تفاعلت قضية الاعلامية اللبنانية ديما صادق في الأوساط السياسية والقضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد الجرأة التي أبدتها في طرح أسئلة أحرجت حزب الله اللبناني الذي تنازل عن “وقاره” المزعوم ليفتح النيران على إعلامية.
واتهمت قوى 14 آذار اللبنانية الحزب بترهيب الإعلام وكم أفواه الأحرار في لبنان من خلال تحريك شكوى ضد إعلامية حرصت دائما أن تكون ملتزمة بقواعد الحياد المهني.
وطالبت هذه القوى في بيانها من وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج ووزير العدل اللبناني أشرف ريفي، وقف مسألة استدعاء صادق، لوضع حد لمحاولات الحزب في التأثير سلبا على الحياة العامة.
وكانت الإعلامية ديما صادق أعلنت في صفحتها على الفيسبوك أن المباحث الجنائية اللبنانية طلبت استدعاءها إثر الإدعاء عليها من قبل “حزب الله” بتهمة القدح والذم لطرحها أسئلة في برنامجها بقناة “إل بي سي” على المحلل السياسي فيصل عبد الستار، أحد المؤيدين لحزب الله، حول المخدرات في مناطق نفوذ الحزب.
وأوضحت صادق “كان لافتاً جداً أن الاستدعاء جاء من قبل المباحث الجنائية لا محكمة المطبوعات، التي هي الوجهة الطبيعية لأي شكوى بالقدح والذم، مضيفة أن ما لفت انتباهها، كذلك، هو “اعتبار “طرح الأسئلة” جرم، في سابقة نادرة.
ومن المنتظر أن تمثل صادق الأربعاء المقبل أمام المحكمة للاستماع إلى إفادتها.
وفي التفاصيل، أن ديما تطرقت في برنامجها الصباحي الذي استضافت فيه عبد الساتر، إلى ملف الكبتاغون، معددة مجموعة من المناطق التي تنشط فيها صناعة وتهريب الكبتاغون، مشيرة إلى أن معظمها تحت سيطرة حزب الله.
وحين قال الضيف إن حزب الله لا يغطي أيا من المتورطين في ملف الكبتاغون، ذكرت صادق ضيفها بأنه في سنة 2013 أعلنت القوى الأمنية أنها كشفت تورط شخص ما من بيت الموسوي في هذا الملف، وهو من المقربين عائلياً من نائب عن حزب الله (شقيق النائب عن حزب الله حسين الموسوي)، متسائلة أين أصبح هذا الملف، ولماذا لم يقدم هذا المتورط إلى القضاء.
وتابعت قائلة إن عدم تسليم هذا الشخص من قبل النائب يعني بشكل غير مباشر تغطية المتورط.
وتقول مصادر على صلة بتطورات هذا الموضوع، إن حزب الله بدعواه هذه يكون قد وجه ضربة قوية لنفسه، لاسيما أن المجتمع اللبناني عامة يؤمن بحرية التعبير، فهي الفسحة المضيئة، التي قد تكون الوحيدة، المتبقية في لبنان الغارق في مشاكل كثيرة.
وتضيف المصادر بسخرية أن الحزب المنهمك بقضايا كبرى والمتمسك بشعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وجد الوقت الكافي لملاحقة إعلامية لمجرد أنها طرحت أسئلة لم تلق هوى لدى الحزب الذي يتحدى إسرائيل ويحارب في سوريا دفاعا عن الأسد.