قُتل مدني وأصيب ثلاثة من الشرطة في هجوم شنه مسلحون أكراد على مطعم يرتاده أفراد الشرطة التركية في جنوب شرق البلاد، وسط استمرار قصف طائرات الجيش لمواقع حزب العمال الكردستاني شمال العراق.
وقالت مصادر أمنية إن “نادلاً يعمل في المطعم قُتل إثر إصابته برصاصة في الرأس عندما فتح المسلحون النار على المطعم الواقع في مدينة ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث تعيش غالبية من الأكراد”.
وأضافت أن “النادل البالغ من العمر 22 عاماً، كان أثناء الهجوم يقوم بخدمة أفراد في الشرطة، الذين أصيب أحدهم بجروح بالغة”، لافتة إلى أن “النادل أنهى فترة التجنيد الإلزامية قبل شهرين”.
في المقابل، قصفت طائرات تركية، أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق لليلة الخامسة على التوالي.
وذكر مصدر أمني أن “أكثر من 15 طائرة حربية قصفت أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في قنديل والزاب وافاشين في جبال شمال العراق لمدة خمس ساعات اليوم الجمعة”.
وإلى الجنوب، دخل حظر تجول على مدار الساعة في بلدة الجزيرة، يومه الثامن. ويقول ساسة موالون للأكراد إن “21 مدنياً قتلوا وتصاعدت حدة أزمة إنسانية، إذ ظلت الجثث في العراء وانحسرت إمدادات الغذاء والماء”.
وقال صلاح الدين دمرداش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، في كلمة ألقاها أثناء اجتماع حزبي، إن “القوات الخاصة التي تعمل بناء على أوامر حاكم الإقليم، تطلق النار على من يجازف بالخروج إلى الشارع”، مضيفاً “يحكم على الأكراد بالإعدام”.
وذكرت وزارة الداخلية التركية، أمس الخميس، أن “مدنياً قتل في الجزيرة وأن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل عشرات المسلحين. ومنع عدد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي من دخول البلدة أمس”.
وفرضت السلطات حظر تجول أيضاً في بلدة يوكسيكوفا التركية القريبة من الحدود مع إيران، الليلة الماضية، بسبب ما وصفته بـ”تصاعد نشاط المسلحين”.
وقتل المئات من المسلحين وأفراد الأمن منذ استئناف القتال بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية بعد انهيار وقف إطلاق النار في تموز/ يوليو الماضي، لتتحطم عملية سلام بدأت عام 2012 لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود.
وقال دمرداش: “لو استمرت هذه الحرب مئة عام أخرى سيظل حزب العمال الكردستاني موجوداً وسيظل الجيش التركي موجوداً.. يجب أن يرفع الإصبع عن الزناد. يجب أن تسكت الأسلحة حتى تسمح الظروف باستئناف المفاوضات”.
وتصف أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حزب العمال الكردستاني بأنه “منظمة إرهابية”. وبدأ الحزب تمرداً انفصالياً عام 1984، وراح أكثر من 40 ألف شخص ضحية الصراع.