استأنفت القوات الأوكرانية قصف مناطق في مقاطعة دونيتسك شرق البلاد وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء هذا القصف.
وذكرت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من طرف واحد) الأحد 9 أغسطس/آب، أن عناصر الجيش الأوكراني قاموا بانتهاك نظام وقف إطلاق النار 18 مرة 24 ساعة مضت.
ونقلت وكالة وكالة دونيتسك للأنباء عن مسؤولين في الوزارة قولهم إن عددا من المناطق السكنية في المقاطعة، وكذلك مطار دونيتسك تعرضت لقصف مدفعي وباستخدام قذائف الهاون.
مع ذلك، أشارت الوزارة إلى أن الجهود المشتركة لبعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمركز المشترك للتنسيق والمراقبة أدت إلى انخفاض عدد حوادث القصف.
بدوره، أفاد عمدة مدينة غورلوفكا بمقاطعة دونيتسك في حديث مع “نوفوستي” بسقوط قتلى جراء قصف تنفذه قوات كييف على المدينة باستخدام معدات ثقيلة بما فيها بعيار 152 ملم.
وأوضح أن “القصف استمر (الأحد) لمدة 5 ساعات، وتتوفر المعلومات عن مقتل أحد المدنيين، بينما لم يعرف بعد عدد الجرحى”، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف لا تستطيع دخول المناطق المتضررة بسبب القصف الكثيف.
من جانبها، ذكرت مصادر أمنية محلية أن سقوط قذيفة دبابة على منزل في بلدة نيفيلسكويه أسفر عن إصابة طفلين بجروح حرجة، وتم نقلهما إلى مستشفى.
كما جرح رجل مسن إثر قصف طال أحياء سكنية في مدينة أفدييفكا.
مجهولون يدمرون عربات لمراقبي “الأمن والتعاون” في شرق أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أفادت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تعمل في منطقة الصراع الأوكراني بتدمير 3 عربات لها وتضرر 4 أخرى، ليلة الأحد في مدينة دونيتسك.
وأعلن رئيس برلمان جمهورية دونينسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد في جنوب شرق أوكرانيا) أندريه بورغين أن السلطات هناك ستبذل كافة الجهود لتوقيف الأشخاص المسؤولين عن إحراق عربات البعثة. وفي تصريح صحفي أشار بورغين إلى ضرورة إجراء تحقيق دقيق وفي أسرع وقت ممكن، في ملابسات الحادث، أما المذنبين فلا بد من توقيفهم فور ارتكاب الجريمة.
وفي وقت سابق من الأحد أعلنت سلطات الجمهورية أنها لا تستبعد وقوف مخربين وراء الحادث بدافع الاستفزاز مشيرة إلى أنها ستشدد الإجراءات لضمان أمن المراقبين.
وقالت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان لها صدر الأحد إن ثلاث مدرعات دمرت بالكامل، بينما تضررت رابعة بشكل كبير نتيجة اشتعال النيران فيها، كما تضررت ثلاث مدرعات بشكل جزئي، غير أن البعثة أكدت أنه لم يتم تسجيل إصابات بين المراقبين.
وفي وقت سابق من الأحد صرح ألكسندر هوغ نائب رئيس البعثة في حديث مع “نوفوستي” إن البعثة لا تخطط لسحب المراقبين من دونيتسك رغم وقوع الحادث، لكنها تنوي إدخال التعديلات في الإجراءات الأمنية.
كييف: موسكو و”الإرهابيون” وراء إحراق العربات
من جانبها اتهمت كييف روسيا ومقاتلي “دونيتسك الشعبية” بإحراق العربات بهدف إبعاد بعثة المراقبين من المنطقة.
وادعى سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ألكسندر تورتشينوف أن “هدف موسكو الرئيسي إبعاد المراقبين من الأراضي المحتلة لكي تستطع قصف الأراضي الأوكرانية من دون مراقبة وإعداد قواتها لعمليات هجومية. بالتالي فإن روسيا والمجموعات الإرهابية التابعة لها تعمل ما في وسعها لتقويض إمكانية حل النزاع بطرق سلمية”، بحسب قوله.
لوغانسك: الجمهوريتان الشعبيتان آخر المستفيدين من طي بعثة المراقبين
من جهته، أكد مصدر أمني في جمهورية لوغانسك الشعبية (المعلنة من طرف واحد) أن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك “آخر المستفيدين من إنهاء مهمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في أراضيهما.
وفي حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية، قال ممثل عن الشرطة الشعبية المحلية إن حضور المراقبين في أراضي الجمهوريتين يعد نوعا من ضمان الالتزام بالهدنة الموقعة.
وكانت كييف شنت عملية عسكرية ضد منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا، في أبريل/نيسان عام 2014، بعدما رفض سكانها الاعتراف بالانقلاب في كييف. وأدت الأعمال القتالية بين الجيش الأوكراني وقوات الدفاع الشعبي إلى مقتل حوالي 6,5 آلاف شخص.
وفي محاولة لوضع حد للنزاع المسلح، قام قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا بالتوقيع على اتفاقات مينسك عقب مفاوضات ماراثونية في العاصمة البيلاروسية مينسك، في الـ12 من فبراير/شباط الماضي. وتنص الوثيقة على وقف إطلاق النار وسحب المعدات الثقيلة من خط التماس وإلزام كييف بإجراء حوار مباشر مع جمهوريتي “دونيتسك” و”لوغانسك” الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد، بما في ذلك بشأن إدخال تعديلات في الدستور الأوكراني خاصة باللامركزية.