الاوضاع الصعبة و المعقدة في العراق وان کانت لأسباب عديدة و متباينة، لکن وکما واضح للعراقيين و المنطقة و العالم جميعا، فإن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الدور و القسط الاکبر و الاوسع في تدهور هذه الاوضاع و وخامتها و وصولها الى المرحلة الحالية التي تنذر للأسف بالعديد من الاحتمالات السلبية.
رئيس البرلمان الايراني، علي لاريجاني، أکد في تصريحات صحفية بأن نظامه يدعم العراق بقوة ضد الارهابيين من أجل تحقيق أمن المنطقة، هذه التصريحات وإن کانت في الظاهر إيجابية و مفيدة و تبعث على الطمأنينة و الراحة، لکن حقيقة و واقع الدور الايراني في العراق هو غير ماقد صرح به لاريجاني، لأن الدور الذي لعبه و يلعبه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق هو دور محوري تدور حوله کافة الامور و القضايا الاخرى و تتأثر به بشکل أو بآخر.
العراق الذي صار بمثابة ساحة و حديقة خلفية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ودفع ويدفع بسبب من ذلك ضريبة باهضة على ذلك، خصوصا وان هذا النظام يقوم بتدخلات واسعة النطاق في العراق و على مختلف الاصعدة، وإن مزاعم محاربة التطرف و الارهاب التي يطلقها بين الفينة و الاخرى قادة و مس?ولون إيرانيون کان آخرهم لاريجاني، هي مزاعم کاذبة تماما و لم تعد تنطلي على أحد، خصوصا وان مخططات هذا النظام التي تستهدف کل من يعارض و يقف بوجه سياسات طهران في العراق حيث إنها بالاضافة الى خلقها أجواء مناسبة للمواجهات الطائفية فإنها تعمل أيضا من أجل إستهداف المعارضين الإيرانيين المقيمين في مخيم ليبرتي، الذي يعاني أيضا من حصار شامل بناءا على توصيات من طهران.
العراق الذي لم يواجه التطرف و الارهاب سابقا کما هو حاله الان بعد أن إستفحل التدخل و النفوذ الايراني في العرااق و تجاوز کل الحدود المألوفة، صار واضحا إن الخطر و التهديد الاکبر القائم ضد أمنه و إستقراره يتمثل بنفوذ و هيمنة طهران وإنه ومن دون إنهاء هذا النفوذ و إجتثاثه من الاساس، فإن التطرف و الارهاب سيبقى مهددا للأمن و الاستقرار في العراق.
الاوضاع في العراق و التي تواجه مرحلة صعبة و معقدة بفعل الدور الايراني، فإن الشعب العراقي عموما و القوى و التيارات الوطنية خصوصا مدعوة لوضع آلية من أجل مواجهة هذا الدور و وضع حد نهائي له.