المشهد بصورة اخرى فى ليبيا عندما استدعت الجامعه العربيه بضغط خليجى دول الحلفاء لضرب نظام القذافى وما كان من تلك الدول الا وقسمت ليبيا ودعمت التنظيمات الارهابيه ورغم كل ماحدث وتلك التجارب المريره التى تكشف النوايا الاستعماريه للغرب وعلى راسه الولايات المتحده التى تهدف الى تنفيذ المخططات الصهيونيه فى المنطقه تعيد دول الخليج نفس السييناريو بالاعتماد على بريطانيا والتى تمتلك سياسه استعماريه اخطر من الولايات المتحده لوجود خبره استعماريه لديها بحكم ماضيها الاستعمارى القديم لتحمى امن الخليج وكان اولى بتلك الدول ان تدعم مصر وجيشها لانها الملاذ الطبيعى لحماية الامن الخليجى والتى ليس لها اجنده خاصه الا حماية الامن القومى العربى او العمل على احياء مشروع القوه العربيه المشتركه ولكن يبدوا ان العالم العربى لم يستفيد من دروس الماضى وسوف تظل شعوبنا تدفع اخطاء حكامها الذين اعمتهم الصراعات الشخصيه عن تحقيق مصالح شعوبهم فهل نفيق من غفوتنا ونستفيد من دروس الماضى قبل فوات الاوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *