بسكرة عروس الابداع

 

بقلم : سعاد بن عيسى.
الحزائر.

يرتبط الابداع لدى الطفل بتلك الملكة الفطرية التي تظهر من خلال موهبته المبكرة في مجال معين يبدي فيها مهارات استثنائية كطفل مختلف عن غيره من الأطفال في سنه، وهذا يرجع بالأساس إلى أن لديه شغف طفولي وفضول للمعرفة من خلال تلك الأسئلة التي يثيرها وتجول في خلده رغبة منه في اكتشاف كل شيء حوله. هنا الأسرة تلعب دورا هاما لا يستهان به في توجيه تلك الموهبة وتنميتها من خلال تشجيع الطفل وتحفيزه وتطوير مهاراته حيث ترتقي إلى مستويات عالية تتطور معها شخصيته، دون أن ننسى دور المدرسة الذي لا يقل أهمية بمكان في احتضان هذه الموهبة وتوجيهها توجيها لازما، سيما وإن كان هذا الطفل الذي نتحدث عنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونقصد تحديدا فئة الأطفال المعاقين بصريا.
هذه الفئة المحرومة من نعمة البصر والتي تعاني رغم إعاقتها في صمت ناهيك عن التهميش الذي طالها والذي جعلها منبوذة من المجتمع.
هذا الأمر الذي نخاله انعكس سلبا على صحتهم النفسية وخلق لديهم جملة من الاضطرابات السلوكية والمعرفية التي عززت شعور العزلة لديهم والانغلاق على انفسهم
لهذا نجد أن الإبداع لدى الطفل يسهم بشكل أو بآخر على إخراجه من عزلته و تعزيز ثقته بنفسه، وفي سياق حديثنا عن الإبداع تحديدا الإبداع الفني الموسيقي من عزف وغناء وهو ما شاهدناه أمامنا كمثال حي جسده تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي التابعين لمدرسة المعاقين بصريا
وهم كالآتي أسماءهم:
فارح سيرين ، ملّاس ذهبية ، قيدوس إكرام ، ڨدوام مريم ، علّاوة ريتاج ، بن كاوحة روعة ، بن عليا نسرين ، ڨرڨط هاجر ، ڨرڨط جوري ، حامدي وفاء طݣوك أريج .
حيث يشكلون فسيفساء فنية تحت إشراف المدرب: الفنان يوسف العيفة . والعازف مالك يعقوب في الحفل العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي صادف يوم 3/12/2022 بالملعب الجوارية العالية بحضور السيد الأمين العام والوفد المرافق له.
حيث جلجلت حناجرهم الذهبية اغنية الراحلة وردة الجزائرية # عيد الكرامة # التي تألقت فيها أصواتهم, فأمتعت مسامعنا وأطربتها، ولا أبالغ إن قلت أنهم أثبتوا وبجدارة تفوق موهبتهم وتميزهم لما يمتلكونه من قدرات استثنائية تجعل لهم بصمتهم الخاصة في المجتمع.
هذا ما يستدعي منا ضرورة تسليط الضوء على هذه الفئة المهمشة والعمل على إدماجها في المجتمع كأشخاص طبيعيين.
لهذا ومن خلال هذا المنبر أدعو وبشدة لنتكاتف ونكون يدا واحدة نساعد هذه الفئة من أبناء وطنتا على النهوض من وحل التفكير الرجعي لأنه لا إعاقة في الحياة غير اعاقة التفكير الرجعي المنغلق . مستقبلنا في نجاح هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مساعدتهم على خلق عوالم جديدة من الابداع تسهم في تميزهم في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *