اشتعلت الأوساط السياسية اللبنانية غضباً واستنكاراً للقرار الروسي المفاجئ بإجراء مناورات جوية فوق المياه الإقليمية اللبناينة، والطلب من لبنان بتحويل مسارات الملاحة الجوية لحين انتهاء المناورات بانتهاء يوم الأحد المقبل.
وأثار القرار الروسي، بحسب مراقبين، حالة من الاستياء بسبب الأسلوب الذي تم التعامل فيه مع لبنان وتلقى من خلاله البلاغ بشأن المناورات، والذي وصل لدرجة إرسال الأمر للبنان من بارجة بحرية تابعة للأسطول الروسي في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط، دون استشارة البلد صاحب السيادة مسبقاً، وكأن الروس يفرضون حصاراً جوياً على البلاد، على حد قولهم.
وهاجم عدد من الساسة اللبنانون عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة اللبنانية، لعجزها عن اتخاذ قرار يحافظ على سيادتها.
وأكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر أن لبنان يرفض في المبدأ هذا الأمر، لكن إذا أصر الروس على هذه المناورات واستخدام الخطوط التي أبلغونا عنها، فإن الأمر سيعرقل حركة الطيران، وقد نختار خطوطاً أخرى ونجري اتصالات لمعالجة الموضوع، وفقاً للحياة.
وقال الوزير إن الاتصالات تكثفت ليلاً بحثاً عن حلول، لافتاً إلى أن هناك توجهاً لاستدعاء السفير الروسي لإبلاغه استياء لبنان مما حصل، وشملت الاتصالات السياسية زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النيابي وليد جنبلاط.
من جهته، اعتبر النائب الدرزي وليد جنبلاط أن الطلب الروسي كان بمثابة أمر للبنان، ولم يكن لديه خيار الرفض أو القبول، حيث قال في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: (وفق اخر اخبار الطيران المدني اللبناني ،فان الروس أبلغونا اقفال أجوائنا ثلالتةً ايام لا اكثر ولا اقل).
وأَضاف في تغريدة أخرى: (وهذا أتى بمثابة امر .فهل الوزير باسيل على علم بهاذا الامر ام لا .يا لها من زبارة ناجحة لموسكو) وكتب متهكماً: (لا شك ان زيارة موسكو مثمرة وناجحة، و بهاذه الطريقة عاش الاستقلال .يا حياالله على الرجال).
واستنكر جنبلاط مساس الآخرين بالسيادة اللبنانية قائلاً في تغريدة بهذا الخصوص: (لا نريد ان نصبح حيّا من موسكو وهناك الحد الأدنى من احترام السيادة اللبنانية).
من جهتها، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تعليق رحلاتها المقررة من وإلى بيروت، اليوم السبت وعداً الأحد، كإجراء أمني احترازي، بحسب بيان للشركة.
وقالت الشركة في بيانها إن هذا القرار يأتي حفاظاً على سلامة ركابها بناء على معلومات أمنية بوجود حظر على بعض المسارات الجوية المؤدية إلى محطة بيروت، هذا وسيكون هذا التوقيف موقتاً وخاضعاً للتقويم اليومي والذي على ضوئه سيتحدد استمرار التوقيف أو إعادة التشغيل، وفقاً للنهار.