لقيت وثيقة جديدة عن النساء أصدرها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) يدعي فيها وضع قواعد لدور وحياة المرأة في الإسلام، رفض علماء الدين والمواطنين المصريين.
مقالات ذات صلة
علماء دين مصريون يرفضون فتاوى داعش ويعتبرونها منافية للإسلام
الحياة تحت خلافة داعش: عراقيات يعبّرن عن سخطهن من ’جهاد النكاح‘
جدل في مصر بشأن مبادرة حريات وحقوق المرأة
وثيقة داعش صدرت الشهر الماضي عن كتائب الخنساء وهو الجناح النسائي لداعش في سوريا. والوثيقة التي حملت عنوان “المرأة في الدولة الإسلامية: بيان ودراسة حالة” وصدرت باللغة العربية في حوالي 10 آلاف كلمة، ترجمها إلى اللغة الإنكليزية وحللها شارلي وينتر، الباحث حول الجهادية في سوريا والعراق في مؤسسة كويليام البريطانية لمكافحة التطرف.
وتعتبر الوثيقة، التي تشدد على دور النساء كزوجات وأمهات وربات منزل، أن “السن الشرعي” لزواج الفتيات هو تسع سنوات وينتهي حين تبلغ الـ17.
وتنص على أن: “الوظيفة الأساسية للمرأة هي أن تبقى في المنزل مع زوجها وأطفالها فقد تغادر المنزل لخدمة المجتمع في ظروف استثنائية، كالجهاد في حال عدم وجود الرجال، أو لدراسة الدين”.
وتدعي الوثيقة بأنه يمكن للمرأة أن تتعلم ولكن ضمن حدود حيث تتركز المناهج الدراسية التي تتلقنها حول الدراسات الإسلامية والقرآن الكريم واللغة العربية، وتعلم الطهي والخياطة وغيرها من الأساسيات التي تؤهلها لتكون زوجة وأما، كما أن تحركات المرأة تكون في أضيق الحدود وغير مقبول سفرها لأي سبب، فـ “مهما فعلت لن تستطيع إثبات أنها أكثر ذكاء ومهارة من الرجل” وفقا للوثيقة.
وتابعت الوثيقة قائلة “إن النساء اللواتي يخرجن للعمل يتبنين أفكارًا فاسدة ومعتقدات غير صحيحة بدلًا من الدين”، وأن النموذج المفضل “من قبل الكفار” قد فشل في اللحظة التي تحررت فيها النساء.
وأكدت أن داعش ترفض أن ينشغل المجتمع الإسلامي “بمحاولة الكشف عن أسرار الطبيعة والوصول إلى قمة الرقي المعماري. وبدلا من ذلك ينبغي عليه أن يركز على تطبيق الشريعة الإسلامية ونشر الإسلام”.
الوثيقة ’لا تمت للإسلام بصلة‘
الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الديار المصرية قال إن قيادات داعش ومؤيديها “يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة”.
وأضاف أن جميع هذه الانتهاكات والخروقات الهمجية التي ترتكبها داعش بحق المرأة “لا تمت لأي دين بصلة، وهي استغلال للمرأة باسم الإسلام، حيث كانت هذه الأفعال والانتهاكات الهمجية موجودة قبل وجود الإسلام، وجاء الإسلام وحرَّمها”.
وتابع أن “هذه الجماعات التكفيرية تعمل على مبدأ إلغاء الآخر المختلف في الرأي والدين والجنس؛ مما يؤكد أن هذه التنظيمات بعيدة عن تعاليم الإسلام ومبادئه التي جاءت إنصافا للمرأة”.
نجم أكد أيضا أن داعش توسعت في استغلال المرأة حيث أنها تعتبر النساء عنصرا مهما في جذب مزيد من الأعداد المنضوية تحت لواء التنظيم، كما أنها حوّلت النساء إلى “سبايا وعبيد جنس يتم بيعهن لمن يدفع أكثر”.
أما الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية عضو هيئة كبار علماء الأزهر، فقال إن الإسلام يتبرأ من أفكار التنظيمات التكفيرية مثل داعش، مضيفا أن ما جاء في الوثيقة يتناقض مع الإسلام تماما.
وضرب مثالا على العمل قائلا إن “الشريعة تبيح عمل المرأة في إطار القواعد المنظمة له من ضوابط لأخلاق المهنة التي تعمل بها وعدم تعارضها مع نصوص الشريعة”.
وأشار إلي أن عمل المرأة هدفه تخفيف أعباء المعيشة على أفراد أسرتها وأن الأصل في الخطاب القرآني هو أن المرأة شريكة الرجل ولديها التزامات عائلية وواجبات أسرية.
من جانبها، قالت الدكتور آمنة نصير أستاذة الفلسفة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن داعش “تزوّر وتحرّف الدين”. وأردفت أن “الإسلام يحترم المرأة ويحفظ دورها في بناء المجتمع وتعمير البلاد”، حيث إن الرسول آخر ما وصّى به الرجال في خطبة الوداع كان الاهتمام بالمرأة والحفاظ على حقوقها.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي، فإن أفكار داعش لن تجد الداعمين لها بين الرأي العام المصري، حيث كشف الاستطلاع أن 81 في المائة من المصريين يرفضون الفكر المتطرف للتنظيمات الإرهابية، فيما أبدى نحو 75 في المائة قلقهم من أن تؤثر الأفكار المتطرفة على الأمن الإقليمي.