كشف مصدر بالمقاومة العراقية السنية في تقرير خاص تلقينا نسخة منه عن اسرار سيطرة فيلق القدس التابع للنظام الايراني على قوات الحشد الشعبي التي تم تاسيسها بزعم معاونة الجيش العراقي في الحرب على داعش إلا ان النظام الايراني استخدمها لتصفية الوجود السني في العراق والمعارضين العراقيين الشرفاء المناهضين للتغلغل الايراني في العراق واضاف المصدر ان فيلق القدس قسمالمجاميع الشيعية العراقية إلى قسمين. قسم من هؤلاء المليشيات هي المليشيات التابعة لفيلق القدس حيث كانت نشاطاتهم غير رسمية ولكنهم كانوا متواجدين بجانب القوات الحكومية. وقسم آخر من نفس المليشيات هم ممن تم تشكيلهم بعد حملة للحشد تحت عنوان المتطوعين. لكنهم بسبب عدم انسجامهم تنظيميا بعد مضي فترة انهار المتطوعون وعادوا إلى مدنهم وقسم آخر منهم هربوا من مناطق الاشتباك.
وعندما لاحظ قاسم سليماني بان المتطوعين هم عناصر منهارة وهم يتركون ساحات القتال بسبب عدم انسجامهم التنظيمي فلهذا قام بجلب عدد من القادة المجربين بادارة الافراد من فيلق القدس إلى العراق لينظم هؤلاء المجاميع المتطوعين تحت عنوان الحشد الشعبي. واندمج في المرحلة الاولى هؤلاء المجاميع في مختلف المليشيات منها العصائب وبدر والكتائب وسرايا خراساني ليراقبونهم ويمنعوهم من الإنهيار. بعد تكوّن العناصرالقيادية للحشد الشعبي فرض ابومهدي المهندس الضغط على الحكومة لتأمين الأسلحة والرواتب الشهرية للمتطوعين الذين تحشدوا لمحاربة داعش. كما أكد ابومهدي المهندس ان هؤلاء المتطوعين جاءوا لمحاربة داعش فعلا فلهذا تسليحهم ودفع رواتبهم الشهرية تكون من واجب الحكومة. ويتم نقل هذه الضغوط من قبل مستشار الأمن الوطني فالح الفياض إلى الحكومة عبر القنوات الرسمية.
وقد مرر فيلق القدس خطة بخصوص الحشد الشعبي بعد توفير الأسلحة والرواتب الشهرية لهم لتمريرهم كقوة رسمية للعمل بجانب القوات الحكومية ولتحقيق ذلك خصص رجل دين كقائد معنوي لكل مجموعة من عناصر الحشد الشعبي الذين انخرطوا في مجاميع المليشيات التابعة لفيلق القدس. حيث عين بجانب رجال الدين احد من العناصرالعسكرية للمليشيات التابعة لفيلق القدس والذي عمل لسنوات مع فيلق القدس باعتباره القائد العسكري لهم. وهذا التنظيم يكفل الاحتفاظ باستقلاليتهم كمجموعة من المليشيات من جهة ومن جهة آخرى عند تنصيب قيادة موحدة لعناصر الحشد الشعبي انهم يعملون تحت إشراف مباشر لقاسم سليماني وفيلق القدس. كما حدد لكل مجموعة من الحشد الشعبي قائدا ممن كان يعمل مع فيلق القدس في العراق لسنوات باعتباره منسق شؤون العمليات مع الجيش العراقي. وتم تعيين اولئك القادة العراقيين من قبل فيلق القدس من منطلق حفظ المعلومات وعدم تسريبها حول توقيت ومكان الهجمات. هناك خلافات بين عناصر قيادية لدى مختلف مجاميع المليشيات ولذلك قام قاسم سليماني بتحديد مناطق الاشتباك وحماية هذه المناطق بين المليشيات بشكل توافقي. ورحبت المليشيات هذا الاسلوب لتقسيم المناطق لانه سببت بعدم وقوع خلاف بينهم ويحذر من اي تداخل قيادي عند الاشتباكات وعلى سبيل المثال: كلفت مجموعة من الحشد الشعبي للسيطرة والحماية لقضاء المقدادية والتي لها قيادة مستقلة ونفس الوضعية بخصوص مدينة سامراء والتي تكون بيد مجموعة أخرى من الحشد الشعبي. هذا التقسيم للمناطق تقلص الخلافات بين مختلف قادة مجاميع المليشيات.
تواجد العناصرالقتالية للحرس الثوري الايراني بجانب الحشد الشعبي
قام النظام الايراني في نهاية كانون الثاني 2015 بإدخال 50 ناقلة مدرعة مع طواقمها من فيلق القدس عبر حدود خانقين. كما زود قسم من مقرالفيلق الثاني السابق للعراق إلى فيلق القدس قرب جسر الصدور ويستخدمه كمقر لإسناد المدرعات والمدفعية والوحدات. والغاية من إدخال الناقلات المدرعة واستخدام المدفعية هي تمشيط سائر المناطق في محافظة ديالى ومنها شروين وجسرالصدور وسنسل وكذلك التقدم نحو محافظة صلاح الدين.
كما قام فيلق القدس بإدخال المدفعية له بشكل واسع فى العمليات. وتم تعزيز الحشد الشعبي والمليشيات وقطعات الجيش خلال العمليات من قبل الحرس الثوري الايراني بكتيبتين من المدفعية والدبابات وكانت كتيبة المدفعية للحرس الايراني تؤمن نارالإسناد في جميع الاشتباكات لعناصر الحشد العشبي والمليشيات.
أن نظام الإيراني ولغرض الاستغلال الدعائي من أداء الحشد الشعبي قام بإرسال فرق من المصورين إلى منطقة العمليات بهدف تبريز دور الحشد الشعبي لاستعادة المناطق من داعش.
ممارسات الحشد الشعبي ضد المواطنين
قامت العناصر للحشد الشعبي والمليشيات في نهاية كانون الثاني 2015 بتوزيع منشورات ليلية تحتوي تهديدات على البيوت والمناطق ذات المكون السني مثل حي الضباط في المقدادية والغاية منها خلق أجواء الرعب والتخويف. وخلال تلك المنشورات وجهوا تهديدا إلى اهل السنة “بالترحيل من هذه المنطقة باسرع ما يمكن واخلاء المنطقة فوراً. وفي حالة عدم الاهتمام بهذه التحذيرات ستتحطم بيوتكم على رؤوسكم وسنحولها إلى قبوركم.“
ولتنفيذ خطة لمنع المواطنين من العودة إلى منازلهم قامت عناصر الحشد الشعبي بمساندة المليشيات التابعة لفيلق القدس بتفجيربيوت المواطنين فى قرى قرب مدينة سامراء وضواحي قضاء بلد حتى لايتمكن المواطنون من العودة إلى بيوتهم. وقام الحشد الشعبي في نهاية كانون الثاني 2015 بتفجير وحرق بيوت المواطنين في ناحيتي يثرب واسحاقي التابعتين لقضاء بلد في محافظة صلاح الدين وهذا كان في وقت كان السكان قد تركوا منازلهم منذ فترة وكان ينوون العودة إلى بيوتهم.
بسبب تواجد المرقدين الامامين العسكريين عمد نظام الإيراني منذ فترة الى التركيز للتهجيرالقسري للأسر واصحاب المحلات المحيطة باطراف المراقد الائمة في سامراء. وبهدف فرض المضايقات على اصحاب المحلات في اطراف المراقد والتي تتكون غالبيتهم من اهل السنة تسرق المليشيات والحشد الشعبي اموال المحلات وتجري ذلك كل الليلة على احد المحلات في اطراف المراقد كما تم تهديد سكان البيوت في اطراف المراقد إما يتركون منازلهم اوسيلقى القبض عليهم بحجة التعاون مع داعش. كما اعتقل عدة اعضاء الأسر القاطنين اطراف المراقد من قبل المليشيات فضلا عن انهم سرقوا عددا من السيارات المتعلقة بنفس السكان من منازلهم. وهددت الميليشيات بشكل علني اهل السنة القاطنين في اطراف مرقدي الامامين العسكريين بأنه لو لا يغادرون سامراء فلن نتحمل مسؤولية تجاه قتلهم.
دورهادي العامري في تصعيد خسائربشرية لعناصرالحشدالشعبي في ديالى
قتل عدد كبيرمن عناصرالحشد الشعبي والمليشيات التابعة لفيلق القدس الايراني جراء هجماتهم الاخيرة في شمال قضاء المقدادية. بدأت عمليات في شمال المقدادية أواسط كانون الثاني 2015 وقام فيلق القدس الايراني باستقرار كتيبة المدفعية له في مقرالفيلق الثاني السابق للعراق لتمريرخطة هجوم لهادي العامري.
قبل فترة زمنية لبدء الهجوم أكد قادة عسكريون في المنطقة بان العشائر المتواجدين في المنطقة لم تخض في الحرب ومن جانب آخر أعلنت عناصر داعش استعدادهم للخروج عن المنطقة فلذلك لاحاجة لهذا الهجوم ولم يوافقوا بذلك ولكن قائد المليشيات هادي العامري الذي كان وراء تنفيذ هذا الهجوم رفض ذلك.
