انتهت اللجنة المُشكلة للتحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء من 80% من عملها، خلال الفترة الماضية، حيث توصلت إلى معلومات وأدلة جديدة ستكشف عنها خلال الفترة المقبلة.
وقالت مصادر رفيعة المستوى من داحل لجنة التحقيقات إن فريق العمل انتهى من حوالي 80% من عمله، بشأن ملابسات الحادث من كافة جوانبه الفنية والأمنية، لافتًا إلى أن اللجنة تعمل حاليًا على مطابقة الاستنتاجات الفنية التي توصلت إليها مع المعلومات الأمنية والمخابراتية التي تلقتها اللجنة من الجهات الاستخباراتية المتعاونة.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة عقدت خلال اليومين الماضيين اجتماعًا هامًا مع أطراف استخباراتية رفيعة المستوى من الدول المتعاونة في التحقيقات في الحادث، لاستعراض نتائج أولية وتبادل المعلومات الأمنية والمخابراتية بشأن تفاصيل الحادث.
وقال مصدر داخل اللجنة إن التحقيقات توصلت إلى أدلة جديدة لم تعلن من قبل تمثل “أهمية بالغة في سير التحقيقات”، لافتًا إلى أن اللجنة تعمل حاليًا على مقارنة تلك المعلومات مع الجوانب الفنية للحادث.
وأشار إلى أن اللجنة لا تعمل من منظور سياسي، بالإضافة إلى أنها لم تتلقَ أي إملاءات سياسية من أي طرف سواء مصري أو أجنبي، منوهًا بأن عمل اللجنة ينقسم إلى شقين الأول فني والثاني وأمني للتوصل إلى الحقيقة المجردة وراء سقوط الطائرة.
وتابع المصدر: “إن كانت اللجنة تعمل من مصر البلد الذي يمثل مسرح الحادث، فإن السلطات المصرية تتعاون مع اللجنة بإمدادها بالمعلومات دون أي تدخل في عملها سواء سياسيًا أو فنيًا”، مستدركًا: “غير أن المخابرات المصرية تمثل المصدر الأول والأهم في الجانب الاستخباراتي الذي تعمل عليه اللجنة من أجل الحصول على معلومات مجردة”.
وقال إن اللجنة لم تتجاهل الاستنتاجات التي توصلت إليها دول غربية بشأن الحادث، قائلاً: “كل الاحتمالات مطروحة ومتوقعة أمام اللجنة لكنها لن تعلن عن أي نتيجة قبل انتهاء عمل اللجنة وصياغة نتيجة مشفوعة بالأدلة، لكنّي أستطيع القول فقط إن أدلة جديدة و(غير متوقعة) قد توصلت إليها اللجنة وستعلنها في حينها”.
وكشف مصدر آخر أن مسؤولاً أمنيًا روسيًا رفيع المستوى زار القاهرة مؤخرًا وأمدها بمعلومات توصلت إليها السلطات الروسية بشأن الحادث، لافتًا إلى أن التعاون بين القاهرة وموسكو يسير بشكل جيد في إطار الحادث.
وأشار المصدر إلى أن التعاون بين الدول المؤثرة والمتأثرة بالحادث يسير وفق إطارين؛ الأول يتمثل في عمل لجنة التحقيقات باستقلالية تامة، والثاني يتمثل في التعاون مع السلطات الحكومية المصرية.
ويذكر أن لجنة خماسية، قالت مصر إن عملها قد تستغرق شهورًا، تجري تحقيقات بشأن حادث الطائرة وتضم الفريق المصري المسؤول عن التحقيق بالحادث، وخبراء روس، وخبراء من فرنسا وألمانيا (يمثلان الشركة المصنعة للطائرة إيرباص 321)، وخبراء أيرلنديين كون الطائرة مسجلة في أيرلندا.
واتخذت السلطات الروسية عدة قرارات تدريجية منذ تحطم الطائرة بدأت بقرار موسكو إجلاء السياح الروس من شرم الشيخ المصرية، ثم قرار حظر الطيران المصري على أراضيها، قبل الإعلان الأسبوع قبل الماضي أن “قنبلة” كانت السبب في سقوط الطائرة المنكوبة.