بدأ الصراع بين حزب النور السلفي، وأعضاء تنظيم جماعة الإخوان، تزامناً مع إجراء الانتخابات البرلمانية، وفترة الدعاية الجارية، بعد أن شهدت مدينة الأسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية، بداية المناوشات بين الطرفين.
وتُجرى الانتخابات البرلمانية في مصر على 568 مقعداً، منها 448 بنظام الانتخاب الفردي في الدوائر، و120 بنظام القوائم، بعد أن تم تقسيم المحافظات إلى 4 قطاعات، اثنتان يمثلهما 45 مقعداً، والأخرى 15 مقعداً.
وبدأت المناوشات والمشادات بين الطرفين، في دائرة الرمل بالأسكندرية، حيث قام بعض مؤيدي وأعضاء حزب النور السلفي، بالسير في الشوارع، للإعلان عن مرشحيهم في الانتخابات، عبر سيارة بها مكبرات صوت، تبث نشيد “يا مصر صباحك نور”، وهو النشيد الذي أطلقه الحزب عقب تأسيسه بعد ثورة 25 يناير2011.
وعند تشغيل مكبرات الصوت، انهال عدد من أعضاء تنظيم الإخوان على السيارة، التي تحمل الدعاية الانتخابية ومكبرات الصوت، وطالبوهم بوقف بث النشيد.
وقال أعضاء الإخوان لمؤيدي النور السلفي، إن المنشد صاحب الأنشودة يدعى ياسر أبو عمار، وقد تبرأ من الحزب السلفي، وأفعال وتصرفات قياداته الحالية،وموقفهم من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي -بحسب قولهم.
وتجمع عدد كبير من أعضاء الإخوان حول السيارة، ومنعوها من تشغيل الأنشودة، والسير في شوارع المدينة، أو عمل دعاية انتخابية في المنطقة، وأغلقوا مكبرات الصوت، وقاموا بتكسير جهاز التسجيل الخاص بالسيارة، مرددين هتافات معادية للحزب السلفي.
ويرى خبراء سياسيين، أن العداء بين حزب النور السلفي وجماعة الإخوان جاء بعد ثورة 30 يونيه، حيث كانت الجماعة تعول كثيراً على أعضاء الحزب السلفي في مناصرتها، ومناهضة عزل محمد مرسي، إلا أن الموقف الرسمي لقيادات الجماعة جاء مخالفاً لتوجهات الإخوان.
بينما يرى آخرون، أن هذا العداء ظاهري فقط، خاصة أن الشارع السياسي يتحدث عن إمكانية وجود تنسيق بين الحزب السلفي والإخوان في الانتخابات الحالية، وتأييد بعض المرشحين المحسوبين على الجماعة، لدخولهم البرلمان بشكل غير مباشر.