بقدر ماکانت فرحة شعوب و دول منطقة الشرق الاوسط کبيرة بنجاح الثورة الايرانية و إسقاط نظام الشاه، فإن الحزن أعمق بکثير من الدور الذي يقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية(الذي أقامه رجال الدين المتشددون بعد أن إستولوا على الثورة و صادروها)، في المنطقة ولاسيما بشأن التدخلات في شؤون الدول.
ماقد لاحظه الکثيرون و صار بمثابة حقيقة معروفة للأوساط الاعلامية و السياسية و الثقافية، هو إن مشاکل من قبيل التطرف الديني و الفتنة الطائفية و الارهاب و الميليشيات المسلحة الموجهة من خلف الحدود، لم تکن موجودة او معروفة قبل تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية، حيث تبلورت کل هذه المشاکل و تجسدت على أرض الواقع بعد إستتباب الامر لهذا النظام و إستمراره في الحکم بإيران.
تصدير التطرف الديني او کما يصفه النظام ب”تصدير الثورة”، صار معروفا إنه يعني في نهاية المطاف التدخل في شؤون الدول و السيطرة عليها من الداخل بواسطة طابور خامس او حصان طروادة، وان ماحدث و يحدث في العراق و لبنان و سوريا و اليمن، يؤکد ذلك بمنتهى الوضوح، وان هذه التدخلات المريبة قد قادت شعوب و دول المنطقة للکثير من التصورات السلبية بشأنها، وخصوصا نوايا طهران بإقامة مايدعى بالهلال الشيعي و الذي هو بمثابة خنجر طائفي مسموم من جانبها.
في أيار/مايو المنصرم، أکد محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الايراني على قضية الهلال الشيعي و إلتزام طهران بها، غير إن الرئيس الايراني، حسن روحاني و بعد مضي قرابة ثلاثة أشهر على موقف جعفري، أکد خلال كلمة له بالمؤتمر العالمي السادس لمجمع “أهل البيت” في طهران، يوم السبت الماضي، من أن إيران لا تسعى لهلال شيعي، وقال: “ليس لدينا هلال شيعي، وإنما لدينا قمر إسلامي، ويجب أن نتحد معا لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بنا”، لکن المشکلة إن هذا القمر الذي يتحدث عنه روحاني غير موجود لحد الان وانما هو مجرد فکرة و فرضية للفت الانظار و جذب العقول و الافکار.
روحاني الذي دعا أيضا في کلمته الى”ضرورة التصدي والوقوف بوجه من يحرفون الدين”، مشيرا إلى “الظروف الحساسة للغاية التي يعيشها العالم الإسلامي والأوضاع المزرية التي يواجهها المسلمون في المعمورة”، لکنه في نفس الوقت تجاهل عن عمد دور نظامه الاکثر من واضح في الاوضاع المزرية التي تواجه أربعة دول في المنطقة بسبب من تدخلات نظامه.
والمثير للسخرية إن روحاني أکد على إن”المشاكل المستعصية التي تعيشها الأمة الإسلامية تكمن في التعصب الطائفي والخلافات والتشتت والعنف والتطرف وارتكاب المجازر وتشريد المسلمين وخاصة في الشرق الأوسط”، والتي معظمها من نتائج و ثمرات التطرف الديني و التدخلات التي يضطلع بها نظامه، ولاندري أي قمر إسلامي هذا الذي يريده روحاني في الوقت الذي يعمل نظامه ليل نهار من أجل شق وحدة صف الامة الاسلامية بل وان القوى و الشخصيات و التيارات المعادية للتطرف الديني صارت تعمل بکل جدية من أجل تفعيل الدعوة المخلصة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بإقامة جبهة موحدة في المنطقة من أجل مواجهة التطرف الديني و الارهاب و الذي تشکل بؤرته طهران، وان الاولى بروحاني أن يکف عنا شر هلاله اولا وان لايتکلم عن قمر لاوجود له في مخيلة