معرض ومؤتمر صحفي للمقأو مة الإيرانية في باريس

بعد مضي سبعة اشهر ونصف من المظاهرات العارمة والقوية ضد النظام والتي جرت في 142 مدينة أو اخر العام الماضي وخلال شهر يناير من هذا العام والتي تعرضت لقمع شديد، نشهد في الوقت الراهن استمرار المظاهرات والاضرابات العامة منها الانتفاضات والعصيان في مختلف المدن الايرانية.
ويصادف شهر أغسطس الحالي أيضًا الذكرى الثلاثين لمذبحة 30 ألف سجين سياسي في عام 1988 في إيران.
عقد مؤتمر صحفي في المعرض المنظم بهذه المناسبة بمشارکة‌ أعضاء اللجنة‌ الخارجیة‌ للمجلس الوطني‌ للمقأو مة‌ الإیرانیة‌ في بلدية الدائرة الأو لى للعاصمة باريس.
کما قام ممثلو المقأو مة الإيرانية أفشين علوي‌ و بهزاد نظیري بالإجابة على الأسئلة بناء على معلومات مفصلة خلال المؤتمر.
کما شارک في المؤتمر شهود على حملة القمع والمذابح التي وقعت عام 1988 وناقشوا علاقة هذه المأساة مع الوضع الحالي .. وتنأو ل المؤتمر الصحافي‌ نقاشًا حول الوضع الراهن فی إیران و خلفیات الامر وفیمایلی جانب من المناقشات:
قمع الانتفاضة
حأو ل النظام ومنذ بداية العام الحالي لوقف الانتفاضة من خلال ممارسة القمع الوحشي، وتم اعتقال 8000 شخص حيث اعترف النظام باعتقال أكثر من 5000 شخص، وقتل مايقرب بـ 50 شخصا أكثر من 15 منهم قتلوا تحت التعذيب في السجون، وأعلن النظام أنهم انتحروا. وكنا نشاهد أن إعلام النظام ورغبات بعض محافل لوبياته كانت تعمل للايحاء في الاعلام أن النظام قام هذه المرة ايضا بإخماد الانتفاضة وأصبح يسيطر على الأو ضاع، ولكن حقيقة ايران اليومية تقول عكس ذلك: حيث اننا رصدنا منذ بداية العام الحالي … إضراب و… مظاهرة. كما تشكل الشرائح المشاركة في هذه المظاهرات والاضرابات أطيافا واسعة من ابناء الشعب، الفلاحين والاقليات العرقية وأصحاب الشاحنات وتجار بازار والعمال والشبان العاطلين عن العمل والمتقاعدين والمعلمين والعتالين والمواطنين المنهوبة اموالهم و اسر السجناء السياسيين والمعتقلين والنساء..
ان الشرارة الأو لى لاية مظاهرة في أية منطقة أو  جزء أو  شريحة كانت تعود الى قضية مطلبية خاصة بها، مثل شحة مياه الشرب، شحة مياه الري وتدهور البيئةْ واستشراء الفقر والغلاء والفساد المصرفي والمالي وعدم دفع الرواتب والامتيازات والقمع أو  حتى مباريات كرة القدم التي تحولت في كل من الأهواز وطهران واصفهان بمظاهرات مناهضة  للنظام  بترديد هتافات الموت للدكتاتور.
وجغرافيا عمت المظاهرات كبريات المدن الإيرانية  مثل مشهد وشيراز وطهران واصفهان والأهواز وكرمنشاه أو  مدن اصغر مثل برازجان وكازرون و قهديجان واراك واشتهارد ونجف آباد وشاهين شهر وبجنورد.
الاحتجاجات الاخيرة
بدأت المجموعة الاخيرة من الانتفاضات منذ 31 تموز، وكانت مراكز انطلاقها مدن اصفهان وشيراز و كرج، الأمر البارز فيها هي ان المظاهرات كانت قد اعلنت عنها مسبقا عبر  الشبكات التواصل الاجتماعي التابعة للمقاومة الايرانية.
في مدينة اصفهان تظاهر اصحاب الشاحنات في منطقه شاهبور يوم 31 تموز وبانضمام التجار وابناء الشعب تحول الى مظاهرة حاشدة، انها كانت قد بدأت احتجاجا على الغلاء وانقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف وتحولت الى شعارات الموت للدكتاتور.
المدن المشاركة في هذه الانتفاضة تشتمل علی مدینة‌ طهران العاصمة‌ و مدن کرج واصفهان وشیرازومشهد وکازرون وقهدریجان والأهواز واراک واشتهارد ونجف آباد وشاهین شهر وبجنورد وزیباشهر قزوین وکرمانشاه واندیمشک وقم وساری وابهر و….
هتافات المتظاهرين
–         مادام دكتاتور في السلطة الانتفاضة مستمرة
–         لا تنفعهم الدبابة والمدفع ليقتل الملالي
–         عدونا هنا كذبا يقولون انه آميركا
–         الموت للدكتاتور
–         (موجهة لقوى الامن) يا عديمي الشرف
–         لا غزة ولا لبنان روحي فداء ايران
–         لا تنفعهم الدبابة والمدفع ليرحل الملالي
–         الشعب يستجدي والسيد (خامنئي) يتصرف كأنه اله
–         الموت لحزب الله
–         الموت لخامنئي
ان هذه الاحتجاجات مستمرة اكثر من اسبوعين وقد استؤنفت الجولة الاخيرة منها منذ 11 اغسطس / اب الحالي وانها تشمل الاحتجاجات والاضراب عن العمل لاصحاب المحال التجارية والعاملين والعمال في سوق الأحذية وكذلك أسواق أخرى قريبة منه احتجاجا على واقع الغلاء واندلعت من العاصمة طهران.
 
إجراءات النظام
– اتخذ نظام الملالي عدة اجراءات قمعيه ومنها اطلاق الغازات المسيلة للدموع وقتل احد المحتجين في مدينة كرج باطلاق العيارات النارية عليه وثم انتساب العملية للمحتجين انفسهم
– يوم 03 اغسطس وفي مظاهرة مدينة كرج حي كوهر دشت اقدمت قوات النظام على اطلاق العيارات النارية من داخل سيارة بيجو 206 على شاب 22 عاما من اهالي كرج واصيب الأخير من خلف رأسه وسقط شهيدا وهو يدعى ” رضا أو تادي” . ( رضا أو تادي كان يعمل في شارع ملت بطهران في محل بيع قطع الغيار وله دور نشيط في مظاهرات سوق طهران)
– اعتقال الاشخاص المؤثرين في المظاهرات: افادت وكالة فارس للانباء الحكومية بان اعدادا من القادة الميدانيين في مظاهرات حي شاهبور بمدينة اصفهان اعتقلوا.
– استخدام عجلات تدعي ”جمر” من اجل بث التشويش في خدمة الإنترنت في المناطق التي تجري فيها المظاهرات بحيث خلال ليلتين في كرج والتي شهدت استمرار المظاهرات، لم ينقل اي فيديو أو  تقرير مصور.
– خلال مباراة كرة القدم بين فريقي استقلال و(تراكتور سازي) والتي ادت إلى نشوب مواجهات بين قوات الأمن الداخلي ومشجعي فريق تبريز، تم اعتقال 42 شخصًا وهم ما زالوا قيد الاحتجاز.
 
ميزات الإنتفاضة منذ بداية العام حتى الآن
اذا استعرضنا الميزات التي تتميز بها هذه الاحتجاجات نخرج بعدد من العوامل الهامة كالآتي:
– استمرارية الاحتجاجات رغم ممارسة قمع شديد ضدها
– اتساع رقعة الإحتجاجات إلى مدن اضافية جديدة
– اتساع دائرة الشمولية ومنها الطبقة الوسطى واصحاب المحال التجارية والبازاريين واصحاب الشاحنات في الوقت الذي كانت تشمل الشرائح المحرومة والفقيرة والعاطين عن العمل
– رغم وجود مختلف الجذور والموجبات الاقتصادية والاجتماعية لمطالب الشرائح المختلف غير ان الشعارات السياسية هي واحدة وانها تصبو باتجاه إسقاط النظام ومنها هتاف الموت للدكتاتور
– لا يوجد تعليق الآمال على اية من اجنحة النظام الداخلية ويتم طرد واستنكار الجناحين  للنظام كلاهما والهتاف الذي يردده المتظاهرون ” ايها الاصلاحي والمتشدد لقد انتهت اللعبة ” كما هناك هتافات ضد خامنئي وروحاني كلاهما
– ان الحالة الاقتصادية للنظام ما زالت تعيش حالة المأزق حيث لا يستطيع النظام احتواء حالة الغليان في الشارع من خلال منح تنازلات مالية واقتصادية.
– والميزة الهامة جدا اننا نشاهد من خلال المظاهرات والاحتجاجات، حالة التلاحم والتمازج بين مختلف الشرائح المضطهدة والغاضبة للشعب من جهة وبين معاقل الإنتفاضة والتمرد للمقاومة الإيرانية من جهة اخرى. وهذه هي الحقيقة التي صار النظام يعترف بها وفيما يلي بعض من هذه الحالات.
نماذج وحالات من اعترافات النظام من الكراسة الخاصة بها:
 مأزق النظام في المجالين الاقتصادي والسياسي:
رغم بعض الآراء التي احيانا تجد جذور واسباب هذه الإحتجاجات بانها تعود إلى العقوبات الاميركية الجديدة فان الحقيقة هي ان الاحتجاجات اندلعت قبل فترة بعيدة جدا حتى من اعلان انسحاب الويالات المتحدة الاميركية من الإتفاق النووي. هذا وقد اندلعت المظاهرات في ديسمبر 2017 ويناير 2018 بينما كان الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي في ايار / مايو للعام الحالي.
ان تدهور الواقع الإقتصادي وخاصة البطالة والفقر وانخفاض العائدات للعوائل الإيرانيين يعود إلى المرحلة التي تلت بعد التوقيع على الإتفاق النووي. حيث ان الأموال التي دخلت من خلال مبيعات النفط وكذلك رفع العقوبات والحظر، انفقت وصرفت من اجل الحرب في سوريا وفي مختلف بلدان المنطقة، اضافة إلى المشاريع الصاروخية والنووية وكذلك لعمليات القمع وايضا الفساد المالي الداخلي للنظام.
 
من الناحية الاقتصادية :
في بدء العام الميلادي الجديد كانت قيمة صرف الدولار في السوق الحرة 3500 تومان  وخلال الشهر الاخير كانت القيمة تتراوح بين 10 ألف إلى 12 ألف تومان … وهذا يعني انخفضت قيمة التومان الإيراني بمقدار الثلث قياسًا ببداية العام.
– لا شك في العقوبات وآفاقها المستقبلية آثارها النفسية وكذلك الحال بالنسبة للمستثمرين للمشاريع التي تظهر مردودها في السنوات الآتية وهم يعيدون النظرفي هذه الاستثمارات
– المواطنون الإيرانيون ينظرون الى النظام الحاكم هو السبب الرئيس للواقع الراهن ورغم الضغوط الأميركية وهم يرددون الهتاف ” عدونا هنا هنا وكذبا يقولون انه أميركا”
– غير ان تصدير النفط الإيراني ارتفع إلى نسب فاق المبيعات قبل العقوبات عام 2015 اي وصل إلى 2.8 مليون برميل يوميا وكانت عائدات النفط والبتروكيمياوي في حالة ملائمة
– مالا يقل عن 100 مليار دولار من الأموال المجمدة تم اطلاقها ووصلت إلى إيران. ما معناه المصادر المالية اللازمة من أجل تحسين الوضع الإقتصادي كانت متوفرة وموجودة
– غير ان المصادر الاقتصادية للبلاد صرف بدرجة الأساس للتكاليف النجومية الباهظة للحرب السورية وتدخلات النظام المكلفة في العراق واليمن. وكذلك أنفقت للعمليات المكلفة جدا لقوات الحرس قوات التعبئة (البسيج) التابعة لها لإحتواء المدن والمحافظات المنتفضة في ارجاء البلاد.
– منذ سنوات مديدة والنظام لا يصرف أموالا من أجل إعمار البلاد فنتيجة لذلك تركت الصيانة والرعاية لمنظومات الصرف الصحي للمياه ومصادر مياه الشرب  حيث اصبحت شحة المياه من الموجبات الرئيسية لاستياء جمهور المواطنين.
– ان الوضع الاقتصادي اذن لم يتحسن بعد التوقيع على الاتفاق النووي بل ان البطالة استشريت والقدرة الشرائية للمواطن الإيراني انخفضت بصورة هائلة.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *