حول التحالف الاسلامى لمحاربة الارهاب

تم الاعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة من بينهم مصر لمحاربة الإرهاب، ومقره الرياض.وهدف ذلك التحالف كما اعلن التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، فقد تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية.
ولن اتطرق الى تلك الدعوة الان بشكل عام لانها حتى الان مجرد فكرة او اقتراح وساتطرق لذلك بعد استكمال الصورة الكاملة والاهداف الحقيقية وراء تلك الدعوة لانه فى الواقع ان طرح دعوات التحالفات فى محيطنا العربى ذات نتائج مريرة خاصة لو كانت امريكا وحلفائها تبارك ذلك حيث تاريخيا لازلنا نتذكر حلف بغداد الذى اسقطه جمال عبدالناصر لانه تم بترتيب امريكى غربى لفرض الوصاية على العرب بعد طرد الاستعمار من المنطقة ومع كلا لن نسئ الظن باى طرف وسنترقب وعلى المستوى الشخصى فاننى غير متفائلة وبداخلى هاجس ومع كلا ساركز على الوضع الداخلى المصرى وموقفه من ذلك التحالف وساهتم فقط بنقاط الايجابيات ونقاط السلبيات لو تم هذا التحالف وشاركت فيه مصر او بالاوضح مكاسب وخسائر مصر في نقاط من المشاركة في هذا التحالف الذي غلفته السعودية بطابع إسلامى ومررته تحت سقف منظمة التعاون الإسلامى بعيدا عن جامعة الدول العربية بهدف ضم دول أسيوية أخرى من بينهم تركيا.
اننى ارى ان هناك اسئلة “تحتاج إلى إجابات”، من بينها الاتى :
= عدد ونوعية وطبيعة القوات المشاركة في التحالف، وحصة كل دولة منها، وما إذا كانت هذه القوات سيصار إلى تجميعها في دولة بعينها، أم ستجتمع عند الحاجة فقط، وكيفية تدخلها في أي دولة، وهل سيكون ذلك بطلب من الدولة التي تواجه التنظيمات المتشددة أم بطلب من منظمة دولية أممية؟، وهي التفصيلات التي ستحدد الكيفية التي سيعمل من خلالها التحالف.احددها فى الاتى :
= هل تم موافقة نهائية حتى من الدول التى اعلن انضمامها وهى 34 دولة ام هناك مشاورات
= هل محدد محاربة الارهاب على داعش فقط ام سيشمل تدخل تلك القوات لمحاربته فى اى منطقة عربية مثلا فى سيناء وفى ليبيا
=هل ستتوقف دول فى التحالف عن مساندة ودعم جماعة الاخوان المسلمين التى تساند الارهاب مثل قطر وتركيا
= موقف التحالف من روسيا التى تنحاز لوجود الاسد وتحارب منظمات الارهاب وداعش خاصة ان دول منها السعودية التى ستقود التحالف ضد نظام الاسد وايضا قطر وتركيا ضد التدخل الروسى
=موقف التحالف من التوغل الايرانى فى بعض الدول العربيةودعم الارهاب الحوثى فى اليمن
= موقف التحالف من سوريا والعراق وليبيا وهل سيتم ضمهم للتحالف ومحاربة الارهاب داخلهم
=هل التحالف سيأخذ صبغة دولية لمحاربة الارهاب فى مناطق غير عربية او اسلامية خاصة ان الارهاب فى افريقيا ينعكس على اخطار تهدد دول عربية واسلامية
= هل التحالف هو بديل موضوعي، ووريث شرعي، للتحالف العسكري العربي، الذي تقرر تشكيله في وقت سابق خلال القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ”.ام انه اصبح جزء من التحالف الجديد
كما ان هناك اسئلة “تحتاج إلى إجابات”، من بينها عدد ونوعية وطبيعة القوات المشاركة في التحالف، وحصة كل دولة منها، وما إذا كانت هذه القوات سيصار إلى تجميعها في دولة بعينها، أم ستجتمع عند الحاجة فقط، وكيفية تدخلها في أي دولة، وهل سيكون ذلك بطلب من الدولة التي تواجه التنظيمات المتشددة أم بطلب من منظمة دولية أممية؟، وهي التفصيلات التي ستحدد الكيفية التي سيعمل من خلالها التحالف.ومن وجهة نظرى كم ذكرت مصلحة مصر وطننا اذا انضمت لهذا التحالف خاصة واننا الان نواجه حربا شرسة قوى الارهاب الخسيس ويدفع وطننا وشعبنا وجيشنا وشرطتنا ثمنا غاليا نتيجة لتلك الحرب بل نتعرض لخسائر ضرب اقتصادنا القومى الى جانب استهداف امن الوطن واستقراره وخاصة ان الداعم الاساسى للقوى الارهابية التى نواجهها دول ستنضم لهذا التحالف فكيف سنتعامل معها فى تحالف مشترك وبدون شك لن ننضم الى ذلك التحالف الا بعد وقف تلك الدول دعم الارهاب وساطرح رؤيتى فى حالة وجود مصر فى ذلك التحالف وماسوف يحققة لنا من مكاسب كذلك ماسوف يحقق لنا من خسائروبناء على ذلك يجب ان يتحدد موقفنا فان مصلحة وطننا وشعبنا اهم من اى تحالفات لاتحقق مصلحة وطننا الغالى واراها كالاتى :
أولا – الايجابيات
============
يحقق التحالف مكاسب سياسية لمصر وهى كالاتى 
1 ==- يطوي صفحة الخلافات مع دول عربية وإقليمية خاصة قطر وتركيا، بشرط تخليهم عن دعم جماعة الإخوان لان عدم التزامهم بذلك الآن بمثابة عقبة في طريق موافقة مصر على المشاركة
2 == يحق لمصر مطالبة قوات التحالف في الحرب على الإرهاب بسيناء حسبما أعلن بأن هدف التحالف محاربة جميع التنيظمات الإرهابية المسلحة وليس “داعش” فقط.
3 == في ظل تنامى الإرهاب في ليبيا، يوفر التحالف سقف أمان عسكري لمصر وتوفير آلية دولية لشن هجمات بمشاركة قوات التحالف على معاقل التنظيمات الإرهابية في ليبيا “داعش” وغيرها من التنظيمات الأخري.
4== ضمانة تعاون السودان في غلق الحدود الجنوبية ومنع تهريب أسلحة وعناصر جهادية عبر الجبهة الجنوبية لضمان صيانة الأمن القومى لدول جارة وشريكة في تحالف عسكري إسلامى.
ثانيا – السلبيات
=========
بعيدا عن الايجابيات التي تحققها مصر، يبقى هناك مخاوف من سلبيات تمثل خطر على مصر وهى كالتالى.
1 == احتمالية تورط مصر في المستنقع العراقى والسوري، لمحاربة تنظيم “داعش” أمر بات وارد بقوة في ظل رغبة دوائر صنع القرار بالغرب بتشكيل قوة عربية مكونة من 90 ألف جندي للتدخل البري ضد التنظيم الإرهابى في سوريا والعراق عقب فشل الضربات الجوية في القضاء على التنظيم، 2 ==في ظل الخلافات القائمة بين السعودية وإيران، هناك احتمالية لدخول القوات المصرية المشاركة في التحالف العسكري الإسلامى الذي اتخذ الطابع “السنى” في مواجهة عسكرية مع إيران المتهمة بدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة من الشيعة بالعراق و في لبنان، والنظام السوري نفسه غير بعيد عن هذا الاتهام.
3 == المملكة العربية السعودية لديها قناعة بضررة إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من رأس السلطة في سوريا، وتخوض حربا ضد “داعش” ونظام الأسد في ذات الوقت بضرورة رحيله عن السلطة، في حين تري القاهرة بقاء الأسد خلال عملية انتقال سياسي ضرورة لصيانة التراب السوري، و ربما تنسف حلف “القاهرة موسكو” الذي تولد عقب ثورة 30 يونيو ويسير إلى الأمام بقوة.
4== استهلال بيان تأسيس التحالف العسكري بالتأكيد على إسلاميته، يحمل خطورة على عقيدة الجيش المصري البعيدة عن الطائفية والتمسك بالقومية الأمر الذي يشكل خطورة بالغة الأثر في ظل تركيبة جيش وطنى يجمع بين الجنود المسلمين والمسيحيين دون تميز تحت راية الوطن تلك العقيدة ميزت الجيش المصري عن غيره من الجيوش العربية التي انهارت بسبب الغرق في مستنقع الطائفية، وهو الأمر الذي سعت مصر لتجنبه حينما دعت لتشكيل قوة عربية مشتركة تحت مظلة جامعة الدول العربية لإبعاد شبح المسميات الطائفية عن المعادلة.-
ومع كلا كما اشرت علينا ان ننتظر ونتمهل وندرس الموقف كاملا هدفنا فقط مصلحة وطننا وعروبتنا ——–

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *