شدد المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، على أهمية أن تستعيد مصر مكانتها، وقال «لا توجد دولة يمكن أن تقف مكان مصر في المنطقة، فمصر لها مميزات خاصة غير موجودة لدى الدول العربية الأخرى، فتعداد سكانها 90 مليوناً، وموقعها التاريخي والجغرافي مهم جداً»، مشيداً بالموقفين الإماراتي والسعودي المشرفين الداعمين لاستقرار مصر وتمكينها من العودة لدورها الرائد على مستوى المنطقة.
وأضاف في الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني من منتدى الاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، أن دور مصر في عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك، كان شبه غائب، وغيابه يمثل خسارة كبيرة، ولهذا تتمنى كل الدول العربية لمصر أن تتعافى حتى تعود لمكانها الطبيعي.
وتفصيلاً، أشاد الإبراهيمي بالموقفين الإماراتي والسعودي الداعمين لاستقرار مصر وتمكينها من العودة لدورها الرائد على مستوى المنطقة، قائلاً «مصر تستحق المساعدة وتكاتف الجميع لدعمها، وكل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على المواقف المشرفة من دعم الجهود المصرية للعودة إلى الساحة العربية ودورها الإقليمي الحيوي، وهنا يجب التنويه أيضاً بأن المساعدات العربية لمصر لا يمكن أن تكون بديلاً لإمكاناتها الذاتية التي يجب أن تعمل القيادة المصرية على تنميتها بأسرع وقت ممكن، في سبيل استعادة دورها ومكانتها».
وكشف أن الولايات المتحدة الأميركية فشلت في كل الغزوات التي قامت بها، خصوصاً غزو العراق، حيث خسرت الميزانية الأميركية آلاف المليارات من الدولارات، وقال «هذا ليس دفاعاً عن صدام ونظامه، لأن طريقة الاحتلال الأميركي للعراق خلقت المشكلات وأدت إلى نشوب حرب أهلية في العراق».
وأشار إلى أن عدم التوصل إلى حل الأزمة سورية، بعد مرور سنوات على نشوبها، يعود بشكل أساسي إلى الخلافات الدولية التي تعطل كل الجهود المبذولة لجمع أطراف النزاع على طاولة الحوار، ودفعها نحو التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب السوري، مؤكداً أن «الأزمة السورية تدور في حلقة مفرغة، ولا يمكن أن يكون الحل عسكرياً، لقد رأينا أن نتائج التدخل العسكري كانت عكسية ولم تسهم إلا في المزيد من الخراب، تسببت في زيادة المعاناة للشعوب، كما هي الحال في تجربة التدخل العسكري في العراق».
وشدد على ضرورة نبذ الخلافات بين الدول الفاعلة في المنطقة بما يساعد على التوصل إلى صيغ مناسبة للحوار والتفاهم وتعزيز قدرتها في حل القضايا المعلقة، متسائلاً عن جدوى أي جهود دولية أو إقليمية إذا لم تكن منسجمة وموحدة في الرؤية والنيات.
أما عن التحديات التي تواجه عملية الاتصال بين الحكومات والجمهور على الصعيدين العالمي والعربي، في ظل الأحداث المتتالية والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم اليوم، فلفت الإبراهيمي إلى أن التحدي الأكبر يتجسد في تنمية القدرات والوسائل التي تتيح للحكومات والمؤسسات الإعلامية التعاطي مع المستجدات.