الورطة الايرانية في سوريا

 
مع مرور الايام يکبر و يتوسع حجم تورط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا، وان الادلة و المؤشرات التي تؤکد ذلك تتزايد مع مر الزمان و يبدو إن الرهان الايراني على سوريا صار صعبا و معقدا و تکاليفه باهضة جدا من مختلف النواحي وان نظام الجمهورية الاسلامية الذي ينوء تحت وطأة کم هائل من المشاکل و الازمات و يترنح إقتصاده المتداعي بفعل ذلك لم يعد کما يظهر بنفس مستواه السابق لمواجهة الاحداث و التطورات في سوريا.
إستقدام الروس والذي هللت الاوساط الاعلامية و السياسية التابعة لطهران و دمشق على حد سواء له موحيتان بإن التدخل الروسي من شأنه أن يغير من موازين القوى و بدرجة کبيرة لصالح طهران، هو أشبه بالمفلس الذي يتمنى في لحظة مواجهته لتداعيات و نتائج إفلاسه أن تنزل عليه ثروة من السماء، والحق إن التعويل على الدور الروسي والذي هو اساسا طرف دولي مکروه في المنطقة هو هروب واضح للأمام، وإن تزامن التدخل الروسي مع إقالة اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية، تبين و بصورة جلية من إن هناك أکثر من مشکلة و معضلة لطهران في سوريا.
إستقدام الروس و تدخلهم في الاحداث في سوريا، والذي يأتي في ظروف الضعف و التداعي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تکبيد نظام الدکتاتور بشار الاسد خسائر فادحة على أثر الهزائم الکبيرة التي مني بها على أکثر من جبهة، يتزامن أيضا مع الهزائم”النوعية”التي تلحق بحلفاء طهران في اليمن حيث صارت أوضاعهم صعبة جدا وهم باتوا قاب قوسين او أدنى من الانهيار الکامل، وإن طهران تتخوف من تداعي و هزائم حلفائها في اليمن و الذي سيکون له بالضرورة إنعکاس و تأثير قوي جدا على الدول الاخرى التي تخضع لنفوذفا ومن هنا فإن طهران تبذل قصارى جهدها للعمل من أجل وقف حالة التداعي و الانهزام في مفاصل جبهات تدخلاتها السافرة بالمنطقة و تخطط لتحقيق إنتصارات بواسطة الروس لبعث الامل و الروح المعنوية في نفوس حلفائها في المنطقة.
التدخلات الايرانية في المنطقة عموما و في سوريا و اليمن و العراق خصوصا و طبقا للمعلومات الدقيقة الواردة من داخل إيران فإنها تمر بمرحلة خطيرة و حساسة، وليس من قبيل الصدفة أن تدعو المقاومة الايرانية و في هذه المرحلة تحديدا الى إقامة جبهة من دول المنطقة و المقاومة الايرانية ضد هذه التدخلات و ضد التطرف و الارهاب القادم من بؤرته الاساسية في طهران، وإن هذه الدعوة و في هذه المرحلة لها أکثر من دلالة فالنظام في طهران لم يعد کما کان يقول دائما فهو في أضعف حالاته و إنه محاصر بالازمات و المشاکل و غارق فيها ولذلك فإن إقامة الجبهةالمذکرة ضده في هذا الوقت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على رأسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *