دعا إلى استثمار ريع الأوقاف في تبني برامج تنموية للاجئين والنازحين “السحيباني” يدعو الى تنسيق عربي أكبر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

 
اختتمت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر أمس مشاركتها في الاجتماع الرابع للجنة العربية رفيعة المستوى لمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية ، والذي استضافته جامعة الدول العربية لمدة يومين ، ونوه الامين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني بجهود الجامعة حيال تنسيق جهود العمل التنموي العربي التي تلامس مستقبل الدول العربية وخص الباحثة منها عن تحسين أوضاعها وصولاً للتنمية المستدامة رغم ما يعترضها من الظروف البائسة التي تعيشها بالذات مع ارتفاع وتيرة الصراعات والحروب وتزايد رقعة الهم العربي المشترك الذي يدعوا إلى المزيد من التنسيق الإنساني والعمل الميداني للوصول تلبية للاحتياجات الماسة للأشقاء اللاجئين والمهاجرين والنازحين . وأشار إلى أن عالمنا العربي يشهد أكبر مساحة إنسانية  لتصدير تلك المآسي وخلق موجات اللجوء وتزايد الصراعات والأوبئة والأمراض وانعدام التعليم الأمر الذي يتطلب منا التنسيق الميداني لتخفيف حدة تلك المآسي على أهداف التنمية المستدامة 2030 .
وأوضح “السحيباني” أن مشاركة المنظمة في هذا الاجتماع يأتي ترجمة لتوصيات الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في دورتها 43 التي  انعقدت مؤخراً في بغداد ، وسط طموحات كبيرة للمنظمة بفتح المزيد من الشراكات مع المنظمات الدولية والمجالس الوزارية وتوسيع أفق التعاون مع المنظمات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومتطلبات الاحتياجات الشاملة لضحايا الأزمات الإنسانية . مؤكداً أن فكرة التنمية المستدامة التي تنشدها المنظمة بشأن المجتمعات المنكوبة تقوم على أن يكون العمل الإنساني المقدم صناعة ومهارة وليس مجرد فزعة . وأبدى أسفه الشديد للارتفاع الملحوظ في أعداد اللاجئين والنازحين الذين يشكلون حالياً دولة كاملة متنقلة داخل عدة دول إذا يتجاوز عددهم (20) مليون لاجيء ونازح . 
ودعا “السحيباني” في ورقة عمل للمنظمة بعنوان “منجزات تحقيق التنمية المستدامة لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بالمنظمة العربية” منظمات ومؤسسات العمل الإنساني إلى توحيد الجهود الإنسانية والإغاثية والإنمائية ذات العلاقة بأهداف التنمية المستدامة 2030 التي يسعى لها أعضاء ومنظمات الجامعة العربية ، واستثمار ريع الأوقاف في تبني برامج التنمية المستدامة التي لا تتعارض مع اليات صرف تلك الاوقاف ، ضبط مراجعة مؤشرات الأداء ونسب تحقيقها بالنسبة للتنمية المستدامة ، وتقييم الجهود المنفذة سابقاً والتي يجري تنفيذها حالياً ، والحرص على إقامة تحالفات إنسانية لتحقيق الاستدامة الاجتماعية بمساعدة فئات اللاجئين بدعم جوانب الصحة ومكافحة الفقر ودعم التعليم ، أو الاستدامة البيئة ، والاقتصادية ، وكذلك الاستدامة البنائية للقدرات البشرية . 
كما استعرضت الورقة مصفوفة البرامج والأنشطة البينية “المحلية” بين جمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر العربية في المحيط الإقليمي ، ودعت  إلى المزيد من التكامل الفاعل مع تلك الجمعيات على أرض الميدان بما يحقق “المشاركة المجتمعية” مع منظمات العمل العربي المشترك سواء العاملة تحت مظلة جامعة الدول العربية أو غيرها ، لتنتقل بها بعد ذلك إلى المنظومة الدولية ومكونات الحركة الدولية إلى جانب منظمات ومؤسسات الأمم المتحدة العاملة بالميدان ، لتعمل نقلة نوعية في التنسيق والتكامل الفاعل بين هذه الدوائر الثلاث (المحلية والإقليمية والدولية) . وأكدت الورقة أن هذا التنسيق يساعد بشكل كبير على الرفع من مستوى وصول الإغاثات لكافة الفئات التي تعاني من الأزمات والكوارث . 
يذكر أن هذا الاجتماع شهد العديد من المواضيع الهامة ومنها آلية التمويل المستدام في المنطقة العربية وأثر النزاعات والصراعات في تحقيق التنمية المستدامة ، واستعراض تقارير التقدم المحرز في تنفيذ أهداف تلك التنمية من خلال الدول الأعضاء والمنظمات ومنها جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية . وكذلك التحضيرات الأولية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة والمزمع تنظيمها في لبنان العام الميلادي القادم إن شاء الله .
 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *