الإمارات تدخل بقوة معترك القارة السمراء


 تعاظم الدور السياسي والاقتصادي الإقليمي للإمارات بشكل لافت تمثل في نجاح هذا البلد في ترسيخ حضور وثقل كبيرين في القارة الإفريقية.
ولعل القمة الثلاثية التي احتضنتها أبو ظبي، دليلا على حرص القيادة الإماراتية على القيام بأدوار أكبر في تحقيق الاستقرار والسلام في إفريقيا بشكل عام وفي منطقة القرن الإفريقي بشكل خاص.
هذا النهج يدل كذلك على قدرة دولة الإمارات واستعدادها للعمل سياسيا واقتصاديا في بيئات صعبة بل وشديدة الخطورة وكبيرة المجازفة مثل القارة الإفريقية.
 وتقول التقارير الاقتصادية إن الإمارات نجحت في إقامة علاقات تجارية متينة مع الدول الإفريقية، حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الطرفين 140.5 مليار درهم، أي ما يعادل 38.3 مليار دولار.
وتصدر دولة الإمارات، على سبيل المثال، سلعا إلى بوتسوانا بقيمة 21 مليون دولار، وتستورد بضائع منها، وخاصة الألماس بقيمة 708 ملايين دولار.
ويمكن التذكير هنا أن دراسة أعدتها اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أكدت أن الإمارات هي ثاني أكبر مستثمر في القارة السمراء من منطقة الشرق الأوسط، حيث تقدر استثماراتها بنحو 11 مليار دولار، وبحصة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة تصل إلى 12%.
 كما تجدر الإشارة إلى أن موانئ دبي العالمية، وهي أحد أكبر الشركات البحرية في العالم، بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي في ضخ استثمارات ضخمة في منطقة القرن الإفريقي، وبنت أكثر من ميناء في المنطقة.
الاستثمارات الإماراتية لم تنحصر بمنطقة القرن الإفريقي، ووصلت إلى جنوب إفريقيا، حيث أعلن مؤخرا عن خطط استثمارية إماراتية بقيمة 10 مليارات دولار في هذا البلد.
ويبدو أن الإمارات عاقدة العزم على مواصلة هذا النهج، والقيام بدور سياسي أكبر في القارة الإفريقية بهدف تسوية النزاعات الكبيرة ودعم استقرار دول المنطقة وخلق ظروف مواتية للاستثمار والتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *