قصة الحرب العالمية الثالثة التي روَّجت قطر أنها قادرة على تحريكها ضد الدول المقاطعة

  • وصف موقع “ديلي كولر” الإخباري الأمريكي، زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى نيويورك بمناسبة الاجتماعات السنوية للهيئة العامة للأمم المتحدة، أنها حصدت “ارتدادات سلبية” في أوساط القرار الأمريكي والدولي، حيث أظهرت فشل شركات “العلاقات العامة” التي دفعت لها الدوحة بسخاء.

وأكد الموقع الإخباري الأمريكي، أن ذلك الفشل ضاعف حجم “القناعات” بعدم جاهزية النظام القطري لتغيير أساليبه السياسية والإعلامية المبنيّة على الازدواجية، بحسب وصف الموقع.

وكان لافتاً أن هذا التوصيف لنتائج لقاء أمير قطر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخطابه في الأمم المتحدة، وما رافق ذلك من بيانات، جاء قريباً أو متطابقاً مع التقييمات السياسية التي انتهى إليها معظم الوسط الدبلوماسي العربي في نيويورك، والذي يختصر الأزمة القطرية على أنها “معضلة نظام صغير يصرّ على أنه دولة كبرى”.

عاد أم لم يعد؟

آخر ما سجّله الوسط الدبلوماسي العربي في نيويورك من ارتباك الآلة السياسية القطرية، هو تغطية الإعلام القطري لعودة الأمير للدوحة، والتي كانت متوقعة أمس الجمعة.

فما تناقلته “مواقع السوشيال ميديا”، وما نُسب إلى تغريدات التلفزيون القطري ونشرت له صور في الخارج، عن تكذيب خبر العودة ودعوة المشاهدين لانتظار صدور بيانات رسمية، هو في مجمله صورة ختامية لمشهد أكثر استعراضاً وارتباكاً كانت اشتغلت عليه الآلة الإعلامية القطرية أثناء وجود أميرها في نيويورك.

ووثَّق الوسط السياسي العربي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ما وصفه بـ “الأكروبات الإعلامية” التي اجترعها حشد المستشارين المرافق لأمير قطر. ويتضمن هذا الكشف سلسلة تواصلت بكثافة خلال الأيام القليلة الماضية، عكست ما أضحى قناعات عامة أن النظام القطري الذي اعتمد لغة “المسكنة” وادعاء “المحاصرة” طوال الأشهر التي أعقبت فرض المقاطعة العربية عليه، هو نفسه الذي لا يكفّ عن التصرف كدولة تتوهم أنها كبرى.

قطر تستطيع تحريك حرب عالمية.

الكشف التوثيقي لما سُمي بـ”الأكروبات الإعلامية” القطرية التي جرى اللعب بها أثناء وجود الأمير تميم في نيويورك، يتضمن تسريبًا مكشوفًا عن “حرب عالمية ثالثة” كانت ستحركها قطر في مواجهة السعودية، لو أن الأخيرة فكرت بغزو الدوحة.

ففي إطار المكانة الإعلامية الممولة من قطر والنشطة جداً في لندن، باللغتين العربية والإنجليزية، جرى تسريب معلومة مفبركة عن أن حرباً عالمية كانت ستحركها الدوحة، لو أنها تعرضت لغزو من قبل بعض الدول الخليجية.

وتعرف الأوساط الدبلوماسية العربية في نيويورك خبر “الغزو المزعوم” كيف جرى تحضيره وتصنيعه وتمريره،  لكن الجديد الذي نهض به المستشارون الإعلاميون المرافقون لأمير قطر في نيويورك، ومنهم شركة “ستوننج ستراتيجيز” التي كُلفت بالعلاقات العلامة، هو أنهم عمّموا معلومات مفبركة منسوبة لمصادر عسكرية أمريكية بأن أزمة قطر كانت ستُشعل حرباً عالمية. وقد وجد هذا التسريب مكاناً له على الصفحة الأولى لجريدة “إكسبريس” البريطانية تحت عنوان “ترامب أوقف الحرب العالمية الثالثة فوق قطر”.

وكان لافتًا أن توقيت نشر هذا التقرير جاء مع الإعلان عن صفقة أسلحة بين قطر وبريطانيا تتضمن 24 طائرة “يورو فايتر تايفون” يراد لها أن تشكّل تعزيزاً للدفاعات الجوية القطرية.

توبيخ ترامب لتميم.

ويتضمن التقرير المتداول في الوسط السياسي العربي في نيويورك، إشارات إلى ما كان تجاهله الإعلام القطري من ملاحظات قال بيان البيت الأبيض إن الرئيس ترامب أبلغها لأمير قطر خلال اجتماعهما في البيت الأبيض. وكانت قد صدرت إشارات رسمية بهذا الخصوص تضمنت الأولى ما وُصف أنه “توبيخ” من ترامب لـ”تميم” على استمرار الأخير في دعم وتمويل الإرهاب، رغم كل النفي الذي يصدر من الدوحة.

وفي الإشارة الثانية التي تضمنها بيان البيت الأبيض عن الاجتماع، أن الرئيس الأمريكي  مازال يؤمن أنه على قطر أن تفعل المزيد لوقف دعم وتمويل الإرهاب. وفي الإشارتين ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت -ولا تزال- مقتنعة بالشواهد الكثيرة المستمرة على دعم الدوحة للتطرف والإرهاب، وبالتالي فإن أزمة قطر مستمرة رغم كل ما يصدر هنا أو هناك من إشارات عابرة إلى قرب وضع نهاية لها.

ويستذكر التقرير أن هذه القناعة الشائعة في الأوساط الأمريكية والأوروبية والعربية، هي التي اختصرها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من نيويورك، بقوله: “إن أزمة قطر حلّها الوحيد هو لدى قطر نفسها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *