طالب عضو الكنيست أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، ووزير الخارجية السابق في اجتماع عاجل للجنة الخارجية والدفاع بالكنسيت، لمناقشة تردي الأوضاع بوزارة الخارجية، متهماً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإحداث “فتنة” داخل تلك الوزارة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن ليبرمان قوله، أن السياسات التي ينتهجها نتنياهو تسببت في إضعاف وزارة الخارجية وتحويلها إلى كيان غير قادر على التأثير، فضلا عن القرار بإغلاق سبع مفوضيات إسرائيلية حول العالم، والذي يعتبره ليبرمان نموذج آخر للتخبط الذي يعاني منه رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو.
وأشار ليبرمان إلى أن قرار إغلاق القنصليلات الإسرائيلية في فيلادلفيا وأتلانتا وسان فرانسيسكو، يأتي في إطار الحرب التي تشنها الحكومة الإسرائيلية من أجل حث الجالية اليهودية الأمريكية على الضغط على إدارة أوباما بشأن الاتفاق النووي، مضيفا أن نتنياهو يعتقد أن الخطابات المصورة التي يوجهها إلى الجالية اليهودية يمكنها أن تحل محل الدور الذي يلعبه الدبلوماسيون، ولكن الحقيقة هي أنه يُصعب على يهود أمريكا مهمة تأييد الموقف الإسرائيلي.
ولفت ليبرمان إلى أنه يخشى أن يكون قرار غلق القنصليات نابعا من تفكير غير مدروس من قبل نتنياهو، مضيفاً أنه حين كان وزيراً للخارجية نجح في منع قرارات مماثلة، كما انتقد قرار غلق السفارة الإسرائيلية في الكاميرون في فترة تشهد تقارباً بين البلدين، متهماً من يتخذون القرارات بوزارة الخارجية بعدم امتلاك القدرة على اتخاذ قرارات راجحة.
وزعم ليبرمان أن البيان الحاد الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة ضد إسرائيل، في أعقاب الاعتداء الإرهابي اليهودي في قرية “دوما” والذي أسفر عن حرق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة ووفاة والده متأثراً بجراحه، السبت، فضلاً عن الموقف الأمريكي من هذه الجريمة، يحتم على إسرائيل إعادة التفكير في طريقة التمثيل الدبلوماسي في العالم، والحرص على وضعها السياسي والأمني والاقتصادي الذي سيتأثر بالسلب.
وحذر ليبرمان من اتخاذ قرارات معادية لإسرائيل في المؤسسات الدولية، وبخاصة خلال الاجتماع المزمع في (أيلول/ سبتمبر) المقبل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث سيجري التصويت على المقترح المصري بفرض رقابة على المنشأت النووية الإسرائيلية، وقال أن العام الماضي شهد عرقلة تلك الخطوة بفضل جهود وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ولفت ليبرمان إلى أنه في حال لم تتمكن الوزارة من تكرار نفس الضغوط هذا العام، وتم اتخاذ قرار ضد إسرائيل، سوف يعني الأمر تداعيات بعيدة المدى تطال أمنها.
وتطرق وزير الخارجية الإسرائيلية السابق أيضاً إلى إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي سيشهد طرح المبادرة الفرنسية، والفلسطينية، ومبادرة أخرى ستطرحها نيوزلاندا، وقال أن تلك المبادرات ستفرض على إسرائيل جدول زمني للتسوية مع الفلسطينيين، أو أنهم سيحصلون على عضوية كاملة بالأمم المتحدة.
وأعرب ليبرمان عن خشيته من عدم استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق “الفيتو” ضد تلك المبادرات، مضيفاً أنه في ظل تردي وضع الدبلوماسية الإسرائيلية، فإن هذا الأمر قابل للحدوث، مضيفاً أن الفتنة التي أحدثها نتنياهو داخل وزارة الخارجية لا تتعلق فقط بوضع العاملين في تلك الوزارة، ولكنها تمس أيضاً بالأمن القومي الإسرائيلي، وبقدرتها على الدفاع عن نفسها في المحافل الدولية.