وجهت صحيفة جزائرية مقربة من المعارضة، انتقادات واسعة للسلطة بخصوص قضية اعتقال ضابطين كبيرين، والتي انشغل بها الرأي العام الجزائري تزامناً مع تغييرات واسعة أجراها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على أجهزة الأمن العسكري، وإحالة مدير المخابرات الجنرال محمد مدين إلى التقاعد.
ونشرت جريدة “الخبر” في عددها الصادر اليوم السبت، تقريراً قال إن “أحداً لا يعرف مكان اعتقال اللواء عبد القادر ايت العربي المعروف باسم حسان، والعميد حسين بن حديد، ولا يستطيع أحد الاتصال بهما”.
وحسب الجريدة فإن “التهم الموجهة للواء حسان، الذي اعتقل قبل أشهر ربما تصل إلى حد إتلاف وثائق عسكرية، ومخالفة تعليمات القيادة، أما بالنسبة للعميد المتقاعد حسين بن حديد، الذي اعتقل الأسبوع الماضي في الطريق العام، ربما تصل التهم الموجهة إليه إلى حد إفشاء أسرار عسكرية”.
وتتالت وتداخلت أنباء غير مؤكدة حول أسباب اعتقال الضابطين، حيث قالت وسائل إعلام محلية إن “اعتقال حسان يعود إلى دور غير واضح له في مقاومة الإرهاب، فيما اعتقل بن حديد بسبب تصريحات له إلى إحدى الإذاعات الخارجية وُجهت ضد الرئيس بوتفليقة وشقيقه سعيد ورئيس الأركان قايد صالح”، في حين هناك من يقول إن المسألة “لها علاقة بإقالة الجنرال توفيق رئيسهما في الجهاز”.
ودخلت الأحزاب السياسية بدورها على خط هذه المسألة ذات الطابع العسكري، والتي رُبطت بقضايا ذات طابع اقتصادي.
وقالت لويزة حنون، رئيسة حزب العمال المعروف بأفكاره التروتسكية، إن “الطريقة التي اعتقل بها العميد بن حديد طريقة هوليودية”، متسائلة “لماذا لم يعتقل وزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، المتهم بالاستحواذ على أموال طائلة ورشوات بذات الطريقة”، على حد تعبيرها.
كما دافعت حنون بحرارة عن المستثمر يسعد ربراب، الذي اتهمه وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، بـ”تخريب الاقتصاد الجزائري”.
واتهمت الوزير بوشوارب بأنه “أداة في يد الدوائر الاقتصادية الفرنسية”.
واعتبر مراقبون هذا الموقف من حنون “غريباً، حيث عرفت بهجومها على الرأسماليين المحليين وغير المحليين وعلى الأجهزة الأمنية”.
ولم يقف التداخل عند حدود الأحزاب العلمانية بل وصل إلى الأحزاب الدينية، فقد انتقد رئيس حزب النهضة، محمد ذويبي، الملاسنات الإعلامية بين وزير الصناعة والمستثمر ربراب، واصفاً إياها بـ”أوضاع متشنجة”.