_
بقلم/ د.علي الدرورة.
أغلب الناس يستمعون لخطب الجمعة وخطب الوعظ والإرشاد ويقرؤون المقالات والبحوث والكتب ويشاهدون الأفلام التي تشير بكلّ وضوح إلى تعاليم الإسلام في النهي عن الغيبة والنميمة، ومع هذا فما زالت الغيبة تلوكها الألسن بالرغم من أنّ القرآن الكريم وصفها بصورة بشعة، ألا وهي أكل لحم أخيك ميتاً فكرهت أن تأكله.
وما الفراق بين الناس إلّا بسبب الغيبة والتحدّث بالسوء عن هذا وذاك بما فيه وبما ليس فيه، فإذا كان فيه عيب فالله أمرك بالستر وليس فضح الناس على الملأ، وإذا تقوّلت عليه فقد كذبت عليه، وفي كلا الحالين يكسب المغتاب إثماً ويفرّق بين الأحبة ويؤسّس العداوات وسط المجتمع والمجتمعات القريبة.
وليت هذا يستفيد بأيّ طائل من أيّ نوع، ولكن للأسف إنّما هو يرتكب الآثام للأسف الشديد.
والغيبة هي المصطلح الفقهي للحديث عن الناس في غيابهم وإبراز عيوبهم والزيادة فيها.
والمصطلح عند أبناء الخليج هو الحشّ، ولا تعني هذه المفردة جزّ الأعشاب أو الحشائش وإنّما الحديث عن أعراض الآخرين وذكرهم بسوء وهو ضدّ تعاليم الإسلام السمحة.
قال أحمد شوقي:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً
بالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر
وما أكثر الذين يمرّون على أحقاد الآخرين وكأنّهم لم يسمعوها، أولئك الذين لا يهمّهم نبح الكلاب ما دامت قافلة الصالحين تسير إلى مرافئ التقوى، وكلٌّ يعمل على شاكلته وعلى تربيته.
_