الجيش السوري يتأهب لمعركة حلب بمشاركة إيرانية وغطاء جوي روسي

 ـ أفادت مصادر متطابقة أن النظام السوري يستعد للسيطرة على كامل محافظة حلب، بمشاركة آلاف الجنود الإيرانيين الذين وصلوا إلى سوريا، في الآونة الأخيرة.
واندلعت معارك وُصفت بالعنيفة، اليوم الأربعاء بين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وقوات المعارضة السورية شمال مدينة حلب، وسط إعلان مسؤولين حكوميين سوريين أن الجيش يحضر لعملية عسكرية سيشنها في المدينة بدعم من جنود إيرانيين ومقاتلات روسية.
وقال أحد قادة الفصائل المعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا على بلدتي أحراص وتل جبيين اللتين تقعان على بعد 12 كيلومتراً شمال حلب قبل أن يتم صدهم.”
وتهدد المكاسب الميدانية التي يحققها تنظيم الدولة الإسلامية شمال حلب، خطوط الإمداد للجماعات المسلحة المعارضة الأخرى داخل المدينة، التي تتقاسم السيطرة على أحيائها قوات المعارضة والجيش السوري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن “الطريق الذي يستخدمه سكان المدينة المتجهين شمالاً إلى الحدود التركية، بقي مقفلاً اليوم الأربعاء”.
وقال حسن الحاج علي، قائد “لواء صقور الجبل” المعارض المسلح: “اليوم هناك معارك عنيفة بيننا وبين داعش في أحراص وتل جبيين في ريف حلب الشمالي.”
ويقاتل “لواء صقور الجبل” -وهو أحد الفصائل السورية المسلحة التي تحظى بدعم غربي- تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض، لكن عناصره يتعرضون في الوقت عينه لغارات من الطيران الروسي، ويستعدون حالياً لمواجهة العملية العسكرية الواسعة التي يحضر لها الجيش السوري.
وأضاف “هناك حشد (لقوات) النظام في معظم أماكن حلب، خصوصاً في باشكواي”، في إشارة إلى بلدة أخرى شمال مدينة حلب، التي كانت قبل بدء الحرب الأهلية السورية عام 2011، أكبر مدن البلاد ومركزاً تجارياً وصناعياً رئيسياً.
وقال الحاج علي في تصريح صحافي: “حصل تقدم عند الفجر، لكنا تمكنا من استرجاع أحراص بالكامل وهناك معارك في تل جبيين.”
وقال مسؤولان إقليميان بارزان، لوسائل إعلام، إن “إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سوريا في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماه تحضيراً للعملية في حلب”.
وفي إشارة إضافية على الدور المحوري لإيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وصل وفد برلماني إيراني إلى دمشق، اليوم الأربعاء، كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غرب سوريا.
وظهر سليماني في الصورة مرتدياً ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية، وهو يخاطب عبر مكبر للصوت الضباط الإيرانيين ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية بلباسهم المموه.
وقال سالم زهران، وهو إعلامي لبناني مقرب من حزب الله والنظام السوري: “تسريب هذه الصور في هذا التوقيت، مقصود، وضمن إدارة المعركة التي تشارك فيها السوخوي الروسية جوا.”
الحرس الثوري
وقالت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، إن “ضابطين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني، قتلا بينما كانا يقاتلان مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.”
وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني قتل الأسبوع الماضي فضلاً عن قائد عسكري كبير لحزب الله.
ويخوض الجيش السوري وحلفاؤه مدعوماً بضربات جوية روسية منذ أسبوعين، معارك ضد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في شمال محافظة حماه ومحافظتي إدلب واللاذقية المجاورتين، في محاولة لصد التقدم الميداني الذي حققه مقاتلو الفصائل المعارضة المسلحة في الصيف، والذي هدد المعاقل الساحلية للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وقال إثنان من قادة المعارضة السورية المسلحة، أمس الثلاثاء، إن “مقاتليهم ينشرون أعداداً كبيرة من منصات الصواريخ المضادة للدبابات قدمها لهم داعموهم الأجانب على امتداد جبهة طولها 30 كيلومتراً لصد الهجوم البري”.
وقال ناشطون إن “إمدادات الأسلحة زادت منذ بدء الغارات الروسية في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي”.
وقال فارس بيوش قائد لواء فرسان الحق، في تصريح صحافي: “لدينا مخزون جيد من الصواريخ.. وسننتقل إن شاء الله إلى الهجوم وليس فقط الدفاع.”
وصعدت روسيا ضرباتها الجوية في الأيام الأخيرة، وأعلنت يوم الثلاثاء أنها نفذت 88 مهمة في الساعات الـ24 الماضية.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية، اليوم الأربعاء، إن “الجيش أطلق أيضاً عملية عسكرية جديدة ضد مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرق دمشق بينها جوبر وحرستا التي تسيطر عليهما جماعات مسلحة بينها جيش الإسلام.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *