أطلقت قيادة الحرس الوطني في الكويت، حملة توعوية بهدف تعزيز مفهوم الوسطية ومواجهة التشدد الديني في بلد يكافح لمنع وصول تداعيات الحروب الأهلية في سوريا والعراق إليه ما قد يهدد وحدته الوطنية.
وتشرف مديرية التوجيه المعنوي في الحرس الوطني على تنفيذ الحملة التوعوية، من خلال تعاونها مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر عقد سلسلة محاضرات وندوات ولقاءات لتوعية المنتسبين بخطورة الفكر المتطرف والإرهابي.
وبات الحديث عن الوحدة الوطنية في الكويت يتكرر كثيراً في تصريحات المسؤولين الكويتيين في الآونة الأخيرة، بعد عدة حوادث أمنية داخلية تحمل بعداً طائفياً بين سنة وشيعة الكويت.
وضبطت السلطات الأمنية الكويتية في الآونة الأخيرة عدة كويتيين منظمين في خلايا مسلحة، تستهدف شن هجمات داخل الكويت، وفي يونيو/حزيران الماضي نجحت إحدى تلك الخلايا في تفجير مسجد يرتاده الشيعة بالعاصمة الكويت.
ويخشى البلد الخليجي الآمن الذي يشكل العيش المشترك بين سنته وشيعته نموذجاً يحتذى به في المنطقة الإقليمية، أن تتأثر وحدته الوطنية بالفعل بسبب ما تشهده سوريا والعراق من حروب.
ويقاتل عدد من الكويتيين بالفعل ضمن تنظيمات مسلحة متناحرة في سوريا والعراق.
ويبدو أن الحملة التوعوية لنشر الوسطية في صفوف الحرس الوطني هي خطوة استباقية للنأي بالقوات المسلحة الكويتية عن أي تداعيات ذات بعد طائفي مع عدم ورود تقارير عن تورط عناصر في الحرس الوطني بالانتماء لخلايا مسلحة داخل أو خارج البلاد.
واستضافت مديرية التوجيه المعنوي في الحرس الوطني أمين سر اللجنة العليا لنشر الوسطية التابعة لوزارة الأوقاف، عبدالله الشريكة، لبحث التعاون في المجال التوعوي ودعم حملة الحرس الوطني لتعزيز مفاهيم الفكر الوسطي بين صفوف منتسبيه.
وعقد الشريكة اجتماعاً مع عدد من أئمة وخطباء مساجد الحرس الوطني أكد خلاله على أهمية نشر الفكر الوسطي الصحيح في المجتمع وتحصينه ضد التطرف والغلو وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن.
وتطرق الاجتماع إلى وسائل تحصين الشباب الكويتي من الفكر المتطرف من خلال الحملات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل المباشر معهم عبر تنظيم المحاضرات والندوات وبث الرسائل التوعوية.
ويقول قائمون على الحملة إن الفكر المتطرف والإرهابي يأخذ أشكالا وألوانا متعددة، وأنهم يحرصون على عدم تسلل مثل هذه الأفكار إلى عقول منتسبيها الذين يتولون مهام الدفاع عن أمن البلاد وحفظ استقرارها