تتعالى الأصوات الإسرائيلية المتطرفة، التي تطالب بفرض المزيد من الإجراءات التعسفية بحق الشعب الفلسطيني بمدينة القدس المحتلة، وتجذب المزيد من التيارات، بما في ذلك تلك المحسوبة على اليسار، وهي الأصوات التي تطالب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحمل مسئولياته عما يصفوه بـ”وقف موجة الإرهاب الحالية”.
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة القديمة بالقدس الشرقية ليومين، إثر مقتل مستوطنين إسرائيليين، زاعمة أن هذا الإجراء الاستثنائي يشمل غالبية فلسطينيي القدس الشرقية المحتلة، غير المقيمين في البلدة القديمة، على أن يسمح بالدخول فقط خلال يومين للإسرائيليين والمقيمين في البلدة القديمة والسياح وأصحاب المحلات والطلاب.
وطالب وزير التعليم بحكومة الاحتلال نفتالي بينيت (البيت اليهودي) بمنح قوات الشرطة والجيش المزيد من الصلاحيات، والسماح للقيادات الميدانية على الأرض باتخاذ ما تراه من إجراءات، مطالبا بمواصلة البناء في الأراضي المحتلة، وإعادة اعتقال من تم إطلاق سراحهم ضمن صفقة الجندي “جلعاد شاليط”.
وتظاهر العشرات من نشطاء اليمين الإسرائيلي في الضفة الغربية مساء أمس الاثنين أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو في شارع (بلفور) بمدينة القدس المحتلة، وانضم إليهم “يوسي داجان” رئيس المجلس البلدي (السامرة)، والذي يعتصم أمام منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية منذ يوم أمس الأول الجمعة، في أعقاب مقتل المستوطنين اليهود.
ونقلت وسائل إعلام عبرية صباح اليوم الأحد عن “داجان” قوله، أنه “لن يبرح مكانه حتى يتخذ رئيس الحكومة إجراءات مشددة ضد الإرهاب” على حد وصف، مطالبا جميع المستوطنين بالضفة الغربية بالانضمام إليه في اعتصامه، ومضيفا أنه في حال قرر نتنياهو أنه بصدد محاربة الإرهاب فإنه سينهي اعتصامه على الفور.
وأعربت عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتس (المعسكر الصهيوني) ومن كانت تترأس حزب (العمل) قبل أن يتولى رئاسته يتسحاق هيرتسوغ، عن ندمها لأنها “كانت قد ظهرت في إحدى الصور مع نتنياهو إبان حملته الإنتخابية، وبخاصة وأن تلك الصورة بالتحديد تستخدم من قبل نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مع عبارة تقول أن نتنياهو هو الوحيد القادر على إعادة الأمن.
وقالت يحيموفيتس أن الحديث يجري عن رئيس حكومة عاجز، ويعتبر أكثر رؤساء الحكومات الإسرائيلية سلبية فيما يتعلق بمحاربة “الإرهاب”، مضيفة أن الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو “غيرت الخطوط الأساسية للسياسة الإسرائيلية للمرة الأولى في تاريخها”.
وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس السبت موجة من المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، وصلت إلى ذروتها بمقتل إسرائيليين في عملية طعن وإطلاق نار، في البلدة القديمة بالقدس، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عنها، بينما هاجم قطعان المستوطنين مساكن وسيارات الفلسطينيين في محيط نابلس ورام الله والخليل.