أوضح هادي العامري قبل الهجوم إلحاحه لتنفيذ العمليات وقال: قدمنا عديدا من القتلى في ديالى والضلوعية وسائر مناطق محافظة صلاح الدين رغم ان العشائر اعلنوا استعدادهم لمغادرة المنطقة ولكن يمرطريقنا للتقدم عبر أشلائهم ودمار بيوتهم المحروقة وعلينا ان ننفذ هذه العمليات مهما كلف الثمن.
يبحث هادي العامري في هذا الهجوم عن العمل الذي له استهلاك دعايي. وكان ينوي ان يظهر بان المليشيات والحشد الشعبي لديهما الدورالرئيسي لتحرير المناطق عن داعش بينما قطعات الجيش والقوات الحكومية لديهما الدور الثانوي.
جرح في هذه الاثناء اثنان من عناصر وعملاء فيلق القدس وهما الشيخ جبارالمعموري وماهرجبار اللذان كانا يعملان كمراسل للحشد الشعبي للاذاعة والتلفزيون الايراني في المنصورية بديالى.
أصدر هادي العامري أمرا بالهجوم وفي اللحظات الاولى من الاشتباك في احدى المناطق قتل60شخصا من الحشد الشعبي والمليشيات التابعة لمجاميع العصائب وبدر وجرح عشرات منهم. كانت اغلبية القتلى من أهالي الكاظمية وبغداد وكانوا قد ارسلوا إلى هذه المنطقة قبل أيام من الاشتباك. كما تكبدت سائر المناطق بخسائر بشرية جسيمة جدا وكانت تضاف كل ساعة على أعداد الخسائر وسقط كل هؤلاء القتلى في الساعات الاولى من الاشتباك.
تم نقل جثث القتلى في كميات50-40جثة إلى الطب العدلي ببغداد ولكن لكون زيادة الجثث في الطب العدلي في بغداد اي أكثرمن سعته فتم نقل الجثث إلى الكاظمية مرة ثانية.
وكان عدد الجرحى في الساعات الاولى من الهجوم كبيرا جدا حيث تم نقلهم مباشرة إلى بغداد كما في الوقت الحاضر مستشفيات الكاظمية مليئة بالجرحى من المليشيات وعناصر الحشد الشعبي.
سقط اغلبية القتلى نتيجة تفجيرالالغام والعبوات الناسفة لان هادي العامري أراد تنفيذ العمليات باسرع ما يمكن في هذه المنطقة فلهذا لم تتوفر فرصة لمفارز الهندسة ازالة الألغام المزروعة في طريق تقدم عناصر الحشد الشعبي والمليشيات.
رغم مضي عدة ايام من بدء العمليات مازال عدد الخسائر لدى المليشيات والحشد الشعبي كبيرا جدا. كما قتل يوم الاحد 24يناير2015 احد من كبار قادة ميليشيات بدر المدعو «ابوزهراء العلياوي» جراء الاشتباكات في المقدادية.
أدى سقوط عدد كبير من الخسائر البشرية إلى احباط معنويات المليشيات والحشد الشعبي. كما قتل أكثرمن 100عنصر من الحشد الشعبي والمليشيات وجرح مئات منهم جراء الاشتباكات يوم الاربعاء27 يناير2015. أعلنت بعض المصادر فى المستشفيات انها استلمت قرابة 100جثة وعشرات الجرحى من المليشيات جراء الاشتباكات في شمال المقدادية وكان بين الجرحى عدد من اعضاء فيلق القدس وحالتهم خطرة.
بسبب كثرة الخسائر البشرية في الساعات الاولى في ساحة طرح كثير من قادة المليشيات بان خطة هادي العامري لم تكن متكاملة من جميع الجوانب بل كانت ناجمة عن حقده الفردي وكان ينوي ان يحصر ويجمع كل عناصر القوة المقابله في منطقة صغيره خلال يوم او يومين ويقتلهم جميعا بحيث لا ينجو احد منهم من منطقة الاشتباك ولكن الخطة حصلت على ارض الواقع معكوسة بحيث سقط في اللحظات الاولى من الهجوم عدد كبير من القتلى والجرحى من عناصر الحشد الشعبي والمليشيات.
في اليومن الأولين تم انتشال أكثر من 160جثة من الميليشيات والحشد الشعبي من مختلف مناطق الاشتباك. كما يبحث المليشيات في سائر المناطق عن الجثث المتبقية ليقوم بجمعها.
يحاول هادي العامري وباقي العناصر المعنية للمليشيات والحشد الشعبي التكتم على حجم الخسائر والتأثير الاجتماعي السلبي واحباط معنويات سائرو المليشيات وعناصر الحشد الشعبي .