نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية اليوم تقريرا مفصلا عن كيفية وصول المادة الرئيسية في صناعة أحدث أجهزة القرن الحادي والعشرين والعمود الفقري لمعظم التقنيات الحديثة المستخدمة في صناعة الهواتف الذكية التي غزت العالم.
ويعرض التقرير صورا ومعلومات مفصلة عن الظروف المأساوية التي تحيط باستخراج هذه المواد الضرورية لكل الهواتف الذكية.
قالت الصحيفة بأن آلاف من العمال الكادحين الذين لا تزيد أعمار بعضهم عن 10 سنوات، يعملون حفاة عراة لأكثر من 12 ساعة مغطين بالطين وفي ضروف سلامة عامة معدومة مقابل أقل من 3 دولارات في اليوم، لنتمكن من الحصول على الأجهزة الذكية التي غزت حياتنا من ألفها إلى يائها.
يقول التقرير الذي صور في مناجم “لواو” المدفونة تحت جبال منسية في الكونغو وسط أفريقيا، إن العمال يحفرون في أعماق الجبال ليعثرو على مادة الكولتان الخام ثم يحملونها على ظهورهم في أكياس لتنقل بواسطة سيارات صغيرة لموقع آخر حيث تخضع لعملية فلترة بدائية لفصلها عن الشوائب، في عملية تستخدم منذ قدوم الاستعمار الغربي إلى هذا الجزء من العالم قبل أكثر من قرن من الزمان.
ويضيف التقرير أن هذه المنطقة زودت البشرية فضلا عن مادة الكولتان بمواد أخرى كاليورانيوم الذي ظلت أمريكا تستخرجه منها حتى عام 1960، والقصدير والذهب وغيرها من المعادن الثمينة والنادرة.
واعترفت شركتا أبل وسامسونغ باستخدامهما مادة الكولتان المستخرجة من هذه المناطق وأكدتا على استمرارهما في ذلك، أما بخصوص معاناة العاملين من سكان تلك المنطقة، فاكتفت الشركتان بالشعور بالأسف تجاههم وضرورة احترام حقوقهم الإنسانية وحفظ كرامتهم.
ولا تنتهي رواية الكولتان إلى هذا الحد فقد أشارت الصحيفة إلى الحروب التي عصفت بمعظم بلدان هذا الجزء من القارة، في نزاعات بهدف السيطرة على الأقاليم التي تحتوي على تلك المناجم، لاستخدام عوائدها في التسلح.
قد صنعت هذه المناجم ديكتاتوريات و زعماء لن تنساهم الإنسانية مثل موبوتو، ومازال أمراء الحرب الأفارقة يتنازعون حتى اليوم على تلك المناجم في حروب راح ضحيتها ملايين من الأبرياء.