بدلاً من أن تحل محل والدته التي تركته معها لترعاه، تحولت إلى ذئب بشري وقامت بخنق طفل رضيع عمره لا يتجاوز العام حتى الموت، كل ذنبه أنه بكى مثله مثل أي طفل في عمره.
تبدأ تفاصيل الواقعة، بعد أن أتى محمود علي محمود “سوداني الجنسية” إلى مصر، مع أسرته المكونة من زوجته وأولاده الثلاثة وشقيقة زوجته، وذلك للبحث عن فرصة عمل، حتى يتوفر لهم مصدر للدخل يكفيهم قوت يومهم، وبمجرد مجيئهم إلى مصر قاموا باستئجار شقة بمدينة السادس من أكتوبر، وبدأ رب الأسرة رحلة البحث عن فرصة عمل، فلم يجد أمامه سوى العمل كسائق على “توك توك” في المنطقة لكسب رزقه.
ومنذ ثلاثة أشهر حدثت مُشادة كلامية بينه وبين نجلته الكبرى، وتطورت الأمور التي اضطرتها للهروب للسودان، لعدم تحملها الأوضاع هنا مع والدها، فلم يهدأ قلب والدتها إلا أن تقوم بالسفر إلى السودان لاستعادة ابنتها، وبالفعل سافرت تاركة طفليها الصغيرين مع شقيقتها لترعاهما، وكلها ثقة في أن شقيقتها ستحل محلها وتعاملهم معاملة حسنة كوالدتهم.
في يوم نزل الأب من منزله كعادته ليعمل على الـ”توك توك”، تاركاً الطفلين الآخرين مع خالتهما لترعاهما في فترة عمله، فبعد نزول الأب من المنزل كان الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عمره العام الواحد يبكي، ولم تكلف خالته نفسها بقليل من الرحمة كي تعرف السبب، وتركته دون مبالاة منها، واستمرت في تدخين “الشيشة” التي كانت تشربها، ومع استمرار بكاء الطفل قامت بنقله ووضعته على السرير حتى يهدأ وحده، فلم يكف الطفل الرضيع، فما كان منها إلا أن قامت بخنقه حتى الموت.
وعندما عاد الأب إلى المنزل وجد طفله الرضيع جثة هامدة، فقام بإبلاغ قسم ثان 6 أكتوبر، فانتقل على الفور قوة من القسم، على رأسها الرائد فوزي عامر، رئيس المباحث، والنقيب عمرو عبدالرازق، معاون المباحث.
وتم القبض على المتهمة، وتحرير محضر بالواقعة رقم 1166إداري قسم ثان 6 أكتوبر، وبإحالتها للنيابة العامة، اعترفت أمام المستشار أحمد حلمي، وكيل النيابة، بأنها قامت بخنق الطفل، كما أمر المستشار أحمد حلمي بتشريح الجثة.