تبحث المعارضة والفصائل المسلحة السورية اليوم الخميس كيفية تشكيل الوفد المشارك في محادثات السلام المقبلة، وهو واحد من أصعب الموضوعات في مفاوضاتها بالرياض والتي تهدف لاتخاذ موقف موحد.
وقال عدد من المئة مندوب المشاركين في المؤتمر إن محادثات أمس الأربعاء أفضت إلى اتفاق واسع على موقفين كان متفقا عليهما سلفا أحدهما ألا يكون للأسد أو أحد من دائرته المقربة دور في مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية والثاني أن تغادر القوات الأجنبية سوريا.
وقال واحد من المشاركين المقيمين بالخليج “اليوم سيكون لاختيار وفد من 42 شخصا لاختيار المفاوضين”. وحين سئل عن إمكانية التوصل لاتفاق اليوم الخميس قال “الله أعلم”.
وحشد المعارضة السورية المتشرذمة وراء أجندة واحدة وفريق تفاوضي متفق عليه سيكون خطوة مهمة في المساعي الرامية للتوصل لحل سياسي للحرب التي حصدت أرواح الآلاف وشردت الملايين.
فالمعارضة ليست مقسمة فقط بين فصائل تختلف أيديولوجيا وتتصارع على الأرض ولكن أيضا بين تلك الفصائل ومجموعة من الشخصيات السياسية منهم من يقيم بالخارج ومنهم من ظل في دمشق خلال معظم فترات الصراع.
وأعاقت تلك الانقسامات آخر مسعى رئيسي لإحلال السلام خلال محادثات جرت بين الحكومة والمعارضة في جنيف منذ نحو عامين. كما أنها صعبت على الدول الغربية دعم المعارضة المسلحة ومكنت تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة من تعزيز قبضتيهما.
وباتت جهود السلام الدولية أشد إلحاحا بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية ومناصريه بالشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة ومع زيادة أعداد اللاجئين وخطورة اتساع نطاق الصراع الدائر في سوريا مع انزلاق بعض دول الجوار والقوى العالمية فيه.
وستجري روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة محادثات في جنيف غدا الجمعة في إطار استعداداتها لجولة جديدة من المحادثات في فيينا بعد اجتماعات جمعت بين السعودية وإيران لأول مرة.
وتستضيف المملكة العربية السعودية اجتماع المعارضة السورية وتلعب دورا في تهدئة حدة المناقشات وهي داعم رئيسي للمعارضة المسلحة هي وتركيا والدول الغربية في حين تدعم إيران وروسيا الأسد.
وقال أحد قادة المعارضة إن المشاركين مازالوا يعدون إعلانا للمباديء. لكنه وقائدا آخر للمعارضة قالا إنه ما من مجال لوجود الأسد في المرحلة الانتقالية.
وأضاف القائد الآخر أن هناك اتفاقا على إبقاء سوريا موحدة وعلى رحيل القوات والميليشيات الأجنبية وعلى ضرورة تجنب أي حصص طائفية في الحكومة السورية وهو ما أكده أيضا أحد زعماء المعارضة السياسية.
أما الدور الذي ينبغي أن يلعبه الإسلام في سوريا في المستقبل والوضع الذي ستكون عليه الأقليات الدينية والعرقية في البلاد فأحد نقاط الخلاف بين فصائل المعارضة المسلحة التي تضم إسلاميين متشددين.