ماذا بعد طرد المليشيات الإيرانية من سورية

 
لطالما شكلت سورية كما يعتبرها النظام الايراني خط الدفاع الأول عن النظام في طهران وجاء ذالك واضحا وجليا في تصريحات مسؤولي النظام الايراني وعلى رأسهم خامنئي الذي طالما ردد قائلا بأنهم اذا لم يحاربوا في حمص وحلب فإنهم سيكونوا مضطرين للقتال في المدن الإيرانية ضد الشعب الايراني . 
محمد رضا نقدي رئيس منظمة مستضعين التابعة لقوات البسيج ( التعبئة ) يقول : اذا لم نحارب في سوريا فإنهم سيهاجمون حدود بلادنا وسيتوجب علينا حينها أن نحارب في مدن همدان وكرمنشان . 
إن أفضل توصيف لعلاقة إيران بسوريا، وحجم خسارة طهران من سقوط طاغية دمشق، لخصه أحد رجال الدين الإيرانيين، مهدي طائب، المسؤول عن مكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران، حيث يقول: «لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران.. ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان الأهواز سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا».
ولم يكتف طائب بذلك، بل إنه قال إن «سوريا هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، فالأولى بنا أن نحتفظ بسوريا». 
حسين سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس التابعة لنظام الملالي بين بكل صراحة عن الاهداف التوسعية وسياسة تصدير الارهاب المتبعة من قبل النظام الايراني في المنطقة وأكد : ” إن إيران لن تتخلى عن هذه القوة والسلطة وهذا الحضور ونفوذها وتأثيرها لأن هذا التأثير والحضور ليس ماديا أو فيزيكيا بل إنه تأثير ونفوذ إيمان ومنطق الاسلام . ” 
في الحقيقة إن كل محاولات نظام الملالي التوسعية التي لم تترك العالم أجمع يهنئ يوما بالأمن و الاستقرار كان الهدف الرئيسي من ورائها هو صرف أنظار الشعب الايراني عن الاستحقاقات الداخلية.
الاستحقاقات الداخلية التي تمثلت في تحركات الشعب الايراني الاخيرة في انتفاضة ديسمبر ٢٠١٧ العام الماضي والانتفاضات التي تلتها هذا العام . ناهيك عن الحراكات الاضرابية والاحتجاجية والاعتصامات في مدن الاهواز واصفهان ومشهد وكرمنشاه وكازرون والتي تستمر حتى يومنا هذا في اضراب سائقي الشاحنات الثقيلة التي شلت حركة البلاد كلها .
موسى افشار عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من باريس في تصريح صحفي له حول العزلة الداخلية والدولية التي يعيشها نظام الملالي قال : لقد دخل النظام الايراني الان مرحلة تلقي الضربات وهذه المرحلة تختلف تماما عن المراحل السابقة حيث نشهد فقدانه لتوازنه كل يوم . 
إن كل متابع للشأن الإيراني يعلم جيدا أن سقوط بشار يعني سقوطهم إلى الابد ناهيك عن سقوط مرتزقتها في المنطقة من مدعي حلف الممانعة والمقاومة الذين أوغلوا في دم شعوب المنطقة من العراق الي سورية ولبنان واليمن . 
إن الضغوطات الدولية اليوم يجب أن تقود نحو تحرك دولي واسع لإسقاط الأسد، ، وضرب مشروع الملالي التوسعي وعليه فإن سقوط نظام الأسد وطرد المليشيات الايرانية من سوريا سيكون بمثابة أول خطوة في طريق اسقاط النظام الايراني وذالك لأن تحجيم النظام الايراني بهذه الصورة يعني عودته الى داخل حدودهم الطبيعية وهذا هو المطلوب، فحينها سيكون أمام ملالي طهران فواتير واجب سدادها في الشأن الداخلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *