” ” التحرش .. آفة تهدد المجتمع العربى ” “


التحرش الجنسي  ظاهرة باتت تشكل خطراً لا يستهان به علي نسيج المجتمع العربى  الذي غاب عنه الحياء وتفسخت تقاليده وأعرافة امام رغبة شريحة من الشباب هم في الأصل ضحايا الجهل والفقر الثقافي والتربوي فتحطمت معها معاني الشهامة والرجولة والحفاظ علي المرأة التي هي الأم والزوجة والأخت والإبنة في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية الذي اوقع الكثير من الشباب في براثن الانحراف والأدمان والانغماس في الملذات الآنية دون تقدير لعواقبها الآجلة … فالشباب في بعض البلدان العربية    يمر منذ فترة ليست بالقصيرة بحالة من الاحباط الشديد وعدم الأمان نتيجة لارتفاع نسبة البطالة وقلة الدخل وازدياد تكاليف المعيشة ، مما جعل رغبتهم في العمل وبناء أنفسهم لتصريف الطاقة والغريزة الطبيعية بشكل مشروع حلماً بعيد المنال و يظهر ذلك جلياً في إقدام بعض هؤلاء الشباب علي الزواج العرفي رغم مشاكلة الجامة وإنكار المجتمع له …إن التحرش لم يعد ظاهرة فردية تمارس في الخفاء ولكنها أصبحت بالفعل مشكلة أمن قومي وأصبحت القاهرة علي رأس قائمة العواصم الدولية التي يحدث فيها التحرش في العالم … و يرجع انتشار الظاهرة الى التدهور الذي تشهده الأوضاع الاقتصادية وانخفاض مستوى المعيشة وانتشار الفساد وانعدام الضمير وضياع الأخلاق والابتعاد عن الدين والشعور باليأس والإحباط وإزدياد معدلات الطلاق والكبت الجنسي ، وقد لا ترتبط الظاهرة بالمناطق الفقيرة فقط بل ببعض الاماكن الراقية أيضا متمثلة فى صور الابتزاز الجنسي والعوامل المرتبطة به ولعل من اهمها وجود مسائل معلقة بيد الشخص الذي يمارس الابتزاز الجنسي كونه مشرف او رئيس او مسئول في حقل العمل وللأسف الشديد معظم الحالات غير مسجلة بسبب الخوف من الفضائح والقلق على مستقبل الفتاة ، وبالطبع يؤثر ذلك بشكل كبير علي عمليات الإنتاج وسير العمل ويكسب كثير من بيئات العمل سمعة سيئة مما يؤدي الي تدني استقطابها للكفاءات العالية من الخبرات المهنية ويدفع بكثير من العاملين فيها الي هجرة بيئة العمل وتدني روحهم المعنوية وتدمير الافراد والمنظمات … وتتسم حالات التحرش الموثقة في مصر بأربع مواصفات متفردة قد لا توجد في اي بلد فى العالم وهي ان التحرش يكون جماعياً فهم يلتفون حول الفتاة ويتزاحمون للوصول إلى جسدها بطريقة همجية ، وثانياً تتم العملية في وضح النهار وفي الميادين العامة امام مرئي ومسمع من الناس ، والشرطة لا تتدخل ولا تقدم الحماية ، ثالثاً تشمل عملية التحرش السافرات والمحجبات والمنقبات ، وهذا يعني ان الهدف هي الضحية كونها انثي ، وأخيراً يقع اللوم في هذة العمليات الوحشية علي المرأة نفسها التى أصابها الأذى بداية من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الحادة التى من الممكن أن تتضمن تلميحات لفظية وصولا إلى النشاطات الجنسية فهو عملا مشينا بكل المقاييس فى زمان كثرت فيه الفتن وأستعصت الكثير من المشاكل عن الحل وخرجت فيه أجيال جديدة لا تعرف من التربية إلا أسمها ولا تعرف عن الدين إلا القشور … لذلك لابد من ضرورة وضع القوانين وتفعيل العقوبات وتغليظها وسرعة تطبيقها وقد نلجأ للتجرس الإجتماعى أيضا للقضاء على تلك الجريمة حيث ان افضل القوانيين من حيث الصياغة لن تجدي نفعاً على الاطلاق الا في حالة تفعيلها و تطبيقها بشكل سليم وذلك للحد من ظاهرة تزايد معدلات جرائم هتك العرض والاغتصاب وخطف المرأة التي زادت بشكل ملحوظ كسلوك يشكل اخطر مظاهر العنف ضدها ويعكس اعتداء كبير علي شرفها وسمعتها والعمل على ردع ومعاقبة المتحرشين وكل من تسول له نفسة ارتكاب الجريمة ، وقبل ذلك علينا أن ننفذ القاعدة الذهبية “الوقاية خير من العلاج” باهتمامنا بالتربية التى أصابها كثير من الخلل وباتت لديهم هى الاعاشة فقط اما تهذيب الأخلاق وتصفية العقول وتنقيتها من الشوائب والخبث الذي يبثه السرطان الإعلامى ، والتركيز على القيم الدينية والالتزام بما أوجبه الله عز وجل من فروض ، وما سنه رسوله الكريم” صلى الله عليه وسلم” من سنن ، واعتماد الصداقة بين الآباء والأبناء أسلوبا للتربية بلا إفراط أو تفريط ، حتى لا نستطيع أن نواجه هذه الظاهرة المخزية التى تصدر للعالم وجه مصر القبيح فقط ، لذلك نطالب الجميع بالمشاركة فى مواجهتها سواء أجهزة الأمن والقضاء والإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية ، فهى أزمة أخلاق تحتاج لتأهيل مرضى التحرش وتدريب المرأة على كيفية الوقاية منها  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *