إلى كل من يرهب الشعب المصرى

ويا من لم تلوث يده منكم حتى الآن بد ماء الأبرياء ولم يساعد حتى على ذلك أحرصوا على وطنكم ولا تدمروه وتحرقوه فتفقدوا هذا الأمان وهذه الأرض الصلبة التى تقفون عليها الآن, واجتهدوا وسارعوا إلى فعل الخيرات وكونوا لها سباقين , تهنأوا فى حياتكم وتكونوا قدوة لغيركم من عباد الله الصالحين وأحبابا لله, ويحببكم ويجزل لكم العطاء وتتفتح لكم كل الأبواب المغلقة, وتقضوا بذلك على الفتنة ولا تساعدوا على نشرها.
ولا داع للتظاهرات الغير سلمية والتى تدعون بسلاميتها وهى لها أغراض أخرى غير ما تعرفوه انتم أو غيركم من الشباب, فهى ستساعد على زيادة كره الناس لكم وساعتها لن تستطيعوا أن تظهروا فى النور وسوف تختبئون تحت الأرض كخفافيش الظلام واخشى عليكم من ذلك , فاليوم تتنكرون من أنفسكم وإلى من تنتمون, ولا عجب فى ذلك فقد فعلها أكابركم وادعوا ذلك, وغدا سوف تختبئون ولا تستطيعون أن تفصحوا عما بكم من آلام, فلماذا هذا كله؟ ولماذا تخربون وتدمرون وتحرقون وترهبون الناس؟ ولماذا هذا الانقسام الذى أراه فى كل مكان ألستم جميعا مسلمون, فالمسلم لا يروع مسلما ولا يفزعه كما قال لنا الرسول الكريم: (وروى عن عامر بن ربيعة رضى الله عنه أن رجلاً أخذ نعل رجلٍ فغيَّبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلمٌ عظيم) فهل عرفتم أنكم ظالمون لغيركم , فأنتم والظالمون سواء.
أمن أجل رئيس ضعيف لم يقيم حدود الله ولم يمنع الخمر ولم يقفل الكباريهات ولم يصلح من حال مصر ولا حتى ساند شبابها الذى وقف معه يسانده وكله أمل أن تتحقق كل أحلامه وأماله وكيف كان سوف يحميكم لو بغى عليكم باغ أ وظالم أو أراد بكم عدوكم السوء, واعرفوا أنه لو كان مع الله ويعمل لله فقط ما تركه الله أبدا وتخلى عنه , قال تعالى: (إن تنصروه ينصركم ويثبت أقدامكم ), فقد أعطاه الله الفرصة ولكنه لم يفعل شئ وارتضى أن نأكل جميعا من مال حرام, وازدادت الأمور سوءا هل ترضون بذلك؟!
فكونوا مع الله يكن الله معكم ويجعل لكم مخرجا, وسارعوا بالتوبة إليه وادعوه كى يستجيب لكم ويرفع مقته وغضبه عنكم وعنا جميعا واتبعوا تعاليم الإسلام الذى ارتضاه لكم رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قال: ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا) ولا تقتلوا النفس التى حرم الله قتلها ولا تفرحوا بقتل جنودا أبرياء كل ذنبهم أنهم يؤدون واجبهم ويعملون على حمايته ولا تعينوا على ذلك أو تساعدوا عليه ولو بالكلمة أو بالإشارة مثل اليد التى اتخذتموها رمزا لكم مما يجعلكم مختلفين عن باقى المسلمين, قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىء ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) الأنعام 159.
وعليكم ألا تنضموا إلى جماعات تحمل صبغة دينية ظاهرها الخير وباطنها الوصول إلى الحكم, فتحاسبوا على تفريق أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ونشر الفتنة بين الناس, قال تعالى) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) الكهف 103/104
الحياة ليست معركة بين اثنين فيها غالب أو مهزوم وإنما هى شراكة بين الجميع لبناء وطن نعيش فيه بأمان
وتوبوا عباد الله وكونوا من المتقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *