أشارت دراسة أمريكية أعدها ديفيد أولبرايت، مؤسس ومدير “المعهد الأمريكي لدراسات الأمن القومي”، إلى أن الترسانة النووية الإسرائيلية تحتوي على 115 رأساً حربية نووية، معتمداً على بيانات إحصائية وبحوث سابقة، تؤكد أن إسرائيل أنتجت في مفاعل “ديمونا” بصحراء النقب، بين 400 إلى 915 كيلوغراماً من المواد الإنشطارية، محدداً أن كل رأس حربية نووية تحتوي على 3 إلى 5 كيلوغرامات من البلوتونيوم.
وتتبع إسرائيل سياسات الغموض النووي، ولا تخضع مفاعلها في “ديمونا” للرقابة الدولية، لكن الدراسة الجديدة التي صدرت عن المعهد الذي يقع مقره في واشنطن، إلى أن الحسابات العلمية بناء على المعطيات التي وردت في الدراسات السابقة، تؤكد أن لدى إسرائيل 115 رأساً نووية.
وتشير الدراسة إلى أنه منذ (يناير/ كانون الأول) من العام 1963 حين بدأ إنتاج البلوتونيوم في مفاعل “ديمون”، نجحت إسرائيل في إمتلاك 400 إلى 914 كيلوغراماً من المواد الإنشطارية، وأن إنتاج البلوتونيوم يتيح لإسرائيل إنتاج 90 إلى 290 قنبلة نووية، لكن مُعد الدراسة يرى أن إسرائيل إكتفت بإنتاج 115 رأسها حربية نووية فقط، أي أقل بنسبة 30% من قدرتها الفعلية على إنتاج تلك الرؤس، مقارنة بكمية البلوتونيوم التي أنتجتها.
ويعتد أولبرايت أن إسرائيل توصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا جدوى من إنتاج المزيد من البلوتونيوم، لافتاً إلى أن الكثير من الخبراء رفعوا سقف التقديرات بشأن قدرة إسرائيل على إنتاج السلاح النووي، لكنه واعتماداً على حوار كان أجراه مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، يؤكد أن إنتاج البلوتونيوم أصعب مما يتخليه البعض.
وتذهب الدراسة التي اعتمدت على غالبية الدراسات الجادة السابقة التي تناولت الملف النووي الإسرائيلي، إلى أن إسرائيل طورت صواريخ باليستية يمكنها حمل الروؤس النووية المشار إليها، كما أن مقاتلات تملكها قادرة على حمل السلاح النووي، مضيفة أن هناك إحتمال أن لدى إسرائيل أيضاً قدرات على إطلاق الصواريخ التي تحمل الرؤسة الحربية النووية من الغواصات.
واستعان أولبرايت بمعلومات كان جاسوس الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو قد كشف النقاب عنها قبل سنوات طويلة، حين سلمها عام 1986 لصحفي يعمل بصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، بشأن قرية الأبحاث النووية في ديمونا والكثير من الصور التي كان الحصول عليها في غاية الصعوبة.
واختطف جهاز الموساد الإسرائيلي فعنونو ونقله إلى إسرائيل، وحكم عليه عام 1988 بالسجن بتهمة الخيانة والتجسس لمدة 18 عاماً، قبل أن يطلق سراحه عام 2004 مع تقييد حركته واتصالته بشكل تام حتى اليوم.
وكان تقرير صادر عن “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” في (يونيو/ حزيران) الماضي، قد أشار إلى أن لدى إسرائيل 80 رأساً نووية على الأقل، وأنها أجرت تجارب على صواريخ باليستية بعيدة المدى، ولكن بعض المراقبين أكدوا أن تلك الأرقام ربما تعتمد على ما تنشره وسائل الإعلام وليس على معلومات رسمية.
وأعلنت مصادر إسرائيلية للمرة الأولى في (يونيو/ حزيران) الماضي أنها تحتفظ بحقها في الرد على المفاوضات بين إيران والغرب، والتي تكللت بعد ذلك باتفاق فيينا النووي في (يوليو/ تموز) الماضي، لافتة إلى أن من بين خياراتها خلق سياسات ردع قوية تشمل الردع التقليدي أو وقف العمل بسياسات الغموض النووي التي تتبعها إسرائيل.