بقلم اشتياق آل سيف
لطالما كتبت عن شخصيتي و تجاربي و تفردي ببعض الصفات و لكن دون الإشارة لشخصي المتواضع و حفظاً لخصوصيتي لم أضع أي تلميحات لأن هدفي كان عرض التجربة ليستفيد منها الآخرون ، و حين أرسم الملامح الرئيسية لأحد أبطال قصصي و أستعرض نقاط الجذب و التميز فيها و أكون أنا تلك الشخصية التي تكتسح منصة العرض بإعجاب من يرتادها بحضورها الطاغي فإني لا أكتب بأنفاس النرجسية أو بايحاء الغرور ، لكني أشعر أحياناً أن ثمة أشخاص يبقى جمالهم الداخلي حبيس أعماقهم و يتلاشى حين تُطفى شمعة أعمارهم ، يبدأ الأحبة من فاقديهم بنشر محاسنهم بعد أن خسروا وجودهم الذي كان مضيئاً . و من الإجحاف بمن حولنا ألا نريهم عمق احساسنا بمكانتهم و صدق افتخارنا بالانتماء لهم بأي صفة و جمال وجودهم في حياتنا الا بعد أن يرحلوا عنا سواء كان هذا الرحيل بالانتقال من مكان لآخر على خارطة الحياة أم بالرحيل الأبدي أو بالغياب لظرف قاهر خارج ارادتهم .
لا أرى نفسي أفضل الناس و لست مميزة بمزايا تلك القمم الإنسانية السامقة و لا أرتقي إلى مصاف الملائكة و التحليق في فضاء العصمة عن الزلل مثلهم .
أنا إمرأة تجاوزت عقدها الخامس و لا زال قلبها ينبض كفتاة العشرين ، مقبلة على الحياة أعشق سكب السعادة في قلوب من يتوق لمعانقتها و أكثر ما يهمني أن أرمم تلك الانكسارات التي أستشعرها بعد فضفضة ممن هزمهم الإحباط و زادهم الجحود ألماً. تطربني ضحكة طفل أما إسعاد اليتيم و المريض فتذيب كل أوجاعي و تنسيني كل معاناتي في الحياة .
أنا معلمة بخبرة ربع عقد من الزمن أستحق بعده استراحة محارب و احالته للتقاعد فقد استنفذت كل نقاط قوتي في مجال التعليم لتخصص طالما كنت فخورة بنفسي أنني استطعت العبور من بوابته بعد تجاوز الكثير من الصعوبات التي تعثرت بها و لا زلت و لذا أحاول جاهدة في انهاء خدمتي رغم أن ذلك يشعرني بالخسارة الفادحة لأنني لا يمكن أن أجلس هكذا دون عمل او وظيفة أو نشاط منزلي أو خارجي .بيد أن تحقيق جزء من أحلام عمري و طموحاتي التي أصبحت أخشى أن تأخذني من أي عمل و أهمها أن أصبحت أشعر بجمال تلك العقود الخمسة التي عشت فيها سعيدة الرضا