رغم قيام الخامنئي منذ فترة بحشد قوات الحرس وجميع الامكانيات الحكومية لتحشيد الجمهور اكثر ما يمكن في يوم 11 شباط/ فبراير ورغم اللجوء الى التهديد والاغراء تجاه مختلف فئات المواطنين خاصة طلاب المدارس ومستلمي الرواتب الحكومية، الا ان هذه المظاهرات الحكومية واجهت لامبالاة عامة من قبل المواطنين وكساد موسع وغير مسبوق سواء في طهران أو في مختلف المدن الايرانية حيث كانت خالية بشكل لافت بالمقارنة بالسنوات السابقة حيث كانت تشاهد جموعا قليلة حتى في ساحة «آزادي» والشوارع المنتهية اليها كمركز للاجتماع الختامي في المسيرات في شارعي «انقلاب» و«آزادي» وساحتي «انقلاب» و«فردوسي» اللتين كانتا المسار الرئيسي في هذه المسيرة.
وقد قيل في العديد من الدوائر الحكومية للموظفين ان مشاركتهم في مظاهرات يوم 11 شباط امر جبري كما تم قطع وعود لعدد كبير منهم بازدياد رواتبهم في حال المشاركة بالمظاهرات.
ومنذ الصباح الباكر وفي العديد من الشوارع ومختلف أحياء العاصمة طهران كان موظفو الحكومة وميليشيات البسيج يطالبون المواطنين بالحاح بواسطة مكبرات صوت بالمشاركة في المسيرة كما انهم وعدوا في بعض المناطق بتوزيع وجبة طعام في المسيرة.
وتم تمزيق عدد كبير من صور الخميني والخامنئي والتي كانت توزعها قوات الحرس وميليشيات البسيج تم القائها على الشوارع وداخل حاويات النفايات مما اضطر مسؤولو النظام الى استخدام رجال البلدية لتنظيف الشوارع بعجالة وجمع الصور منعا لفقدان ماء الوجه.
ان الخامنئي وخلال كلمته في 8 شباط/ فبراير حاول بترويع المواطنين داخل ايران وابتزاز المجتمع الدولي على الاقل 3 مرات واعدا اقامة مسيرة يوم 11 شباط. وأراد الخامنئي ان يدعي بان نظام الملالي لم يذهب الى طاولة المفاوضات النووية بسبب الضغوط الناجمة عن فرض العقوبات عليه وقال: « صرح مسؤول امريكي بان الايرانيين وقعوا في الفخ ويحضرون خلف طاولة المفاوضات مكتوفي الأيدي… الا انكم ستشاهدون يوم 11 شباط ما ذا سيفعل الشعب الايراني وكيف سيحضرون في هذا اليوم عندئذ سيتبين هل الشعب الايراني مكتوف الأيدي؟». واضاف الخامنئي في جانب آخر من كلمته قائلا: « ان الحكومة لديها اساليب عديدة بامكانها مواجهة ورقة العقوبات وعدم فاعليتها وتقليلها. والشعب الايراني سيثبت ان شاءالله يوم 11 شباط ان الذين يريدون تحقير الشعب الايراني سيتلقون ضربة منهم». واختتم الخامنئي كلمته بالقول: « ان الشعب الايراني وبحضوره ان شاءالله في يوم 11 شباط وباستعراض قوته وعزمه الجازم سيجبر الاعداء على الركوع امامه».
واضافة الى الفشل الفظيع اصبحت مظاهرات يوم 11 شباط مشهدا لتصفية الحسابات بين العصابات المتنافسة داخل النظام بحيث اتهم روحاني في كلمته ممن يعارضون المفاوضات بالخيانة واضاف قائلا: «لا خيانة أعظم من خيانة خلف الجبهة… اليوم اعداء الشعب حصرا يعارضون المفاوضات » كما قام انصار زمرة الخامنئي خلال هذه المسيرة باطلاق شعارات مناهضة لروحاني ورفسنجاني والمفاوضات. واتهمت زمرة الخامنئي روحاني بـ «الخيانة في الخط الامامي للجبهة». وشرحت صحيفة «وطن امروز» المحسوبة على زمرة الخامنئي محاولات روحاني ووزيره للخارجية لعقد اتفاق في مرحلتين وكتبت تقول: « اذا كان من المقرر ان يتعرف الشعب على الخونة لايجب ان يكون تذكير الاحداث بنسبة لهم امرا غير محبذ. ويتحدث السيد روحاني عن الخيانة في خلف الجبهة… يجب القول ان الخيانة تأتي حيثما يحصل اتفاق دون الغاء جميع العقوبات» (صحيفة وطن امروز- 12 شباط/ فبراير 2015