تحديات واستحقاقات تنتظر المعارضة السورية في الرياض

 تنتظر أغلبية المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، التي ستجتمع، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، في الرياض، استحقاقات ومهاماً صعبة.
وإن كان الهدف من اجتماعات الرياض، التي تستمر على مدي يومين قابلين للتمديد، هو التوصل إلى رؤية مشتركة، وتشكيل وفد تفاوضي، فإن ذلك يفرض توحيد الرؤى، والأجندات، والابتعاد على “الشخصنات” والتجاذبات، إلا أن غياب المكون الكردي في المؤتمر خلق إشكالية كبيرة بين الطرفين العربي والكردي، حيث لم تتم دعوة الأطراف الكردية الفاعلة في البلاد.
ويرى مراقبون، ومهتمون بالشأن السوري، أن التحديات لا تنحصر في الخروج برؤية موحدة لمستقبل سوريا، وهي ليست عملية سهلة، بل تمتد إلى قبول المعارضة المسار الذي وضعته “مجموعة العمل الدولية حول سوريا”، في اجتماعي فيينا.
ولعل النظر في عقدة الأسد، هي أبرز ما يواجه المعارضة السورية، في ظل عدم وضوع مسار فيينا في التعامل معها، حيث ترفض كل من روسيا وإيران رحيل الأسد في المرحلة الانتقالية، أو حتى ما بعدها، في حين أن الغرب بدأ يلين موقفها مؤخراً حيال هذه العقدة، وراح المسؤولون الأمريكيون والفرنسيون والألمان، وسواهم، يطلقون تصريحات بإمكانية التعامل مع الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وإمكانية إشراك جيشه في الحرب على تنظيم “داعش”.
وبخصوص الاستحقاقات والتحديات، قال أحمد عوض، رئيس الكتلة الديمقراطية في الائتلاف السوري المعارض، وأحد المدعوين لحضور مؤتمر الرياض، إن “مؤتمر الرياض، سيكون مفصلياً، وأمامنا تحديات عديدة، يمكن التغلب عليها، إذا وضعنا مصلحة الشعب السوري وثورة فوق كل الاعتبارات”.
وأضاف في حديث لشبكة إرم الإخبارية، اليوم الثلاثاء، أن “هناك تفاهمات بين الائتلاف وفصائل الجيش الحر، وجرت بينه وبين هيئة التنسيق الوطني عدة لقاءات في القاهرة وباريس وبروكسل، وكذلك أجرينا لقاءات مع تيار بناء الدولة، وكلها تؤكد أن التصور العام لسوريا المستقبل، هي سوريا مدنية وديمقراطية وتعددية، وأن لا دور للأسد في مستقبل سوريا، ولا في المرحلة الانتقالية”.
ويلاحظ مراقبون، أن اتساع قائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر الرياض، هدفه جمع أكبر عدد من المعارضين السوريين، من مختلف الأطياف، لكنه لا يلغي وجود تنافر وخلافات سياسية بينهم، حيث أن تيار بناء الدولة، يلتقي في طروحاته مع الائتلاف السوري المعارض، والأمر نفسه ينسحب إلى هيئة التنسيق والائتلاف، اللذان يقف كلا منها من الآخر موقف المنافس والند.
غير أن بعضهم يقلل من الخلافات بين أطياف المعارضة السياسية، ذلك أن المطلوب من مؤتمر الرياض هو تقديم رؤية مشتركة، إضافة إلى تشكيل وفد تفاوضي، وليس التفاوض فيما بين أطراف المعارضة، خاصة وأن السوريين لم يكونوا جزءا من مسار فيينا، بل عليهم تنفيذ ما صدر عن اجتماعاته.
وكان اجتماع “فيينا 2″ حول سوريا، التي عقد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 الماضي، بمشاركة 17 دولة، قد أصدرت بياناً، تحدث عن توافق المجتمعين على خطة للتسوية السياسية للأزمة السورية، عبر مرحلتين، الأولى مرحلة مفاوضات بين وفد من النظام والمعارضة، مدتها ستة أشهر، زمن المفترض أن تبدأ مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، وتنتهي بتشكيل حكومة وطنية، والمرحلة الثانية، تمتد ثمانية عشر شهراً، وهي مرحلة انتقالية، يتم خلالها كتابة دستور جديد، والإعداد لانتخابات رئاسية تحت إشراف أممي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *