الأسئلة اليومية

 

 

بقلم/ د. علي الدرورة

تصلني يومياً بين 200 إلى 300 رسالة، ولكم أن تتصوروا حجم المعاناة لو جلست متفرّغاً للرّد على هذا الكم اليومي من الرسائل، وهو سيل جارف لا ينتهي؛ لأنّ الذي لا أرد عليه سوف يزداد في اليوم التالي؟!!.

لكن الأسئلة المعتادة والمحرجة في الوقت نفسه، هي:

– ليش ما ترد على رسائلي؟
– فين غبرتي؟
– فين غبورك يا ولي الله؟
– ليش ما ترد على رسائل…؟
– وينك؟
– وين الناس؟
– وين منخش؟
– وين مختفي؟
– هل أنت مشغول؟
– هل أنت مسافر؟
– هل أنت في الديرة لو مسافر؟
Please answer!
Where have you been?
Please call me when you are free.
अप क़दर?
जबकि?

وحتى أجيب على هذه الأسئلة يصيبني دوار السمك، فلا أعرف ماذا كتبت، وماذا قلت، ولا أين أنا؟ ولا مع من أتحدّث؟
أو يصيبني استركاب المسافرين، فلا يعرف إلى أين يؤدي الطريق الذي يسلكه؟.

وحينها أرسل بعض الرسائل مكرّرة! أو أرسلها إلى أشخاص لا ينتظرونها، ولا أكتشف هذا إلّا بعد مضي أربع أو خمس ساعات، وربما يوماً كاملاً.

في العام الماضي 2022 قرّرت أن أتوقف عن إرسال بطاقة: (صباح الخير) وهي بطاقة تصل إلى 1000 شخص يومياً في الوطن العربي، وكذلك بطاقة (جمعة مباركة) في يوم الجمعة.

لا ألوم نفسي على هذا التوقف المفاجئ أو التدريجي لبعض الزملاء والزميلات وكلّ أحبابي في الوطن العربي؛ لأنني أحتاج إلى عامل الوقت.

ومن يدرك عملي أو حرفتي في الجوانب الثقافية يعذرني وأكون صادقاً مع الجميع أنني ليس كلّ ما يصلني أقوم بقراءته، وربما أشرح دون ذلك فليس عندي الوقت الكافي، على أنني أقرأ في النقد والتاريخ والفلسفة واللسانيات والأدب عموماً وأحتفظ بأرشيف لا بأس به من الدراسات النقدية لأنني أحتاج لقراءتها مرة ثانية وثالثة.

أعود للأسئلة المطروحة سلفاً من الأصدقاء والزملاء فأجيبهم بطريقتي التي لا يفهمني إلّا القليل؛ لأنه لا يعرف جدّي من مزحي، ومنها:
(أعوم في البحر)، وهل أحد يعوم في البحر في عزّ الشتاء، علماً أنني منذ عشر سنوات لم أعم في البحر، وهناك إجابات أخرى (أشطح في الزنقة) و (ألبس قشّي) و (أطيّب الطاجين) و (ألعب كورة).
لا شك بأنني أمزح في كلّ هذه الإجابات، على أنّ البعض يأخذها على محمل من الجدّ، وبعضهم يفهم أنني أسخر منه!!

والآن أعتقد أنكم أدركتم أنني أحتاج إلى الوقت لأنجز بعض أعمالي وأكون متفرّغاً وأنّ الرّد على العديد من الرسائل أحتاج إلى عامل زمني طويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *