على الرغم من تحفظاتي على سلوك كل من حركتي حماس وفتح خلال المرحلة الماضية وصراعهما على السلطة والذي اضر كثيرا بالقضية الفلسطينية إلا ان العقل والمنطق يؤكدان عدم تورط حركة حماس في حادث العريش وما سبقه من احداث ارهابية وقعت في سيناء خلال الفترة الماضية وبالرغم من ان حركة حماس هي جزء من الاخوان وهذا ليس خافيا على احد بل ان حماس نفسها اعلنت عدم تبرئها من كونها جزء من جماعة الاخوان المسلمين إلا ان وضعية حركة حماس في غزة والظروف السياسية المحيطة بها تجعل الحركة حريصة على علاقاتها مع اي نظام مصري بغض النظر عن توجهات هذا النظام لان مصر هي الرئة التي يتنفس منها قطاع غزة في ظل الحصار الذي يتعرض له كما ان من مصلحة حركة حماس ان توفر لها مصر الغطاء الامني والسياسي ومن هذا المنطلق فانه ليس من المنطقي ان تتورط حماس في عمليات ارهابية ضد مصر تؤدي الى توتر العلاقات معها واذا كانت مصالح حماس تقتضي وجود علاقات طيبة مع اي نظام مصري إلا ان الامر يتطلب ايضا حرص مصر على علاقات طيبة مع كل الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة حماس والتي تسيطر عمليا على قطاع غزة لان قضية فلسطين هي قضية مصرية قبل ان تكون فلسطينية فالمشروع الاسرائيلي يستهدف مصر في المقام الاول وبالتالي فان دفاع مصر عن قضية فلسطين هو دفاعا عن مصالح مصر وقبل كل شيئ كما ان قطاع غزة يعد خط الدفاع الاول عن مصر في مواجهة اي اطماع اسرائيلية ولعل هذا يتطلب ان تدير مصر حوارا مع حركة حماس للوصول الى ترتيبات امنية مشتركة تحفظ امن الجانبين واذا كان اغلاق الانفاق امر حيوي بالنسبة للامن القومي المصري فان الامر يتطلب فتح معبر رفح بصورة دائمة بما يحقق مطالب اهل غزة في الحصول على حاجتهم والحفاظ على الامن القومي في الوقت نفسه ولاشك ان البحث عن الفاعل الحقيقي للعمليات الاجرامية التي تحدث حاليا في سيناء يتطلب البحث عن المستفيد الحقيقي من تلك الاحداث ولعل الحقائق تؤكد ان هناك اجهزة مخابرات خارجية وعلى راسها الموساد الاسرائيلي استغلت حالة الفوضى والفراغ الامني خلال الفترة الماضية للعبث بأمن مصر وتحقيق مخطط الفوضى الخلاقة التي اعلنت عنها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة رايس وحتى يمكننا مواجهة هذا المخطط الذي لا يهدد فقط مصر بل المنطقة العربية فان الامر يتطلب تحقيق عدة امور :-
· تحقيق مصالحة سياسية شاملة لا تستثني احد وتحصن الجبهة الداخلية ضد اية محاولات اختراق خارجية .
· مراعاة الحاجات الانسانية والتركيبة الاجتماعية لسكان سيناء بصفة عامة ورفح بصفة خاصة والذين عاشوا في المنطقة الحدودية مئات السنين ثم فوجئوا بتهجيرهم من قراهم في فترة وجيزة دون اعداد مسبق مما اثار خنق قطاعات من سكان تلك المنطقة وحولهم من اصدقاء للجيش والشرطة الى اعداء لهم .
· واخيرا اجراء حوار مع حركة حماس والفصائل المتواجدة في قطاع غزة لوضع ترتيبات امنية يحفظ امن القطاع ويلي احتياجاته مع الحفاظ على الامن القومي المصري وبدون ذلك فسوف تستمر اعمال العنف وتتصاعد وسوف نخرج كلنا خاسرون من تلك المعركة .