بقلم/ د. علي الدرورة
يعتبر الأدباء صفوة المجتمع الذين هم من ذوي الخيرة والصفوة والعلم والدراية والأهلية في كلّ شيء وهم المحترمون والمقدّمون على غيرهم في كلّ عمل وكلّ مجلس وكلّ محفل.
لا يختلف اثنان على مكانة الأدباء في المجتمع، فهم مثل القناديل، بل هم مثل المشاعل المضيئة التي تضيء الليل وتبدّد الظلام.
ولكن هناك مشكلة، إذا كان هؤلاء الأدباء قد يصدر منهم أخطاء ضدّ خيرة أبناء المجتمع، فيكون ناديهم غير مستمر؛ لأنه أساساً دخلت فيه الغيبة ولم يُنهِ أحدهم الآخر وصاروا يتقوّلون على غيرهم من نفس الأدباء والشعراء، سواء أكانوا أكبر منهم سنًّا أو في مستواهم العمري أو أصغر.
لا شك أنه لا ينصح أحد الآخر بالتعرض إلى الشخصيات والقامات الثقافية المحترمة، فهي شخصيات لها مكانتها عند بقية أبناء المجتمع.
وقد ورد في معجم اللغة العربية المعاصرة أنّ القتّات هو من يستمع كلام الناس، من حيث لا يعلمون، سواء أنّمها أم لم ينمّها، وقف القتات خلف الباب يستمع إلى المناقشة؛ وهو من يبلغ كلام الناس على جهة الإفساد، وقد اتصف القتاتون أنّهم لا يدخلون الجنة إن تمادوا في غيّهم واستمروا عليه وتركوا جادة الصواب، أصلحهم الله من آفات اللسان.
وكم تأمل المجتمعات أن تفاخر بأرباب القلم، فهم القدوة التي تعوّل عليهم في نشر الثقافة والعلم ومن يتصفون بنشر الفضيلة والصلاح، لا اللغو في عمل هذا وذاك نشر الأراجيف ضدّ الغافلين والعياذ بالله.