العلامة الحسيني حزب الله عنصر تهديد للأمن القومي العربي

 بعد إعلان السعودية عن تصنيف أسماء لقياديين ومسؤولين من “حزب الله” على لائحة الإرهاب، على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لمصلحة الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى كيانات تعمل كأذرع استثمارية لأنشطته، ما هي أبعاد هذا الإعلان، وهل هي محاولة للضغط على المجتمع الدولي لتنصيف الحزب على لوائح الإرهاب؟
راى الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني، بأن “السبب الرئيسي لاتخاذ السعودية مثل هذا الإجراء بحق الحزب، هو أنه يتبع لنظام ولاية الفقيه في إيران، فهو يشكل عنصر تهديد وخطر حقيقي على الأمن القومي العربي”.
وأكد أن تصنيف أسماء لقياديين ومسؤولين من “حزب الله” على لائحة الإرهاب، على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لمصلحة الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، “خطوة عملية صائبة بالاتجاه الصحيح؛ ذلك أن حزب الله وغيره من الكيانات والأحزاب والمليشيات التي تتفاخر بتبعيتها لإيران، تعمل بمنتهى الوضوح ومن دون مواربة من أجل الأهداف والغايات والمصالح الإيرانية، وتتسارع فيما بينها من أجل تنفيذ الأجندة الإيرانية عن طيب خاطر”.
واعتبر القرار السعودي “بمثابة عملية لفت نظر واضحة للمجتمع الدولي وهو يخوض حرباً ضد الإرهاب، بأن ينتبه لتلك الأحزاب التي بين ظهرانينا، وتعمل بسياق يصب في اتجاه خدمة التطرف والإرهاب”.
– أبعاد القرار السعودي
وحول أبعاد هذه الخطوة من السعودية، وهل هي تدخل ضمن ما يسمى بالحرب الباردة بين المحور السعودي من جهة، والمحور الإيراني من جهة أخرى، يؤكد الحسيني لـ”الخليج أونلاين”، بأنّ “السعودية قد حملت على عاتقها مواجهة التوسع والتمدد الأفقي للنفوذ الإيراني قبل هذه الخطوة”.
وأوضح أن السعودية “كان لها دائماً موقف خاص من التحركات والنشاطات الإيرانية المشبوهة، وفي الوقت نفسه تتمتع بسياسة رزينة وحلم من قبل القادة السعوديين، فهي دائماً تصبر وتسعى لمعالجة الأمر بطرق متباينة تحول دون المواجهة، إذ إن السعودية لا ترغب بإراقة أية قطرة دم عربية أو إسلامية سدى”.
 
وشدد الحسيني على “أن الصبر السعودي نفد، ولم يعد بإمكان المملكة تحمل المزيد، خصوصاً أن هناك مساعٍ إيرانية مشبوهة لاستغلال نتائج وآثار وتداعيات هجمات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في باريس، ومحاولة تصنيف الإرهاب على أنه إرهاب منحصر بداعش والإسلام السني”.
وأكد على أن “السعودية بخطوتها الصحيحة تجذب الأنظار الدولية إلى حقيقة أن الإرهاب لا يمكن حصره بداعش والإسلام السني، وإنما هو أکبر وأوسع من ذلك، خاصة عندما تجري محاولات لتلميع الإرهاب التابع لإيران، والسعي من أجل عبوره إلى الضفة الأخرى آمناً”.
وعن أثر هذه الخطوة وتأثيرها على العلاقات السعودية الروسية، يرى الحسيني بأنه “من المؤكد سيكون هناك تصعيد، وهو أمر يجب أن نأخذه بالحسبان، لا سيما أن طهران تعتبر أذرعها جزءاً لا يتجزأ منها، وتعتبر المس بها تجاوزاً لخطوطها الحمراء المزعومة”، لكن وبحسب الحسيني “لن يكون لهذا الإجراء أي تأثير على المصالح السعودية الروسية التي هي فوق هذه المسألة، فالسياسة الروسية لا تنساق وتنحاز للسياسة الإيرانية، التي تعتمد على مخططات مشبوهة وأنماط إرهابية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *