==الجزء الثانى == أطمئنوا ياأهل مصر: صقوركم لا تنام

  
 * ملخص الجزء الأول..عن المشير ” طنطاوى”* كان اسمه الكودي عند المخابرات الأمريكية و في دوائرها السياسة فيما بعد ( مستر بيج كامل).. * لم يكن طنطاوي خائنا أو متخاذلا .و كان السبب الأهم في أن يرحل مبارك .فى هدوء دون اهانة ولم يطمع أبدا في رئاسة مصر..المشير العجوز كان غاضبا إلى أقصي درجة وغير راضيا عن خطة التوريث وكذلك لم يكن راضيا عن وجود “سامي عنان” كرئيس أركان وتم ذلك دون إرادة منه وفرضته الرئاسة  وكان المشير  يراه محبا للسلطة بأكثر مما يجب .. ومما يحسب للمشير “طنطاوى” فى أجتماعه الأخير مع المعزول “مرسى” وقت أن كان رئيسا طرح المعزول أمر إقالة طنطاوى الذى لم يكابر بل أعطى إيحاء لمرسى بأنه يسعده أن يكون من يحكم إسلاميا ففرح المعزول بذلك وسأله وبمن تشير علينا ليكون وزيرا للدفاع ..كان المشير “طنطاوى “على قدر عالى من الذكاء ويعرف ان المخطط الأمريكى وضع  على أن يتولى “سامى عنان ” منصب وزير الدفاع عند خلوه حسب العرف المعتاد كونه رئيسا للأركان.ولكنه ضرب المخطط  المعد عندما أشترط أن يقال معاه “سامى عنان”  
* ثم رشح  وأصر على أن يكون وزير الدفاع الجديد هو الجنرال السيسي. وكان يعلم أن “السيسى” رجل مخابراتي من الطراز الأول ويمسك بكنز من المعلومات .ودائما كان يقال فى الجيش بأن “السيسى ابن طنطاوى الروحى. بعد الثورة ومنذ إستلام المجلس العسكرى السلطة خططت المؤامرات ضد الجيش بصورة فجة ..وكان الجيش المصري يملك الكثير من أدوات التجسس والمتابعة وهو قسم الحرب الإلكترونية وقد كان المشير”طنطاوى” الكاهـن الأعـظـم على علم بكافة خيوط المؤامرة  كما يتضح فى هذا لقاءه مع ضباط الجيش يوم 11 يناير 2011
** ماسبق موجزمختصر جدا للجزء الاول ..يمكنكم العودة إليه لمعرفة التفاصيل..ودعونا نكمل
2* للتاريخ نذكر أن المشير “طنطاوى” لم يكتفى بما وصله من معلومات المخابرات الحربية بل كثف اتصالاته باللواء “عمر سليمان” (الذى كان راصدا للمؤامرة منذ2005) …كانا يجمعهما شيئين مشتركين “رغم عدم انساجمهما على المستوى الشخصي ” :أولها رفضهما معا لخطة التوريث التى كانت تسير بسرعة جنونية .. وثانيها عدم ارتياحهما ل “سامي عنان ” فكلاهما كان يعلم أنه رجل أمريكا فى الجيش .. وأن مبارك قد أرغم على تعيينه فى هذا المنصب ليتفادى الصدام مع أمريكا .. بالإضافة لما عرف عن “سامى عنان” من شبقه الشديد للسلطة .
* بالتأكيد يتذكر كثيرون  الأجتماع الشهير الذي تم في القرية الذكية قبل أحداث يناير بيومين برئاسة “أحمد نظيف” وحضور “حبيب العادلى” والمشير”محمد حسين طنطاوى” واللواء “عمر سليمان” ومعهم وزير الإتصالات …و فى ذلك الأجتماع  تندّر حبيب العادلي على قيادات الجيش المصري قائلا “إن جهاز الاستخبارات الحربية لا يضارع مباحث أمن الدولة ياحضرات”  وأنا عارف عنكم  أكثر مما يعرفه وزير الدفاع نفسه …وكان “حبيب العادلى قد ألتقى قبل هذا الأجتماع بيومين مع “حمال مبارك ” وفى حديث دار بينهما  قال العادلي لجمال :”حتى لو طنطاوي مش راضي عن التوريث  والجيش يريد الإنقلاب ..لن يحدث هذا لأن الجيش غير قادر على ذلك ..والجيش أصبح مجرد تشريفة .. ومن يملك القدرة على الحركة بالمدن وجمع المعلومات هي الشرطة فقط” .
 * تم نقل هذا الحوار بالنص الى المشير طنطاوي وأدرك كيف يفكر وزير الداخلية.
وفي إجتماع القرية الذكية ظل المشير”طنطاوى” صامتا تاركا الأمر تماما للعادلي ..
 وقدم للعادلي ما لديه من معلومات  بإعتبارها تقدير موقف “لمبارك ” وليس “للعادلي” مباشرة. فقد كان مبارك تقدم بالسن وبعد وفاة حفيده .. قد ترك الكثير من إختصاصاته لنجله ولم يهتم بالإطلاع على الأمر بل تركه لنجله..وقد تصور “العادلي” أن هذه المعلومات جاءت من المشير “طنطاوى “لإحراجه وإظهاره بمظهر الجاهل.. وتهكم على ماقيل له مقللا من خطورة الموقف قائلا “أنا شخصيا لدي موعد عائلي مساء 25 يناير مش هأغيره  عشان شوية شباب سيس”
 * هنا تأكد للمشير” طنطاوي” خطورة ما سيحدث ولكنه كان مكبلا… ولو تم تحريك القوات سيفسرذلك على الفور بأنه إنقلاب .. وكان “الكاهن الأعظم ” قد قرر فى ديسمبر 2010 ألا يتحرك الجيش ضد أي متظاهرين أطلاقا .
كما أدرك  المشير وتيقن  طبقا للمعلومات التى لديه أن الشرطة ستسقط بالتأكيد فقد أصبحت تعتمد على الهيبة أكثر من التدريب والكفاء القتالية حسب تعبيره.. خاصة  بعد إطلاعه على تقريرعن الكفاءة القتالية لصغار ضباط الشرطة وتبين أنهم لايتلقون تدريبات قتالية بعد تخرجهم من كلية الشرطة ما عدا الأمن المركزي فقط .. وأن أقسام الشرطة لن تصمد ولن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها بسبب طول الإسترخاء وفقدان تعاطف الأهالي وسخط الشارع عليها.
* لقد كانت خطة مؤامرة 25 يناير معروفة ضمن ما يعرف بــ حروب الجيل الرابع ..وكانت  منشورة حتى على مواقع التواصل الاجتماعى ..وفى المقابل كانت  الإدارة السياسية للبلاد مشلولة التفكيربينما  الداخلية كات يملؤها التعالى والصلف وغرور القوة….
* في هذا التوقيت قرر”كبير الكهنة – المشيرطنطاوى” أن تتحول وزارة الدفاع لخلية نحل لدراسة الخطط والسيناريوهات المناسبة بعد سقوط الشرطة .. كان “النموذج الأول” لتلك الدراسة ما سمى بإنتفاضة الحرامية  من ” السادات” فى أحداث 18 و 19 يناير .. وقد توقع كل قادة الجيش إنهيار الشرطة  كماحدث و إنهارت وقتها …فكان على الجيش أن يكون مستعدا تماما لحماية البلاد وهو ما حدث بالفعل كان المشهد معدا له بفكر عالى لذا  استغرب كثير من المصريين يومها من إنتشار الجيش فى كل الجمهورية فور انهيار الشرطة وحمايتهم لكل المنشأت الحيوية كما لو أنهم كانوا يعلمون بما سيحدث مسبقا ..
* لاشك فى تصنيف  الكثيرون للمشير” طنطاوى” كما قلت سابقا بأنه رجل عسكرى حتى النخاع .. ولم يكن يوما ما  من رجال المخابرات الذين يجيدون إخفاء مشاعرهم ..بخلاف الجنرال “عمر سليمان “واللواء “السيسي ” وقتها الذين كانوا يظهرون ضاحكين مبتسمين ودودين فى لقاءاتهم مع النشطاء  وهم يعلمون ويعرفون تماما أن معظمهم خونة ..  المشير “طنطاوي” لم يكن من تلك النوعية من الرجال ولم يكن قادرا على التواصل الإنساني معهم أبدا و لم يستطع  إخفاء مشاعره تجاه كل هؤلاءالذين أصبحوا ناطقين بإسم الشعب ..بل وأصبحوا  نجوم الفضائيات  فى غفلة من الزمن وكان لا يطيق حتى وجوههم  ويصنفهم الى قسمين إما أنهم طابور خامس لكثير من الأجهزة الأجنبية… وإما أنهم يمثلون الغطاء السياسي اللازم لتحركات الإخوان أو ما إصطلح على تسميته “الطرف الثالث” لفترة طويلة فيما بعد … وأبلغ “الكاهن” اللواء “عمر سليمان” بأنه لا يستطيع حتى لقاء تلك الأشكال لاستكمال الخطة الموضوعة … وأتفق “المشير طنطاوى” واللواء “عمر سليمان” على أن يكون “السيسي” هو همزة الوصل بين مؤسسة القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة اللذين قدر لهما أن يكونا في تلك المرحلة الفارقة  الأمل الأخير لمصر للتخلص من أكبر مؤامرة تعرضت لها وخططت لها أجهزة أستخباراتيه عدة  كما حدث فيما بعد..وكان أتفاقا فى غاية التوفيق من رجال لهم فضل كبير
**لم يدرك نشطاء الثورة المأجورين والعملاء  أن بعض من تدربوا معهم في جبال صربيا على إستخدام السلاح في برنامج التدريب الذي كانت مدته أربعة أيام فقط من إجمالي فترة التدريب التى تصل إلى ثلاثة أسابيع كان بعضهم من ضباط الأجهزة الأمنية والسيادية  المصرية  ولم يدرك هؤلاء أن باقي فترة التدريب وبرنامجه هو ما كان يهم هؤلاء الضباط  خاصة ما كان يعرف لديهم بتقنيات “حروب الجيل الرابع” لجعل  الشعب جيشا مجيشا ضد شرطته وجيشه والتى تم وضع برنامجها  التأهيلي الكامل داخل مؤسسة “فريدوم هاوس ” 
** كان الجيش المصرى مطلعا تماما على ما يسمى عسكريا بـ “إتجاه الضربة الرئيسية ” لذا تمكن الجيش من إتقاء تلك الضربة التى اسقطت باقي جيوش المنطقة فأبتعد عندما أصبح الإحتكاك وشيكا والصدام محققا وعند إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية .. تاركين الحكم للإخوان وبادئين العمل بخطة الطوارئ التى إعتمدت على أن تجعل تلك الأجهزة التى تمثل القلب الصلب للدولة المصرية و تعمل ذاتياً بمنأى عن توجيهات القيادة السياسية تماما مع ترك القشرة الخارجية تتعامل مع الرئاسة والنظام إلى حين الوصول  إلى  “خطة التفريعة”.
* هنا يجب العودة لملف النشطاء والناشطات وملفاتهم للتعرف على تنوع  أساليب المخابرات الاجنبية فى التعامل مع هؤلاء .. حيث تم  شراء بعضهم  بتمويلات معلقة وتم تدريبهم بمصروف جيب سخي ووعد بالمزيد والمزيد عندما تصبح الأمور أكثر مناسبة .وجند البعض الأخر بنقاط ضعفهم تجاه النساء أو الرجال كلا على حسب ضعفه وهواه  كما أن هناك ناشطات  تم تصويرهم في أوضاع جنسية شاذة وطبيعية  وما خلافه  من تلك الممارسات التى تدخل ضمن برنامج تأهيل وسيطرة كامل غير منفصل عن بعضه البعض.. كان ذلك جزء من “مخطط السيطرة” على العناصر حتى في حالة تحول الأمر إلى ما يمكن أن نطلق عليه “اللعب على المكشوف” ..
* مؤامرة كبرى ولعبه قذرة لذا لا تندهشوا عندما تعرفوا أنه قد تمت السيطرة على آخرين ممن أصبحوا ضمن منظومة الحكم بعد ثورة 30 يونيو فيما بعد وتركت لهم الأجهزةالأمنية الحبل على الغارب ليصلون لذلك ليكون ذلك عمليا مايسمى ” بتسليم للشعب” عندما يصلون ويقومون بكل ما يطلبه منهم أسيادهم  في واشنطن حتى لو أوجد الشعب لهم  مبرر لمواقفهم وما يقومون به .. مثلما حدث من تردد وإحجام عن فض إعتصامي رابعة والنهضة  أو مشابه لما فعله  شخص مثل “زياد بهاء الدين” نائب رئيس الوزراء السابق .وماقام به ” حازم الببلاوي” شخصيا وما قام به “البرادعي” من قبلهم  هؤلاء السابق ذكرهم وغيرهم تركوا ولكل منهم وقت مناسب يتم كشفه فيه بأقل قدر من الخسائر..
* عقلية الصقور و”الكاهن الأعظم والأكبر” وقادة الجيش الوطنيين  تلاعبت بهم بحنكه وبراعة وبأدله دامغه وفى التوقيت المناسب .. ولو عدنا لذلك المشهد  هل تتخيلوا معى ماكان يمكن حدوثه  لو ضبط ضابط مخابرات البرادعي متلبسا بالإتصال بالمخابرات الامريكية وهم يصورنه فى الميدان كأيقونه للثورة وقتها .. أوماذا كان يمكن أن يجرعلى البلاد  حبس أحد النشطاء فى ذلك الحين ..عندما علت اصوات  بعودة قمع الحريات والدولة البوليسية  .. 
  * لقد كان لزاما  التحلي بكثيرا من الصبر والهدوء وطول البال ليخرج هؤلاء الملاعين مافى جعبتهم ويخرجون للنور ويكشفون أنفسهم ..فيتم  تسريب سقطات كل منهم  والمعلومات عنهم قبل أن يصبح التعامل معهم متاحا وآمنا…وقد يتعجب من ليس لديه المعلومات عن علاقات الود التى جمعت النشطاء  رغم اختلاف ميولهم وتوجهاتهم  فاصبحوا وقتها مثل أبطال فيلم “الأخوة كرامزوف ” أو ” الأخوة الأعداء” كما شهدنا  .. لقد  رأينا بأعيننا وتعجبنا من وقوف نشطاء ليبراليين ويساريين  داعمين لمرشح يمينى متطرف كمرشح الإخوان “محمد مرسي” للرئاسة بكل قوة وجهد .. ولكن  صقورنا ومن يملك المعلومة  ويستطيع النظر إلى داخل الصندوق وخارجه ومن حلل ويعرف الصورة وخلفها لن يتعجب أبدا وسيجد ويعرف  الجواب على ذلك التناقض الفج  دون عناء ..خاصة إذا ما كان عارفا من هم هؤلاء النشطاء” نشطاء الغفلة “باعة الاوطان” وكيف كان قد تم  السيطرة عليهم ..كما أنه يعلم  أن ممولهم  واحد ومن يقودهم أيضا واحد.
* ختاما للجزء الثانى بقيت نقطة أخيرة مؤكده وهى أن معظم هؤلاء النشطاء كانوا يتحركون دون أن يعلموا  ماهى الأهداف الاستراتيجية التى يتم تحريكهم من أجلها .. كانوا يعلمون فقط الأهداف المرحلية .. و لكل مجموعة كان هناك قائد  يوجه ويعرف أكثر منهم نوعا ما مثل “وائل غنيم” وكيف كان لديه القدرة مثلا على التحكم فى “مصطفى النجار” … لقد نجحت أجهزة المخابرات الغربية فى السيطرة الكاملة على عقول هؤلاء النشطاء فأصبحوا كقطعة عجين او صلصال تشكل حسبما ارادوا فى كل مرحلة  ولا يملكون سوى تنفيذ ما يصدر إليهم من تعليمات.
** هنا نعود للوراء سنوات سبع  وأؤكد لكم أن الجيش لم يكن متقبلا ولا مرتاحا لسيناريو التوريث …وهوسيناريو حقيقي مهما أنكره  البعض وحاول تبريره …ولكن يبقى إنضباط الجيش المصرى ووطنيته والمتغيرات الدولية ومايحاك وكل هذا كان يحول تماما دون إنغماس الجيش في الشأن السياسي…إنها حرب عقول وصقور لاتنام وكاهن أكبر وهو المشير ” طنطاوى ” واللواء “عمر سليمان ” عليه رحمة الله والمشير “السيسى”من قبل ان يصبح فريقا وقتها..
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية …مع تحياتى “عــاشــقــة تــراب الــوطــن”
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *