إمبراطورية إعلامية تدار عبر خمس وسائل بإشراف أمني طهران تستثمر مليار دولار في نشر التوتر

 
في معركتها ضد العرب، خلال العقود الماضية، لم تترك إيران وسيلة إلا ولجأت إليها، من الإنفاق المالي الهائل لزعزعة الدول والشعوب، وصولاً إلى رفع شعارات جاذبة براقة لاستقطاب عامة الناس.
 
وسط هذا المشهد لعب الإعلام دوراً خطيراً جداً، خصوصاً، خلال السنين القليلة الماضية إذ تخوض إيران حرباً شرسة ضد الوحدة العربية، عبر وسائل إعلامية، متلفزة ومسموعة ومطبوعة وإلكترونية، وهي حرب تسخر لها طهران إمكانات مالية هائلة جداً، وتعبر من خلال بواباتها الإعلامية المنتشرة في العالم العربي، أو الغرب، إلى الجمهور العربي، في محاولة لاستقطابه، أو خلخلة مواقفه، أو إثارة العداوات تجاه الأنظمة والدول، في سياقات التوسع الإيراني في كل المنطقة.
 
منذ عام 2003 وتسلل إيران إلى العراق بدأت إيران فعلياً مخططاً مختلفاً للسيطرة الإعلامية في العالم العربي، تجلى ذلك بوسائل مختلفة، وقد اشتد الصراع بعد الأزمة السورية، حيث سارعت إيران الى زيادة تسللها الى الإعلام العربي في العالم، والمراقب للفضائيات والإعلام المطبوع والإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي يجد تمدداً غير طبيعي مقابل رواية اخرى عربية تجهد للصمود وجه كل الروايات المزيفة التي يتم بثها في العصب العربي العام.
 
نبحر معاً في قصة التسلل الإيراني الى العرب، عبر الإعلام، وسائل الإعلام التي تمولها، وكيفية التمويل، ووسائل الإعلام التي تتسلل إليها عبر نخبها وقياداتها، ثم الرواية الإعلامية الإيرانية المحرفة، والموجهة إلى شعوب المنطقة، لاثارة النزاعات بين هذه الشعوب وأنظمتها، لنجيب عن تساؤلات كثيرة تتعلق كلها، بالذي تفعله طهران، على صعيد امبراطورية الإعلام التي تخصها، ثم الواجب ان يفعله العرب، لصد كل هذه الغزوات المتواصلة، وما الذي تريده إيران تحديداً من هذا الغزو؟!.
 
تأسيس وتمويل كامل
 
تلجأ إيران أولاً الى وسائل عدة للوصول الى العرب في كل مكان في العالم، أولها تمويل وسائل إعلامية بشكل مباشر، عبر تأسيسها وتمويلها وإدارتها، وهي تلجأ هنا في الأغلب الى موالين لها من العرب، تضمن عدم اختراقهم، واغلب هؤلاء يوالون إيران لأسباب مذهبية، وهناك وسائل إعلام عربية معروفة بنزعتها الإيرانية المباشرة، في العراق ولبنان، تحديداً، واغلب هذه الوسائل يتم الدفع لها مباشرة عبر مؤسسات ايرانية، وعبر حسابات مالية سرية، والتمويل على الأغلب هنا، تمويل كلي، وتتولاه على الأغلب جهات رسمية مثل المخابرات الإيرانية والمؤسسات الإعلامية الإيرانية الرسمية والحرس الثوري، وبعض الجهات الدينية التي تمول اعلاماً مذهبياً، يؤدي الى الغاية ذاتها.
 
بعض هذه القنوات والصحف تنطق بأسماء أحزاب عراقية ولبنانية، وبعضها بأسماء مرجعيات دينية، والمتابعون مثلاً للشأن العراقي يلاحظون أن عشرات الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية تنطق باسم إيران، بشكل مباشر، كما ان هناك وسائل اعلامية تنطق بشكل اقل حدة، وغايتها استدراج دعم من ايران، او تقديم اوراق اعتمادها لطهران، لعل دعما يأتي في الطريق، ومن وسائل الإعلام الفضائية هنا في لبنان المنار وهناك قناة العالم الإيرانية ثم نرى في العراق قنوات مثل الغدير والكوثر وما بين السياسي والديني تتكامل ذات الغايات الإيرانية، اي اعادة انتاج العالم العربي وفقا لطبعة تريدها طهران.
 
ويقول الأستاذ عبدالرحمن الراشد «في زمن قصير ظهرت علينا وسائل إعلامية عديدة جديدة تتحدث باسم إيران، أو تدافع عن سياساتها، تلفزيونات وصحف ومواقع إلكترونية، لم تكن موجودة مثلها قبل سنوات قريبة. السر بسيط، فمعظم الإعلام العربي كان من يقوم بمهمة الدعاية والدفاع عن طروحات إيران ويدافع عن مواقفها، حتى ثار ربيع الأزمات العربي في عام 2011، وبسببها استفاق المغيبون، واكتشفوا أن إيران ليست سوى دولة أخرى، لها طموحاتها ومطامعها الإقليمية تحت شعارات الإسلام والعدالة والعداوة مع الغرب، وجندت الإعلام العربي لاستغلاله في كل ما أمكنها استغلاله للهيمنة ومحاربة خصومها العرب من خليجيين ومصريين ولبنانيين».
 
ويكشف «صافي الياسري» ان في العراق وحده تم توثيق وجود ما يزيد على أربعين صحيفة يومية وأسبوعية ونشرة إعلامية ومجلة وكتاب دوري وفضائية كلها تمولها إيران وترسم توجهها وخطابها.
 
سفارات ودبلوماسيون
 
ثاني هذه الوسائل اللجوء الى الدعم الجزئي لوسائل اعلام عربية تتكسب على موائد الإيرانيين، والدعم الجزئي له هدف واضح، ضمان التزام وسيلة الإعلام بالمواقف الإيرانية، ووضعها تحت امتحان الولاء، حتى وقت محدد يكون فيها تحويل الدعم من كلي الى جزئي، امر ممكن، وتتولى هنا السفارات تحديداً الإشراف على هذا الملف عبر استقطابات إيرانية في الدول التي يمكن التحرك فيها، والبحث عن انصار للمشروع الإيراني في المنطقة.
 
كشفت منــــظمة مــجاهدي خلق المناوئة للحكم الإيراني قبل فترة عن اختراقات لإيران لمعظم وسائل الإعلام العربية عبر دفع دفعات مالية من اجل نشر تقارير معــينة وتحـــقيقات تخص إيران، وفي حالات موجهة ضد خصوم إيران، وقد وثقت المنظمة في تقرير سابق لها، كل الاختراقات في الإعلام المطبوع، وهي اختراقات تمت عبر سفارات إيران في بعض الدول العربية، وأشار خبراء الى ان هذا النوع من التسلل يأتي ناعـــماً وغـــير مباشر، عبر الكلام عن عقلنة الصراعات في المنطقة وعدم معاداة جار تاريخي، وغير ذلك من مفاهيم يريد ترسيخها بديلاً عن الموقف السلبي من سياسات إيران التي اضرت بدول عربية مثل سوريا واليمن والعراق.
 
ويأتي الدعم الجزئي بوسائل مختلفة، عبر دفع مبالغ مالية مقابل صفحات إعلانية في بعض الصحف، أو نشر مقالات تم ترتيبها مباشرة مع كاتبها بشكل ناعم وبمعزل عن معرفة إدارات هذه الصحف، لكون هذا النوع يأتي ناعماً وغير واضح تماماً، حيث تتولاه السفارات الايرانية عبر دبلوماسيين ومستشارين اعلاميين.
 
صفحات مزيفة
 
الوسيلة الثالثة تتعلق بتخصيص إيران لدعم مالي كبير، وتفريغ لآلاف من الكوادر الإيرانية النشطة التي تجيد اللغة العربية بشكل ممتاز.
 
بعض قيادات هذه الحرب الذين يديرون هذا الملف، شاركوا في حرب العراق سابقاً، وتم أسرهم في سجون النظام العراقي السابق، حيث يجيدون العربية التي تعلموها في السجن بلكنة عراقية، ويقول خبراء إن هناك اكثر من عشرة آلاف صفحة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، والتويتر، يديرها إيرانيون ضمن خطة محكمة، وبأسماء مستعارة وعناوين مستعارة، تشي أن صاحب الصفحة قد يكون مصرياً او لبنانياً او عربياً من أي دولة عربية، وإدارة هذه الصفحات تجري من داخل إيران، وان كان مكتوباً على بيانات صاحب كل صفحة انه يعيش في هذا البلد العربي أو ذاك، مستعملاً بيانات مزورة وصوراً تشي بمكانه المزيف.
 
مهمة هذه الصفحات الاشتباك الإعلامي مع صفحات اخرى والتأثير لصالح إيران، باعتبار ان صاحب الصفحة عربي، ولا يريد العداء مع إيران، وهناك آلاف الصفحات التي يدخل اليها المشاركون ويطرحون آراء محددة، تنطيق بلسان المخابرات الإيرانية او جهات محددة في إيران، فيما تتسرب هذه السموم باعتبارها عربية تأتي من عرب، برغم انها فعلياً صفحات أمنية، ويصر خبراء ان هذا هو النوع الأخطر الذي باتت إيران تلجأ اليه حالياً، لأن قاعدة العشرة آلاف صفحة، كانت مقدمة فقط لغزو إعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط.
 
مع هذه الصفحات هناك عشرات آلاف الصفحات التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي، لعرب على صلة بإيران لأسباب مذهبية وهم لا يعلنون عن موقفهم من ناحية مذهبية، ولكنهم يتضامنون سياسياً مع إيران دون الإشارة الى فكرة المذهب في الموقف، كما ان هناك صفحات معنونة بعنوان مقاومة إسرائيل، وتأييد حزب الله، او مناهضة الثورة السورية، وكلها تصب في نفس البئر الإيراني.
 
واجهات مالية
 
تلجأ إيران الى شكل آخر من أشكال الدعم والتأسيس لإعلام ناطق بالعربية، فهي تلجأ الى رجال أعمال يديرون تجارة او عملاً اقتصادياً، بمبالغ مالية كبيرة، وهم واجهات أمنية وسياسية لايران، ويحملون جنسيات عربية وأجنبية، وغالباً ما يلعب هؤلاء دوراً في تأسيس وسائل إعلام عربية في بلادهم او المهاجر، تتبنى علناً السياسات الإيرانية، او تلجأ الى تكتيك آخر تماما، بحيث لا تتطرق الى إيران نهائياً، لكنها تتبنى مواقف ايران ضمنياً، عبر التحذير من ملفات سورية أو اليمن، بحيث تنطلي الرواية هنا، على البسطاء، ممن لا يلمسون شبهة ايران، لكن يتم تسييل الموقف ذاته الذي تريده ايران.
 
لعبت تجمعات رجال الأعمال الذين يعدون واجهات لإيران دورا خطيرا في تأسيس إعلام عربي في لبنان ودول اخرى، واغلب هذه الواجهات تعيش وتعمل في مناطق غرب وجنوب افريقيا، وهي تلعب دوراً لصالح حزب الله، وإدارة أموال الحزب وإيران في العالم، وتتولى أيضاً ملفات اخرى، تتم تغطيتها بعنوان رجال الأعمال.
 
احتواء ناعم
 
من وسائل إيران في اختراق الإعلام العربي، السعي لتشكيل وفود إعلامية أو سياسية أو برلمانية من دول عربية عديدة وتوجيه دعوات لها لزيارة إيران، وفي الأغلب يتجاوب كثيرون مع هذه الدعوات، وعلى صعيد الإعلام تحقق إيران هنا غاية خطيرة، اقلها إدراج وجهة النظر الإيرانية في مقالات هؤلاء أو معالجاتهم الصحافية، حتى لو لم يتغيروا سياسياً، فمجرد ادراج فكرة من هنا او هناك سمعوها خلال الزيارة، ستؤدي الى هذا الادارج، بحيث تضمن هنا ايران تحييدا لأكبر عدد ممكن من الإعلاميين العرب، وفي حالات اخرى تأليف قلوب كثيرين سياسيا او اعلامياً، ومالياً في حالات اخرى.
 
غوبلز إيراني
 
عبر هذه الوسائل الخمسة تدير إيران امبراطوريتها الإعلامية، وقد زادت إيران من المخصصات المالية لعشرات القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية التي تعمل من خارج إيران وتنطق بالعربية، وسط تقديرات تقول ان اكثر من مليار دولار يتم انفاقها إعلامياً لصالح ايران وخارج ايران، وباللغة العربية وحدها.
 
هذا فوق عشرات وسائل الإعلام التي تتبناها إيران في أوروبا وافريقيا وأميركا وكندا واستراليا وتعمل على أساس ديني – مذهبي، للترويج للمشروع الإيراني في العالم وبين أوساط المسلمين، من غير الناطق بالعربية.
 
يطالب مسؤولون إيرانيون دوماً بزيادة حصة الإعلام الإيراني في إيران ذاتها من الأموال العامة، وقد طلب وزير الثقافة الإيراني زيادة موازنة الإعلام، والمعروف ان في داخل إيران اكثر من أربعين فضائية، هذا فوق أقسام الإعلام في المخابرات الإيرانية والحرس الثوري ومكاتب المسؤولين ووزارة الخارجية، حيث يمكن اعتبار ملف الإعلام في إيران ملفاً امنياً بامتياز، تنفق عليه ايران مبالغ طائلة داخلياً وخارجياً.
 
على سبيل المثال لا الحصر تنقسم دوائر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في إيران الى الدوائر التالية: الإعلام الداخلي، الإعلام المناطقي، الاعلام الخارجي، وكالة الأنباء المركزية،شركة الإنتاج السينمائي «سيما فيلم»، شركة سروش للإنتاج الإعلامي والطباعة والنشر، مهرجان الأفلام والموسيقى والفنون، نادي الصحافيين الشباب، ويملك محطة اذاعية وأخرى تلفزيونية ووكالة انباء خاصة به، كلية الإعلام في قم، جامعة الإذاعة والتلفزيون للاعلام، مركز دراسات واستطلاع آراء، مركز دراسات تلفزيونية، كما ان هناك عشرات المؤسسات الإعلامية الأخرى ومراكز الدراسات، بما يقول ان ايران اليوم تعتمد ذات النموذج النازي في الإعلام، نموذج الضخ الإعلامي داخلياً وخارجياً، بكل الوسائل والإمكانات، من اجل غاية واحدة نهائية، تتعلق بتمدد المشروع الإيراني، والهزيمة النفسية لشعوب المنطقة.
 
لإيران أيضاً داخلياً عشرات محطات الإذاعة الترفيهية كما تمتلك مؤسسة الإذاعة والتلفزيون موقعاً الكترونياً لوكالة الأنباء الناطقة باسمها بثلاث لغات فارسية وعربية وانجليزية، وهذه الوكالة تعتبر المسؤولة عن تزويد كل المواقع الخبرية التابعة للمحطات الإذاعية والتلفزيونية المناطقية.
 
حرب اليمن إعلامياً
 
تعد حرب اليمن، أنموذجاً يصح القياس عليه، مثلما يصح القياس على حرب سوريا، وحرب العراق قبل ذلك لقراءة الموقف الإيراني من هذه الحروب.
 
الذي يتابع التغطيات الإيرانية التلفزيونية والمكتوبة وعبر التواصل الاجتماعي، يجد بكل بساطة تجنياً كبيراً على التحالف العربي مثلا، اذ يراد تصوير دول التحالف بأنها تعبث وتتدخل بشأن اليمن، فيما ذات الإعلام الإيراني الناطق بالعربية يصمت عند التدخل الإيراني في سوريا والعراق ولبنان.
 
عبر كل وسائل الإعلام المعروفة أو مواقع التواصل الاجتماعي يتم دوماً تصميم إشاعات ذكية موجهة ضد دول التحالف تحديداً لخلخلة الموقف الداخلي وبث الإشاعات، ومن اجل إظهار موقف خاسر يتعلق بهذه الدول، وتلعب المخابرات الإيرانية تحديداً دوراً خطيراً عبر وسائل الإعلام المعروفة والتابعة لها، أو عبر آلاف الصفحات الإلكترونية في الفيسبوك والتويتر والمزورة بأسماء عربية من اجل بث إشاعات سوداء ضد هذه الدول تحديداً، وترك هذه الإشاعات للتناقل همساً، أو للتشيير دون تمييز، وفي حالات كثيرة يقع كثيرون في هذا الفخ، حين يرون اسماً لعائلة ما من جنسية ما قد زينت صفحة مع اسم صاحب الصفحة، وعليها معلومة كاذبة مصاغة بذكاء، وبحيث يقع المتتبع لهذه الصفحات في الفخ الإيراني، وتسعى المخابرات الإيرانية عبر إدارة هذه الصفحات التي تم تجييش آلاف الطلبة وأعضاء الحرس الثوري لها، من اجل نقل هذه البوستات والتغريدات الى اكبر عدد ممكن من صفحات العرب المقصودين في الدول التي يريدونها، فتتطابق هذه الحرب النفسية مع ما يبثه الفضاء، ومع ما تسمعه الاذان، في جهد منظم جماعي.
 
قنوات الحوثيين
 
تعزز ايران نشاطها الإعلامي والمالي في لبنان، حيث تمول مجموعة قنوات موالية لها وتتخذ بيروت مقرًّا لها، بينها قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين في اليمن، وكذلك فضائية «الاتجاه» التابعة لـ«حزب الله ـ العراق» و«آسيا» الموالية لحزب «المؤتمر الوطني العراقي» بزعامة أحمد الجلبي، بالاضافة الى صحف ومجلات ومواقع الكترونية.
 
وأشارت مصادر إلى ما نقلته صحيفة لبنانية عن مصدر في فضائية «آسيا» حول أنها تتلقى تمويلاً إيرانيًّا، إلى جانب مساهمات الجلبي، كما كشفت مواقع يمنية أن قناة «المسيرة» الحوثية بدأت بثها من بيروت على النايل سات، فيما نشرت القناة فيديوهات دعائية للحوثيين من إنتاجها على موقع «يوتيوب».
 
لكنة عراقية
 
قالت مصادر مطلعة إن طهران تسعى حالياً للتوسع والتمدد في دول عربية افريقية، عبر استقطاب وفود لزيارتها، او زيارة دول عربية اخرى على صلة جيدة بإيران وهذا أسلوب بديل باتت تلجأ إليه إيران لتطويع الإعلاميين العرب عبر جعل الدعوات عبر مؤسسات إعلامية عربية موجودة في دول عربية وتتبنى ذات الخط الإيراني.
 
ويقول هؤلاء إن هناك اجتماعاً سنوياً لعدة مؤسسات وأجهزة إيرانية تتولى وضع خطة العام الإعلامية، كما ان هناك حلقات وصل بديلة من الايرانيين الذين يجيدون العربية بلكنة عراقية وتم تزويدهم بجوازات سفر عراقية مزورة من اجل تأمين حركتهم في العالم بتغطية مالية كبيرة، في سياقات التواصل مع الاعلام الناطق بالعربية او تأسيس اعلام جديد في اكثر من بلد، خصوصا، خلال السنين الخمسة الاخيرة التي شهدت نشاطا ايرانيا محموما.
 
مراسلون وعيون
 
تسعى إيران بكل الوسائل الى تأسيس مكاتب لمراسلين صحافيين لوسائل الإعلام الإيرانية أو الإيرانية الناطقة بالعربية في عواصم عربية إذ تحاول قنوات عراقية ولبنانية وسورية وغيرها من قنوات تعيين مراسلين لها في عواصم عربية.
 
وترفض اغلب الدول العربية منح هؤلاء اعتماداً كمراسلين تحوطاً من عملهم مع إيران، أو تورطهم من حيث لا يعلمون في تصوير مناسبات كثيرة في بلادهم، وبثها تلفزيونياً لمؤسساتهم التي تتولى نقل هذا الأرشيف لمؤسسات أمنية إيرانية، وبحيث يتحول كل مراسل هنا، من حيث يقصد او لايقصد، الى عين ايرانية توثق بالصوت والصورة والفيديو مايجري في هذه الدول من احداث.
 
ويلاحظ مراقبون ان اغلب المراسلين حتى يبقوا في وظائفهم لابد ان يتبنوا روايات سلبية تخص بلادهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *