” ” دماء الركع السجود ” ”

                                روع المسلمون فى صحن المسجد وحصدت أرواحهم الطاهرة لتصعد  إلى بارئها وتسيل دماء العشرات لتفترش المسجد بعطر الركع السجود ، جريمة نكراء مفجعة بدم بارد اخرجها  الوكيل الصهيونى ، حيث توارت إسرائيل خلف الكواليس تحرك مسرح الإرهاب ، فقد شجع التغلغل الصهيوني داخل المجتمعات الأوروبية والأمريكية وبعد احتلال  إسرائيل لفلسطين فكان هدفها الإستراتيجي هو الدولة الكبرى من النيل للفرات وتصدرت خريطتها مبنى الكنيست من أجل دولة دينية يهودية عاصمتها القدس ، وكذلك بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى أولى القبلتين ، فإذا أردنا أن نعرف الجانى الحقيقى نبحث عن المستفيد وهو بالدرجة الأولى الكيان الصهيوني ،  ما حدث للساجدين مجزرة ضد كل القيم الأخلاقية بل والإنسانية يندى لها الجبين وتخجل منها اقذر الضباع دبرتها القوى الإرهابية التى يديرها الموساد … مما لا شك فيه أن يد إسرائيل ساطعة مع داعش والنصرة وكافة المنظمات الإرهابية تمد الإرهاب بكل التكنولوجيا والعتاد ومداواة الجرحى وفتح المستشفيات الإسرائيلية لعلاج الإرهابيين ، لذا لابد أن ندرك الارهاب وحقيقة مصدره وتمويله ولا ندفن رؤوسنا فى الرمال ونتغامى عن تلك الحقائق حتى يمكن لنا التعامل معه والقضاء عليه وتجفيف منابعه ، فعندما  يكون  الساجدين لله فليس أحقر من الشيطان الصهيوني حين ينبرى لاهدار دماءهم فتحيط أرواحهم الملائكة ترفرف محلقة فى سماء المقاومة تحاول استعادتها من جديد آملا فى اقتلاع جذوره ، ووسط الصمت واللا مبالاة تمضى فصول المأساة الإنسانية بأبعادها المختلفة ، شلالات دماء تسيل على مربعات الجغرافية الإسلامية فلا يكاد الإنسان يتوقف عند مجزرة حتى يغيم عليه أختها ، إن الحرب الممنهجة المفتوحة على الركع السجود والتى تمتد لكافة المسلمين وتتواطأ عليهم قوى الشر الدولي والإقليمي لم تعد تخفى على أحد ، ولقد غدت هذه الحرب الشرسة بفصولها الإجرامية وضحاياها من المدنيين والأبرياء أكبر من كل بيانات الإدانة والشجب والإستنكار ، إن هذه المجزرة بحصادها الدامي لم تعد أحداثا عارضة يرتكبها مخبول ، بل عدت سياسة ذات أبعاد دولية وإقليمية معتمدة ومقرره يتوزع أطرافها الأدوار ويتحملون جميعا المسؤلية الأخلاقية والسياسية والجنائية ، وسيكون لهذه الحرب المفتوحة على الركع السجود من يقترفها ومن يدعمها ومن يصمت عليها مكتفيا بشجب شاحب لا يسمن ولا يغنى من جوع … من واجبنا أن نحذر من خطورة وتداعيات أن تحل التصرفات الفردية الغرائزية  مكان السياسات الإنسانية والمدنية ، لابد من رجم هذه الغرائز من جميع الأطراف وليس إطلاقها … ومن بين جثامين الساجدين لشهداء المسلمين نستمطر الرحمة من رب العالمين … هنيئا لهم بحسن الخاتمة تقبلهم الله فى رحمته وغفر لنا تقصيرنا وعجزنا فقد أعزنا الله بالاسلام فما إبتغينا العزة فى غيره .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *